( فصل ) :
وأما بيان ما يسن وما يستحب للصائم وما يكره له أن يفعله فنقول : لما روي عن يسن للصائم السحور رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال { عمرو بن العاص } ولأنه يستعان به على صيام النهار ، وإليه أشار النبي صلى الله عليه وسلم في الندب إلى السحور فقال : { : إن فصلا بين صيامنا وصيام أهل الكتاب أكلة السحور } والسنة فيها هو التأخير لأن معنى الاستعانة فيه أبلغ . استعينوا بقائلة النهار على قيام الليل وبأكل السحور على صيام النهار
وقد روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : { } وفي رواية قال : { ثلاث من سنن المرسلين : تأخير السحور ، وتعجيل الإفطار ، ووضع اليمين على الشمال تحت السرة في الصلاة ثلاث من أخلاق المرسلين } .
ولو فالمستحب له أن لا يأكل هكذا روى شك في طلوع الفجر عن أبو يوسف أنه قال : إذا شك في الفجر فأحب إلي أن يدع الأكل لأنه يحتمل أن الفجر قد طلع فيكون الأكل إفسادا للصوم فيتحرز عنه . أبي حنيفة
والأصل فيه ما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال لوابصة بن معبد : { } ولو أكل وهو شاك لا يحكم عليه بوجوب القضاء عليه لأن فساد الصوم مشكوك فيه لوقوع الشك في طلوع الفجر مع أن الأصل هو بقاء الليل فلا يثبت النهار بالشك . الحلال بين والحرام بين وبينهما أمور مشتبهات فدع ما يريبك إلى ما لا يريبك
وهل يكره الأكل مع الشك ؟ روى هشام عن أنه يكره . أبي يوسف
وروى عن ابن سماعة أنه لا يكره والصحيح قول محمد ، وهكذا روى أبي يوسف الحسن عن أنه إذا شك فلا يأكل وإن أكل فقد أساء لما روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال { أبي حنيفة } . : ألا إن لكل ملك حمى ألا وإن حمى الله محارمه فمن حام حول الحمى يوشك أن يقع فيه
والذي يأكل مع الشك في طلوع الفجر يحوم حول الحمى فيوشك أن يقع فيه فكان بالأكل معرضا صومه للفساد فيكره له ذلك .
وعن الفقيه أبي جعفر الهندواني أنه لو ظهر على أمارة الطلوع من ضرب الدبداب والأذان يكره ، وإلا فلا ، ولا تعويل على ذلك لأنه مما يتقدم ويتأخر هذا إذا تسحر وهو شاك في طلوع الفجر ، فأما إذا تسحر وأكبر رأيه أن الفجر طالع فذكر في الأصل وقال : إن الأحب إلينا أن يقضي ، وروى الحسن عن أنه يقضي ، وذكر أبي حنيفة أن الصحيح أنه لا قضاء عليه ، وجه رواية الأصل أنه على يقين من الليل فلا يبطل إلا بيقين مثله . القدوري
وجه رواية الحسن أن غالب الرأي دليل واجب العمل به بل هو في حق وجوب العمل في الأحكام بمنزلة اليقين .
وعلى رواية الحسن اعتمد شيخنا رحمه الله .