الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
اختيار هذا الخط
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
5979 حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=17072مسدد حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=13382إسماعيل أخبرنا nindex.php?page=showalam&ids=16377عبد العزيز عن nindex.php?page=showalam&ids=9أنس رضي الله عنه قال nindex.php?page=hadith&LINKID=655863قال رسول الله صلى الله عليه وسلم nindex.php?page=treesubj&link=32043_28785إذا دعا أحدكم فليعزم المسألة ولا يقولن اللهم إن شئت فأعطني فإنه لا مستكره له
[ ص: 144 ]
[ ص: 144 ] قوله باب nindex.php?page=treesubj&link=32043ليعزم المسألة فإنه لا مكره له المراد بالمسألة الدعاء والضميران لله - تعالى - ، أو الأول ضمير الشأن والثاني لله - تعالى - جزما ومكره بضم أوله وكسر ثالثه
قوله حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=13382إسماعيل هو المعروف بابن علية ، nindex.php?page=showalam&ids=16377وعبد العزيز هو ابن صهيب ونسب في رواية nindex.php?page=showalam&ids=12021أبي زيد المروزي وغيره
قوله nindex.php?page=treesubj&link=32043فليعزم المسألة في رواية أحمد عن إسماعيل المذكور " الدعاء " ومعنى الأمر بالعزم الجد فيه وأن يجزم بوقوع مطلوبه ولا يعلق ذلك بمشيئة الله - تعالى - ، وإن كان مأمورا في جميع ما يريد فعله أن يعلقه بمشيئة الله - تعالى - وقيل معنى العزم أن يحسن الظن بالله في الإجابة
قوله ( nindex.php?page=hadith&LINKID=855234ولا يقولن اللهم إن شئت فأعطني ) في حديث nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة المذكور بعده nindex.php?page=hadith&LINKID=855235اللهم اغفر لي إن شئت اللهم ارحمني إن شئت وزاد في رواية همام عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة الآتية في التوحيد nindex.php?page=hadith&LINKID=855236اللهم ارزقني إن شئت وهذه كلها أمثلة ورواية العلاء عن أبيه عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة عند مسلم تتناول جميع ما يدعى به . ولمسلم من طريق عطاء بن ميناء عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة nindex.php?page=hadith&LINKID=855237ليعزم في الدعاء وله من رواية العلاء nindex.php?page=hadith&LINKID=855238ليعزم وليعظم الرغبة ومعنى قوله ليعظم الرغبة أي يبالغ في ذلك بتكرار الدعاء والإلحاح فيه ويحتمل أن يراد به الأمر بطلب الشيء العظيم الكثير ويؤيده ما في آخر هذه الرواية " nindex.php?page=hadith&LINKID=855239فإن الله لا يتعاظمه شيء "
قوله فإنه لا مستكره له ) في حديث nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة " فإنه لا مكره له " وهما بمعنى والمراد أن الذي يحتاج إلى التعليق بالمشيئة ما إذا كان المطلوب منه يتأتى إكراهه على الشيء فيخفف الأمر عليه ويعلم بأنه لا يطلب منه ذلك الشيء إلا برضاه وأما الله سبحانه فهو منزه عن ذلك فليس للتعليق فائدة وقيل المعنى أن فيه صورة الاستغناء عن المطلوب والمطلوب منه والأول أولى وقد وقع في رواية عطاء بن ميناء : nindex.php?page=hadith&LINKID=855240فإن الله صانع ما شاء وفي رواية العلاء nindex.php?page=hadith&LINKID=855239فإن الله لا يتعاظمه شيء أعطاه قال nindex.php?page=showalam&ids=13332ابن عبد البر : لا يجوز لأحد أن nindex.php?page=treesubj&link=32043يقول اللهم أعطني إن شئت وغير ذلك من أمور الدين والدنيا لأنه كلام مستحيل لا وجه له لأنه لا يفعل إلا ما شاءه وظاهره أنه حمل النهي على التحريم وهو الظاهر وحمل النووي النهي في ذلك على كراهة التنزيه وهو أولى ويؤيده ما سيأتي في حديث الاستخارة قال ابن بطال : في الحديث أنه ينبغي للداعي أن يجتهد في الدعاء ويكون على رجاء الإجابة ولا يقنط من الرحمة فإنه يدعو كريما وقد قال ابن عيينة : لا يمنعن أحدا الدعاء ما يعلم في نفسه - يعني من [ ص: 145 ] التقصير - فإن الله قد أجاب دعاء شر خلقه وهو إبليس حين قال nindex.php?page=tafseer&surano=15&ayano=36رب أنظرني إلى يوم يبعثون وقال الداودي : معنى قوله : ليعزم المسألة " أن يجتهد ويلح ولا يقل إن شئت كالمستثني ولكن دعاء البائس الفقير
قلت وكأنه أشار بقوله كالمستثنى إلى أنه إذا قالها على سبيل التبرك لا يكره وهو جيد