ولا يحسبن الذين يبخلون بما آتاهم الله من فضله هو خيرا لهم بل هو شر لهم سيطوقون ما بخلوا به يوم القيامة ولله ميراث السماوات والأرض والله بما تعملون خبير
[ ص: 666 ] ( ولا تحسبن ) من قرأ بالتاء قدر مضافا محذوفا، أي: ولا تحسبن بخل الذين يبخلون هو خيرا لهم، وكذلك من قرأ بالياء، وجعل فاعل يحسبن ضمير رسول الله، أو ضمير أحد، ومن جعل فاعله الذين يبخلون كان المفعول الأول عنده محذوفا تقديره: ولا يحسبن الذين يبخلون بخلهم هو خيرا لهم : والذي سوغ حذفه دلالة "يبخلون": عليه، و(هو) فصل، وقرأ بغير "هو". الأعمش
"سيطوقون" تفسير لقوله: هو شر لهم أي: سيلزمون وبال ما بخلوا به إلزام الطوق، وفي أمثالهم: تقلدها طوق الحمامة، إذا جاء بهنة يسب به ويذم، وقيل: يجعل ما بخل من الزكاة حية يطوقها في عنقه يوم القيامة، تنهشه من قرنه إلى قدمه، وتنقر رأسه وتقول: أنا مالك.
وعن وعن النبي - صلى الله عليه وسلم - في مانع الزكاة: "يطوق بشجاع أقرع" وروي "بشجاع أسود"، : سيطوقون بطوق من نار. النخعي
ولله ميراث السماوات والأرض أي: وله ما فيها مما يتوارثه أهلها من مال [ ص: 667 ] وغيره فما لهم يبخلون عليه بملكه ولا ينفقونه في سبيله، ونحوه قوله: وأنفقوا مما جعلكم مستخلفين فيه [الحديد: 7] وقرئ: (بما تعملون) بالتاء والياء فالتاء على طريقة الالتفات، وهي أبلغ في الوعيد، والياء على الظاهر.