[ ص: 10 ] قال أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين ، ذكر في هذه الآية الكريمة : أن قوله تعالى : ، وعلى القول بأن إبليس هو الجان الذي هو أبو الجن ، فقد زاد في مواضع أخر أوصافا للنار التي خلقه منها . من ذلك أنها نار السموم ، كما في قوله : إبليس لعنه الله خلق من نار والجان خلقناه من قبل من نار السموم [ 15 \ 27 ] ، ومن ذلك أنها خصوص المارج ، كما في قوله : وخلق الجان من مارج من نار [ 55 \ 15 ] ، والمارج أخص من مطلق النار لأنه اللهب الذي لا دخان فيه .
وسميت نار السموم ; لأنها تنفذ في مسام البدن لشدة حرها . وفي صحيح مسلم عن عائشة رضي الله عنها مرفوعا : " ، وخلق الجان من مارج من نار ، وخلق آدم مما وصف لكم خلقت الملائكة من نور " . ورواه عنها أيضا . الإمام أحمد