قصة الحجاج بن علاط السلمي
وفي هذه السفرة قال الحجاج بن علاط السلمي لرسول الله - صلى الله عليه وسلم : لي بمكة مال [ ص: 102 ] عند صاحبتي أم شيبة ابنة أبي طلحة ، وهي أم ابنه معرض بن الحجاج ، ومال متفرق بمكة ، فأذن لي يا رسول الله . فأذن له . فقال : إنه لابد من أن أقول . قال : قل . فقدم الحجاج مكة ، فسأله أهل مكة عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وما صنع بخيبر ، ولم يكونوا علموا بإسلامه ، فقال لهم : إن يهود هزمته وأصحابه ، وقتل أصحابه قتلا ذريعا ، وأسر محمد ، وقالت يهود : لن نقتله حتى نبعث به إلى مكة فيقتلوه . فصاحوا بمكة بذلك ، فقال : أعينوني في جمع مالي حتى أقدم خيبر ، فأصيب من فل محمد وأصحابه قبل أن يسبقني التجار . فجمعوه كله كأحث شيء . فأتاه العباس وسأله عن الخبر ، فأخبره بعد أن جمع ماله بفتح خيبر ، وأن النبي - صلى الله عليه وسلم - أخذ لنفسه ، وأنه قدم لجمع ماله ، وسأله أن يكتم عنه ثلاثا خوف الطلب . فكتم صفية بنت حيي العباس الخبر ثلاثا بعد مسيره ، ثم لبس حلة له وخرج ، فطاف بالكعبة ، فلما رأته قريش قالوا : يا أبا الفضل ، هذا والله التجلد . قال : كلا والله ! لقد افتتح محمد خيبر ، وأخذ ابنة ملكهم وأموالهم . وأخبرهم بخبر الحجاج . فقالوا : لو علمنا لكان له ولنا شأن .