الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                        6838 حدثنا علي بن الجعد أخبرنا شعبة ح وحدثني إسحاق أخبرنا النضر أخبرنا شعبة عن أبي جمرة قال كان ابن عباس يقعدني على سريره فقال لي إن وفد عبد القيس لما أتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من الوفد قالوا ربيعة قال مرحبا بالوفد أو القوم غير خزايا ولا ندامى قالوا يا رسول الله إن بيننا وبينك كفار مضر فمرنا بأمر ندخل به الجنة ونخبر به من وراءنا فسألوا عن الأشربة فنهاهم عن أربع وأمرهم بأربع أمرهم بالإيمان بالله قال هل تدرون ما الإيمان بالله قالوا الله ورسوله أعلم قال شهادة أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدا رسول الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وأظن فيه صيام رمضان وتؤتوا من المغانم الخمس ونهاهم عن الدباء والحنتم والمزفت والنقير وربما قال المقير قال احفظوهن وأبلغوهن من وراءكم [ ص: 256 ]

                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                        [ ص: 256 ] قوله : باب وصاة النبي صلى الله عليه وسلم وفود العرب أن يبلغوا من وراءهم ) الوصاة بالقصر بمعنى الوصية والواو مفتوحة ويجوز كسرها وقد تقدم بيان ذلك في أوائل " كتاب الوصايا " وذكر فيه حديثين

                                                                                                                                                                                                        أحدهما :

                                                                                                                                                                                                        قوله ( قال مالك بن الحويرث ) يشير إلى حديثه المذكور قريبا أول هذه الأبواب .

                                                                                                                                                                                                        الثاني : قوله : وحدثني إسحاق ) هو ابن راهويه كذا ثبت في رواية أبي ذر فأغنى عن تردد الكرماني هل هو إسحاق بن منصور أو ابن إبراهيم ، و " النضر " هو ابن شميل " وأبو جمرة " بالجيم .

                                                                                                                                                                                                        قوله ( كان ابن عباس يقعدني على سريره ) قد تقدم السبب في ذلك في باب ترجمان الحاكم وإنه كان يترجم بينه وبين الناس لما يستفتونه ، ووقع في رواية إسحاق بن راهويه في مسنده أن النضر بن شميل وعبد الله بن إدريس قالا " حدثنا شعبة " فذكره وفيه " يجلسني معه على السرير فأترجم بينه وبين الناس " .

                                                                                                                                                                                                        قوله : إن وفد عبد القيس ) تقدم شرح قصتهم في " كتاب الإيمان " ثم في " كتاب الأشربة " والغرض منه قوله في آخره : احفظوهن وأبلغوهن من وراءكم " فإن الأمر بذلك يتناول كل فرد ، فلولا أن الحجة تقوم بتبليغ الواحد ما حضهم عليه .




                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية