ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين ولو كانوا أولي قربى من بعد ما تبين لهم أنهم أصحاب الجحيم
[ ص: 98 ] قيل: قال -صلى الله عليه وسلم- لعمه أبي طالب: "أنت أعظم الناس علي حقا، وأحسنهم عندي يدا، فقل كلمة تجب لك بها شفاعتي"، فأبى فقال: "لا أزال أستغفر لك ما لم أنه عنه"، فنزلت .
وقيل: مكة، سأل أي أبويه أحدث به عهدا ؟ فقيل: أمك آمنة، فزار قبرها بالأبواء، ثم قام مستعبرا فقال: إني استأذنت ربي في زيارة قبر أمي فأذن لي، واستأذنته في الاستغفار لها فلم يأذن لي، فنزلت، وهذا أصح; لأن موت لما افتتح أبي طالب كان قبل الهجرة، وهذا آخر ما نزل بالمدينة، وقيل: استغفر لأبيه، وقيل: قال المسلمون: ما يمنعنا أن نستغفر لآبائنا، وذوي قرابتنا، وقد استغفر إبراهيم لأبيه، وهذا محمد يستغفر لعمه، ما كان للنبي : ما صح له الاستغفار في حكم الله وحكمته، من بعد ما تبين لهم أنهم أصحاب الجحيم ; لأنهم ماتوا على الشرك .