طرف : الطرف : طرف العين . والطرف إطباق الجفن على الجفن . : طرف يطرف طرفا : لحظ ، وقيل : حرك شفره ونظر . والطرف : تحريك الجفون في النظر . يقال : شخص بصره فما يطرف . وطرف البصر نفسه يطرف وطرفه يطرفه وطرفه كلاهما إذا أصاب طرفه ، والاسم الطرفة . وعين طريف : مطروفة . التهذيب وغيره : الطرف اسم جامع للبصر ، لا يثنى ولا يجمع لأنه في الأصل مصدر فيكون واحدا ويكون جماعة . وقال تعالى : ابن سيده لا يرتد إليهم طرفهم . والطرف : إصابتك عينا بثوب أو غيره . يقال : طرفت عينه وأصابتها طرفة وطرفها الحزن بالبكاء . وقال : طرفت عينه فهي تطرف طرفا إذا حركت جفونها بالنظر . ويقال : هو بمكان لا تراه الطوارف يعني العيون . وطرف بصره يطرف طرفا إذا أطبق أحد جفنيه على الآخر ، الواحدة من ذلك طرفة . يقال : أسرع من طرفة عين . وفي حديث الأصمعي : قالت أم سلمة لعائشة رضي الله عنهما : حماديات النساء غض الأطراف ، أرادت بغض الأطراف قبض اليد والرجل عن الحركة والسير ، تعني تسكين الأطراف وهي الأعضاء ، وقال القتيبي : هي جمع طرف العين ، أرادت غض البصر . وقال : الطرف لا يثنى ولا يجمع لأنه مصدر ، ولو جمع لم يسمع في جمعه أطراف ، قال : ولا أكاد أشك في أنه تصحيف ، والصواب غض الإطراق أي يغضضن من أبصارهن مطرقات راميات بأبصارهن إلى الأرض . وجاء من المال بطارفة عين كما يقال : بعائرة عين . الزمخشري الجوهري : وقولهم : جاء فلان بطارفة عين أي جاء بمال كثير . والطرف بالكسر ، من الخيل : الكريم العتيق وقيل : هو الطويل القوائم والعنق المطرف الأذنين ، وقيل : هو الذي ليس من نتاجك والجمع أطراف وطروف ، والأنثى بالهاء . يقال : فرس طرف من خيل طروف ، قال أبو زيد : وهو نعت للذكور خاصة . وقال : فرس طرفة ، بالهاء للأنثى ، وصارمة وهي الشديدة . وقال الكسائي الليث : الطرف الفرس الكريم الأطراف يعني الآباء والأمهات . ويقال : هو المستطرف ليس من نتاج صاحبه ، والأنثى طرفة ، وأنشد :
وطرفة شدت دخالا مدمجا
والطرف والطرف : الخرق الكريم من الفتيان والرجال ، وجمعهما أطراف وأنشد ابن الأعرابي لابن أحمر :
عليهن أطراف من القوم لم يكن طعامهم حبا بزغمة ، أسمرا
يعني العدس لأن لونه السمرة . وزغمة : موضع وهو مذكور في موضعه ، وقال الشاعر :
[ ص: 106 ]
أبيض من غسان في الأطراف
الأزهري : جعل أبو ذؤيب الطرف الكريم من الناس فقال :
وإن غلاما نيل في عهد كاهل لطرف كنصل السمهري صريح
وأطرف الرجل : أعطاه ما لم يعطه أحدا قبله . وأطرفت فلانا شيئا أي أعطيته شيئا لم يملك مثله فأعجبه ، والاسم الطرفة ، قال بعض اللصوص بعد أن تاب :
قل للصوص بني اللخناء يحتسبوا بر العراق وينسوا طرفة اليمن
وشيء طريف : طيب غريب يكون ، عن قال : وقال ابن الأعرابي خير الكلام ما طرفت معانيه ، وشرفت مبانيه ، والتذه آذان سامعيه . وأطرف فلان إذا جاء بطرفة . واستطرف الشيء أي عده طريفا . واستطرفت الشيء : استحدثته . وقولهم : فعلت ذلك في مستطرف الأيام أي في مستأنف الأيام . واستطرف الشيء وتطرفه واطرفه : استفاده . والطريف والطارف من المال : المستحدث ، وهو خلاف التالد والتليد ، والاسم الطرفة ، وقد طرف ، بالضم ، وفي المحكم : والطرف والطريف والطارف المال المستفاد ، وقول خالد بن صفوان الطرماح :
فدى لفوارس الحيين غوث وزمان التلاد مع الطراف
يجوز أن يكون جمع طريف كظريف وظراف ، أو جمع طارف كصاحب وصحاب ، ويجوز أن يكون لغة في الطريف ، وهو أقيس لاقترانه بالتلاد ، والعرب تقول : ما له طارف ولا تالد ولا طريف ولا تليد ، فالطارف والطريف : ما استحدثت من المال واستطرفته ، والتلاد والتليد ما ورثته عن الآباء قديما . وقد طرف طرافة وأطرفه : أفاده ذلك ، أنشد : ابن الأعرابي
تئط وتأدوها الإفال مربة بأوطانها من مطرفات الحمائل
مطرفات : أطرفوها غنيمة من غيرهم . ورجل طرف ومتطرف ومستطرف : لا يثبت على أمر . وامرأة مطروفة بالرجال إذا كانت لا خير فيها ، تطمح عينها إلى الرجال وتصرف بصرها عن بعلها إلى سواه . وفي حديث زياد في خطبته : إن الدنيا قد طرفت أعينكم أي طمحت بأبصاركم إليها وإلى زخرفها وزينتها . وامرأة مطروفة : تطرف الرجال أي لا تثبت على واحد ، وضع المفعول فيه موضع الفاعل ، قال الحطيئة :
وما كنت مثل الهالكي وعرسه بغى الود من مطروفة العين طامح
وفي الصحاح : من مطروفة الود طامح ، قال أبو منصور : وهذا التفسير مخالف لأصل الكلمة . والمطروفة من النساء : التي قد طرفها حب الرجال أي أصاب طرفها ، فهي تطمح وتشرف لكل من أشرف لها ولا تغض طرفها ، كأنما أصاب طرفها طرفة أو عود ، ولذلك سميت مطروفة ، الجوهري : ورجل طرف لا يثبت على امرأة ولا صاحب ، وأنشد : الأصمعي
ومطروفة العينين خفاقة الحشى منعمة كالريم طابت فطلت
وقال طرفة يذكر جارية مغنية :
إذا نحن قلنا : أسمعينا ، انبرت لنا على رسلها مطروفة لم تشدد
قال : المطروفة التي أصابتها طرفة ، فهي مطروفة ، فأراد كأن في عينيها قذى من استرخائها . وقال ابن الأعرابي : مطروفة منكسرة العين كأنها طرفت عن كل شيء تنظر إليه . وطرفت عينه إذا أصبتها بشيء فدمعت ، وقد طرفت عينه فهي مطروفة . والطرفة أيضا : نقطة حمراء من الدم تحدث في العين من ضربة وغيرها . وفي حديث ابن الأعرابي فضيل : كان محمد بن عبد الرحمن أصلع فطرف له طرفة ، أصل الطرف : الضرب على طرف العين ، ثم نقل إلى الضرب على الرأس . : يقال : طرفت فلانا أطرفه إذا صرفته عن شيء ، وطرفه عنه أي صرفه ورده ، وأنشد ابن السكيت : لعمر بن أبي ربيعة
إنك ، والله ، لذو ملة يطرفك الأدنى عن الأبعد
أي يصرفك ، الجوهري : يقول : يصرف بصرك عنه أي تستطرف الجديد وتنسى القديم ، قال : وصواب إنشاده : ابن بري
يطرفك الأدنى عن الأقدم
قال : وبعده :
قلت لها بل أنت معتلة في الوصل ، يا هند ، لكي تصرمي
وفي حديث نظر الفجأة : وقال اطرف بصرك ، أي اصرفه عما وقع عليه وامتد إليه ، ويروى بالقاف ، وسيأتي ذكره . ورجل طرف وامرأة طرفة إذا كانا لا يثبتان على عهد ، وكل واحد منهما يحب أن يستطرف آخر غير صاحبه ويطرف غير ما في يده أي يستحدث . واطرفت الشيء أي اشتريته حديثا ، وهو افتعلت . وبعير مطرف : قد اشتري حديثا ، قال : ذو الرمة
كأنني من هوى خرقاء مطرف دامي الأظل بعيد السأو مهيوم
أراد أنه من هواها كالبعير الذي اشتري حديثا فلا يزال يحن إلى ألافه . قال : المطرف الذي اشتري من بلد آخر فهو ينزع إلى وطنه ، والسأو : الهمة ومهيوم : به هيام . ويقال : هائم القلب . وطرفه عنا شغل : حبسه وصرفه . ورجل مطروف : لا يثبت على واحدة كالمطروفة من النساء ، حكاه ابن بري : ابن الأعرابي
وفي الحي مطروف يلاحظ ظله خبوط لأيدي اللامسات ، ركوض
والطرف من الرجال : الرغيب العين الذي لا يرى شيئا إلا أحب أن يكون له . أبو عمرو : فلان مطروف العين بفلان إذا كان لا ينظر إلا [ ص: 107 ] إليه . واستطرفت الإبل المرتع : اختارته ، وقيل : استأنفته . وناقة طرفة ومطراف : لا تكاد ترعى حتى تستطرف . : المطراف التي لا ترعى مرعى حتى تستطرف غيره . الأصمعي : ناقة طرفة إذا كانت تطرف الرياض روضة بعد روضة ، وأنشد : الأصمعي
إذا طرفت في مرتع بكراتها أو استأخرت عنها الثقال القناعس
ويروى : إذا أطرفت . والطرف : مصدر قولك طرفت الناقة ، بالكسر إذا تطرفت أي رعت أطراف المرعى ولم تختلط بالنوق . وناقة طرفة : لا تثبت على مرعى واحد . وسباع طوارف : سوالب . والطريف في النسب : الكثير الآباء إلى الجد الأكبر . : رجل طرف وطريف كثير الآباء إلى الجد الأكبر ليس بذي قعدد ، وفي الصحاح : نقيض القعدد ، وقيل : هو الكثير الآباء في الشرف ، والجمع طرف وطرف وطراف ، الأخيران شاذان ، وأنشد ابن سيده في الكثير الآباء في الشرف ابن الأعرابي للأعشى :
أمرون ولادون كل مبارك طرفون لا يرثون سهم القعدد
وقد طرف ، بالضم طرافة . قال الجوهري : وقد يمدح به . والإطراف : كثرة الآباء . وقال اللحياني : هو أطرفهم أي أبعدهم من الجد الأكبر . قال : والطرفي في النسب مأخوذ من الطرف ، وهو البعد ، والقعدى أقرب نسبا إلى الجد من الطرفى ، قال : وصحفه ابن بري ابن ولاد فقال : الطرقى بالقاف . والطرف ، بالتحريك : الناحية من النواحي والطائفة من الشيء ، والجمع أطراف . وفي حديث عذاب القبر : كان لا يتطرف من البول ، أي لا يتباعد ، من الطرف : الناحية . وقوله عز وجل : وأقم الصلاة طرفي النهار وزلفا من الليل ، يعني الصلوات الخمس فأحد طرفي النهار صلاة الصبح والطرف الآخر فيه صلاتا العشي ، وهما الظهر والعصر ، وقوله : وزلفا من الليل ، يعني صلاة المغرب والعشاء . وقوله عز وجل : ومن آناء الليل فسبح وأطراف النهار ، أراد وسبح أطراف النهار ، قال : أطراف النهار الظهر والعصر ، وقال الزجاج : أطراف النهار ساعاته . وقال ابن الكلبي أبو العباس : أراد طرفيه فجمع . ويقال : طرف الرجل حول العسكر وحول القوم ، يقال : طرف فلان إذا قاتل حول العسكر لأنه يحمل على طرف منهم فيردهم إلى الجمهور . : وطرف حول القوم قاتل على أقصاهم وناحيتهم ، وبه سمي الرجل مطرفا . وتطرف عليهم : أغار ، وقيل : المطرف الذي يأتي أوائل الخيل فيردها على آخرها ، ويقال : هو الذي يقاتل أطراف الناس ، وقال ابن سيده ساعدة الهذلي :
مطرف وسط أولى الخيل معتكر كالفحل قرقر وسط الهجمة القطم
وقال المفضل : التطريف أن يرد الرجل عن أخريات أصحابه . ويقال : طرف عنا هذا الفارس ، وقال متمم :
وقد علمت أولى المغيرة أننا نطرف خلف الموقصات السوابقا
وقال شمر : أعرف طرفه إذا طرده . : وطرف كل شيء منتهاه ، والجمع كالجمع ، والطائفة منه طرف أيضا . وفي الحديث : أن النبي ، - صلى الله عليه وسلم - ، ابن سيده ، وكان إذا اشتكى أحدهم لم تنزل البرمة حتى يأتي على أحد طرفيه أي حتى يفيق من علته أو يموت ، وإنما جعل هذين طرفيه لأنهما منتهى أمر العليل في علته فهما طرفاه أي جانباه . وفي حديث قال : عليكم بالتلبينة : قالت لابنها أسماء بنت أبي بكر عبد الله : ما بي عجلة إلى الموت حتى آخذ على أحد طرفيك : إما أن تستخلف فتقر عيني ، وإما أن تقتل فأحتسبك . وتطرف الشيء : صار طرفا . وشاة مطرفة : بيضاء أطراف الأذنين وسائرها أسود ، أو سوداؤها وسائرها أبيض . وفرس مطرف : خالف لون رأسه وذنبه سائر لونه . وقال أبو عبيدة : من الخيل أبلق مطرف ، وهو الذي رأسه أبيض ، وكذلك إن كان ذنبه ورأسه أبيضين ، فهو أبلق مطرف ، . وقيل : تطريف الأذنين تأليلهما ، وهي دقة أطرافهما . الجوهري : المطرف من الخيل ، بفتح الراء ، هو الأبيض الرأس والذنب وسائره يخالف ذلك ، قال : وكذلك إذا كان أسود الرأس والذنب ، قال : ويقال للشاة إذا اسود طرف ذنبها وسائرها أبيض مطرفة . والطرف : الشواة ، والجمع أطراف . والأطراف : الأصابع ، وفي التهذيب : اسم الأصابع ، وكلاهما من ذلك ، قال : ولا تفرد الأطراف إلا بالإضافة كقولك أشارت بطرف إصبعها ، وأنشد الفراء :
يبدين أطرافا لطافا عنمه
قال الأزهري : جعل الأطراف بمعنى الطرف الواحد ولذلك قال عنمه . ويقال : طرفت الجارية بنانها إذا خضبت أطراف أصابعها بالحناء ، وهي مطرفة ، وفي الحديث : أن إبراهيم الخليل ، عليه السلام ، جعل في سرب وهو طفل وجعل رزقه في أطرافه أي كان يمص أصابعه فيجد فيها ما يغذيه . وأطراف العذارى : عنب أسود طوال كأنه البلوط يشبه بأصابع العذارى المخضبة لطوله ، وعنقوده نحو الذراع ، وقيل : هو ضرب من عنب الطائف أبيض طوال دقاق . وطرف الشيء وتطرفه : اختاره ، قال سويد بن كراع العكلي :
أطرف أبكارا كأن وجوهها وجوه عذارى ، حسرت أن تقنعا
وطرف القوم : رئيسهم ، والجمع كالجمع . وقوله عز وجل : أولم يروا أنا نأتي الأرض ننقصها من أطرافها ، قال : معناه موت علمائها وقيل : موت أهلها ونقص ثمارها ، وقيل : معناه أو لم يروا أنا فتحنا على المسلمين من الأرض ما قد تبين لهم ، كما قال : أفلا يرون أنا نأتي الأرض ننقصها من أطرافها أفهم الغالبون ، الأزهري : أطراف الأرض نواحيها ، الواحد طرف وننقصها من أطرافها أي من نواحيها ناحية ناحية ، وعلى هذا من فسر نقصها من أطرافها فتوح الأرضين ، وأما من جعل نقصها من أطرافها موت علمائها ، فهو من غير هذا ، قال : والتفسير على القول الأول . وأطراف الرجال : أشرافهم ، وإلى هذا ذهب بالتفسير الآخر ، قال : ابن أحمر
[ ص: 108 ]
عليهن أطراف من القوم لم يكن طعامهم حبا بزغبة أغبرا
وقال : الفرزدق
واسأل بنا وبكم ، إذا وردت منى أطراف كل قبيلة من يمنع
يريد أشراف كل قبيلة . قال الأزهري : الأطراف بمعنى الأشراف جمع الطرف أيضا ، ومنه قول الأعشى :
هم الطرف البادو العدو ، وأنتم بقصوى ثلاث تأكلون الرقائصا
قال : الطرف في هذا البيت بيت الأعشى جمع طريف ، وهو المنحدر في النسب ، قال : وهو عندهم أشرف من القعدد . وقال ابن الأعرابي : يقال : فلان طريف النسب والطرافة فيه بينة وذلك إذا كان كثير الآباء إلى الجد الأكبر ، وفي الحديث : فمال طرف من المشركين على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، أي قطعة منهم وجانب ، ومنه قوله تعالى : الأصمعي ليقطع طرفا من الذين كفروا . وكل مختار طرف ، والجمع أطراف ، قال :
ولما قضينا من منى كل حاجة ومسح بالأركان من هو ماسح
أخذنا بأطراف الأحاديث بيننا وسالت بأعناق المطي الأباطح
قال : عنى بأطراف الأحاديث مختارها ، وهو ما يتعاطاه المحبون ويتفاوضه ذوو الصبابة المتيمون من التعريض والتلويح والإيماء دون التصريح ، وذلك أحلى وأخف وأغزل وأنسب من أن يكون مشافهة وكشفا ومصارحة وجهرا . وطرائف الحديث : مختاره أيضا كأطرافه ، قال : ابن سيده
أذكر من جارتي ومجلسها طرائفا من حديثها الحسن
ومن حديث يزيدني مقة ما لحديث الموموق من ثمن
أراد يزيدني مقة لها . والطرف : اللحم . والطرف : الطائفة من الناس . تقول : أصبت طرفا من الشيء ومنه قوله تعالى : ليقطع طرفا من الذين كفروا أي طائفة . وأطراف الرجل : أخواله وأعمامه وكل قريب له محرم . والعرب تقول : لا يدرى أي طرفيه أطول ، ومعناه لا يدرى أي والديه أشرف ، قال : هكذا قاله الفراء . ويقال : لا يدرى أنسب أبيه أفضل أم نسب أمه . وقال أبو الهيثم : يقال للرجل : ما يدري فلان أي طرفيه أطول أي أي نصفيه أطول ، الطرف الأسفل من الطرف الأعلى ، فالنصف الأسفل طرف ، والأعلى طرف ، والخصر ما بين منقطع الضلوع إلى أطراف الوركين ، وذلك نصف البدن ، والسوءة بينهما ، كأنه جاهل لا يدري أي طرفي نفسه أطول . : ما يدري أي طرفيه أطول يعني بذلك نسبه من قبل أبيه وأمه ، وقيل : طرفاه لسانه وفرجه ، وقيل : استه وفمه لا يدري أيهما أعف ، ويقويه قول الراجز : ابن سيده
لو لم يهوذل طرفاه لنجم في صدره ، مثل قفا الكبش الأجم
يقول : لولا أنه سلح وقاء لقام في صدره من الطعام الذي أكل ما هو أغلظ وأضخم من قفا الكبش الأجم . وفي حديث : أن رجلا واقع الشراب الشديد فسقي فضري فلقد رأيته في النطع وما أدري ، أي طرفيه أسرع ، أراد حلقه ودبره أي أصابه القيء والإسهال ، فلم أدر أيهما أسرع خروجا من كثرته . وفي حديث طاووس قبيصة بن جابر : ما رأيت أقطع طرفا من ، يريد أمضى لسانا منه . وطرفا الإنسان : لسانه وذكره ، ومنه قولهم : لا يدرى أي طرفيه أطول . وفلان كريم الطرفين إذا كان كريم الأبوين ، يراد به نسب أبيه ونسب أمه ، وأنشد عمرو بن العاص أبو زيد : لعون بن عبد الله بن عتبة بن مسعود
فكيف بأطرافي ، إذا ما شتمتني وما بعد شتم الوالدين صلوح
جمعهما أطرافا لأنه أراد أبويه ومن اتصل بهما من ذويهما ، وقال أبو زيد في قوله بأطرافي قال : أطرافه أبواه وإخوته وأعمامه وكل قريب له محرم ، الأزهري : ويقال في غير هذا فلان فاسد الطرفين إذا كان خبيث اللسان والفرج ، وقد يكون طرفا الدابة مقدمها ومؤخرها ، قال حميد بن ثور يصف ذئبا وسرعته :
ترى طرفيه يعسلان كلاهما كما اهتز عود الساسم المتتايع
أبو عبيد : ويقال فلان لا يملك طرفيه ، يعنون استه وفمه ، إذا شرب دواء أو خمرا فقاء وسكر وسلح . والأسود ذو الطرفين : حية له إبرتان إحداهما في أنفه والأخرى في ذنبه ، يقال : إنه يضرب بهما فلا يطني الأرض . : والطرفان في المديد حذف ألف فاعلاتن ونونها ، هذا قول ابن سيده الخليل وإنما حكمه أن يقول : التطريف حذف ألف فاعلاتن ونونها ، أو يقول : الطرفان الألف والنون المحذوفتان من فاعلاتن . وتطرفت الشمس : دنت للغروب ، قال :
دنا وقرن الشمس قد تطرفا
والطراف : بيت من أدم ليس له كفاء وهو من بيوت الأعراب ، ومنه الحديث : كان عمرو لمعاوية كالطراف الممدود . والطوارف من الخباء : ما رفعت من نواحيه لتنظر إلى خارج ، وقيل : هي حلق مركبة في الرفوف ، وفيها حبال تشد بها إلى الأوتاد . والمطرف والمطرف : واحد المطارف وهي أردية من خز مربعة لها أعلام ، وقيل : ثوب مربع من خز له أعلام . الفراء : المطرف من الثياب ما جعل في طرفيه علمان ، والأصل مطرف ، بالضم ، فكسروا الميم ليكون أخف كما قالوا : مغزل وأصله مغزل من أغزل أي أدير ، وكذلك المصحف والمجسد ، وقال الفراء : أصله الضم لأنه في المعنى مأخوذ من أطرف أي جعل في طرفه العلمان ، ولكنهم استثقلوا الضمة فكسروه . وفي الحديث : رأيت على - رضي الله عنه - ، مطرف خز هو بكسر الميم وفتحها وضمها الثوب الذي في طرفيه علمان ، والميم زائدة . أبي هريرة الأزهري : سمعت أعرابيا يقول : لآخر قدم من [ ص: 109 ] سفر : هل وراءك طريفة خبر تطرفناه ؟ يعني خبرا جديدا ، ومغربة خبر مثله . والطرفة : كل شيء استحدثته فأعجبك وهو الطريف وما كان طريفا ، ولقد طرف يطرف . والطريفة : ضرب من الكلإ ، وقيل : هو النصي إذا يبس وابيض ، وقيل : الطريفة الصليان وجميع أنواعهما إذا اعتما وتما ، وقيل : الطريفة من النبات أول شيء يستطرفه المال فيرعاه ، كائنا ما كان ، وسميت طريفة لأن المال يطرفه إذا لم يجد بقلا . وقيل : سميت بذلك لكرمها وطرافتها واستطراف المال إياها . وأطرفت الأرض : كثرت طريفتها . وأرض مطروفة : كثيرة الطريفة . وإبل طرفة : تحاتت مقادم أفواهها في الكبر ، ورجل طريف بين الطرافة : ماض هش . والطرف : اسم يجمع الطرفاء وقلما يستعمل في الكلام إلا في الشعر ، والواحدة طرفة ، وقياسه قصبة وقصب وقصباء وشجرة وشجر وشجراء . : والطرفة شجرة وهي الطرف ، والطرفاء جماعة الطرفة شجر ، وبها سمي طرفة بن العبد ، وقال ابن سيده : الطرفاء واحد وجمع ، والطرفاء اسم للجمع ، وقيل : واحدتها طرفاءة . وقال سيبويه : من قال : طرفاء فالهمزة عنده للتأنيث ، ومن قال : طرفاءة فالتاء عنده للتأنيث ، وأما الهمزة على قوله : فزائدة لغير التأنيث ، قال : وأقوى القولين فيها : أن تكون همزة مرتجلة غير منقلبة ، لأنها إذا كانت منقلبة في هذا المثال فإنها تنقلب عن ألف التأنيث لا غير نحو صحراء وصلفاء وخبراء والخرشاء ، وقد يجوز أن تكون عن حرف علة لغير الإلحاق فتكون في الألف لا في الإلحاق كألف علباء وحرباء ، قال : وهذا مما يؤكد عندك حال الهاء ، ألا ترى أنها إذا ألحقت اعتقدت فيما قبلها حكما ما فإذا لم تلحق جاز الحكم إلى غيره ؟ والطرفاء أيضا : منبتها ، وقال ابن جني أبو حنيفة : الطرفاء من العضاه وهدبه مثل هدب الأثل ، وليس له خشب وإنما يخرج عصيا سمحة في السماء ، وقد تتحمض بها الإبل إذا لم تجد حمضا غيره ، قال : وقال أبو عمرو : الطرفاء من الحمض ، قال : وبها سمي الرجل طرفة . والطرف من منازل القمر : كوكبان يقدمان الجبهة وهما عينا الأسد ينزلهما القمر . وبنو طرف : قوم من اليمن . وطارف وطريف وطريف وطرفة ومطرف : أسماء . وطريف : موضع ، وكذلك الطريفات ، قال :
رعت سميراء إلى إرمامها إلى الطريفات إلى أهضامها
وكان يقال لبني عدي بن حاتم : الطرفات قتلوا بصفين ، أسماؤهم : طريف وطرفة ومطرف .