قوله عز وجل:
nindex.php?page=treesubj&link=29705_29706_29024nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=27إن الذين لا يؤمنون بالآخرة ليسمون الملائكة تسمية الأنثى nindex.php?page=treesubj&link=18791_30549_29024nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=28وما لهم به من علم إن يتبعون إلا الظن وإن الظن لا يغني من الحق شيئا nindex.php?page=treesubj&link=32022_34310_29024nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=29فأعرض عن من تولى عن ذكرنا ولم يرد إلا الحياة الدنيا nindex.php?page=treesubj&link=34091_34513_29024nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=30ذلك مبلغهم من العلم إن ربك هو أعلم بمن ضل عن سبيله وهو أعلم بمن اهتدى nindex.php?page=treesubj&link=19797_29687_30364_30531_29024nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=31ولله ما في السماوات وما في الأرض ليجزي الذين أساءوا بما عملوا ويجزي الذين أحسنوا بالحسنى nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=27الذين لا يؤمنون بالآخرة هم كفار
العرب، وقوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=27ليسمون الملائكة معناه: ليصفون الملائكة بأوصاف الأنوثة، وأخبر الله تعالى عنهم أنهم لا علم لهم بذلك، وإنما هي ظنون منهم لا حجة لهم عليها، وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود رضي الله عنه: "من علم إلا اتباع الظن"، وقوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=28وإن الظن لا يغني من الحق شيئا يعني: في المعتقدات والمواضع التي يريد الإنسان أن يحرر ما يفعل ويعتقد، فإنها مواضع حقائق لا تنفع الظنون فيها، وأما في الأحكام وظواهرها فيجتزأ فيها بالمظنونات. ثم سلى تعالى نبيه صلى الله عليه وسلم وأمره بالإعراض عن هؤلاء الكفرة، وما في الآية من موادعتهم منسوخ بآية السيف، وقوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=29ولم يرد إلا الحياة الدنيا معناه لا يصدق بغيرها، وسعيه وعمله إنما هو لدنياه.
وقوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=30ذلك مبلغهم من العلم معناه: هنا انتهى تحصيلهم من المعلومات، وذلك أن المعلومات منها ما هي معقولات نافعة في الآخرة، ومنها ما هي أمور فانية
[ ص: 120 ] وأشخاص بائدة كالفلاحة وكثير من الصنائع وطلب الرياسة على الناس بالمخرقة، وكلها معلومات ولها علم، ومبلغ علم الكفرة إنما هو في هذه الدنياويات.
وقوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=30إن ربك هو أعلم الآية... متصل في معنى التسلية بقوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=29فأعرض عن من تولى عن ذكرنا ، وقوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=30إن ربك هو أعلم الآية... وعيد للكفار ووعد للمؤمنين، وأسند الضلالة والهدى إليهم بكسبهم وإن كان الجميع خلقا له واختراعا، واللام في قوله: "ليجزي" متعلقة بقوله تعالى: "ضل"، وبقوله تعالى: "اهتدى"، فكأنه تعالى قال: ليصير أمرهم جميعا إلى أن يجزي، وقوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=31ولله ما في السماوات وما في الأرض اعتراض بين الكلامين، وقال بعض النحويين: اللام متعلقة بما في المعنى من التقدير، لأن تقديره: ولله ما في السماوات وما في الأرض يضل من يشاء ويهدي من يشاء ليجزي. والنظر الأول أقل تكلفا من هذا الإضمار، وقال قوم: اللام متعلقة بقوله تعالى في أول السورة:
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=4إن هو إلا وحي يوحى وهذا بعيد. و: "الحسنى" هي الجنة، ولا حسنى دونها.
قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ:
nindex.php?page=treesubj&link=29705_29706_29024nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=27إِنَّ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ لَيُسَمُّونَ الْمَلائِكَةَ تَسْمِيَةَ الأُنْثَى nindex.php?page=treesubj&link=18791_30549_29024nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=28وَمَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلا الظَّنَّ وَإِنَّ الظَّنَّ لا يُغْنِي مِنْ الْحَقِّ شَيْئًا nindex.php?page=treesubj&link=32022_34310_29024nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=29فَأَعْرِضْ عَنْ مَنْ تَوَلَّى عَنْ ذِكْرِنَا وَلَمْ يُرِدْ إِلا الْحَيَاةَ الدُّنْيَا nindex.php?page=treesubj&link=34091_34513_29024nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=30ذَلِكَ مَبْلَغُهُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ اهْتَدَى nindex.php?page=treesubj&link=19797_29687_30364_30531_29024nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=31وَلِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ لِيَجْزِيَ الَّذِينَ أَسَاءُوا بِمَا عَمِلُوا وَيَجْزِيَ الَّذِينَ أَحْسَنُوا بِالْحُسْنَى nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=27الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ هُمْ كُفَّارُ
الْعَرَبِ، وَقَوْلُهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=27لَيُسَمُّونَ الْمَلائِكَةَ مَعْنَاهُ: لَيَصِفُونَ الْمَلَائِكَةَ بِأَوْصَافِ الْأُنُوثَةِ، وَأَخْبَرَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُمْ أَنَّهُمْ لَا عِلْمَ لَهُمْ بِذَلِكَ، وَإِنَّمَا هِيَ ظُنُونٌ مِنْهُمْ لَا حُجَّةَ لَهُمْ عَلَيْهَا، وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=10ابْنُ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: "مِنْ عِلْمٍ إِلَّا اتِّبَاعَ الظَّنِّ"، وَقَوْلُهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=28وَإِنَّ الظَّنَّ لا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا يَعْنِي: فِي الْمُعْتَقَدَاتِ وَالْمَوَاضِعِ الَّتِي يُرِيدُ الْإِنْسَانُ أَنْ يُحَرِّرَ مَا يَفْعَلُ وَيَعْتَقِدُ، فَإِنَّهَا مَوَاضِعُ حَقَائِقَ لَا تَنْفَعُ الظُّنُونُ فِيهَا، وَأَمَّا فِي الْأَحْكَامِ وَظَوَاهِرِهَا فَيُجْتَزَأُ فِيهَا بِالْمَظْنُونَاتِ. ثُمَّ سَلَّى تَعَالَى نَبِيَّهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَمَرَهُ بِالْإِعْرَاضِ عَنْ هَؤُلَاءِ الْكَفَرَةِ، وَمَا فِي الْآيَةِ مِنْ مُوَادَعَتِهِمْ مَنْسُوخٌ بِآيَةِ السَّيْفِ، وَقَوْلُهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=29وَلَمْ يُرِدْ إِلا الْحَيَاةَ الدُّنْيَا مَعْنَاهُ لَا يَصْدُقُ بِغَيْرِهَا، وَسَعْيُهُ وَعَمَلُهُ إِنَّمَا هُوَ لِدُنْيَاهُ.
وَقَوْلُهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=30ذَلِكَ مَبْلَغُهُمْ مِنَ الْعِلْمِ مَعْنَاهُ: هُنَا انْتَهَى تَحْصِيلُهُمْ مِنَ الْمَعْلُومَاتِ، وَذَلِكَ أَنَّ الْمَعْلُومَاتِ مِنْهَا مَا هِيَ مَعْقُولَاتٌ نَافِعَةٌ فِي الْآخِرَةِ، وَمِنْهَا مَا هِيَ أُمُورٌ فَانِيَةٌ
[ ص: 120 ] وَأَشْخَاصٌ بَائِدَةٌ كَالْفَلَّاحَةِ وَكَثِيرٌ مِنَ الصَّنَائِعِ وَطَلَبُ الرِّيَاسَةِ عَلَى النَّاسِ بِالْمُخْرِقَةِ، وَكُلُّهَا مَعْلُومَاتٌ وَلَهَا عِلْمٌ، وَمَبْلَغُ عِلْمِ الْكَفَرَةِ إِنَّمَا هُوَ فِي هَذِهِ الدُّنْيَاوِيَّاتِ.
وَقَوْلُهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=30إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ الْآيَةُ... مُتَّصِلٌ فِي مَعْنَى التَّسْلِيَةِ بِقَوْلِهِ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=29فَأَعْرِضْ عَنْ مَنْ تَوَلَّى عَنْ ذِكْرِنَا ، وَقَوْلُهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=30إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ الْآيَةُ... وَعِيدٌ لِلْكُفَّارِ وَوَعْدٌ لِلْمُؤْمِنِينَ، وَأَسْنَدَ الضَّلَالَةَ وَالْهُدَى إِلَيْهِمْ بِكَسْبِهِمْ وَإِنْ كَانَ الْجَمِيعُ خَلْقًا لَهُ وَاخْتِرَاعًا، وَاللَّامُ فِي قَوْلِهِ: "لِيَجْزِيَ" مُتَعَلِّقَةٌ بِقَوْلِهِ تَعَالَى: "ضَلَّ"، وَبِقَوْلِهِ تَعَالَى: "اهْتَدَى"، فَكَأَنَّهُ تَعَالَى قَالَ: لِيَصِيرَ أَمْرُهُمْ جَمِيعًا إِلَى أَنْ يُجْزِيَ، وَقَوْلُهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=31وَلِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ اعْتِرَاضٌ بَيْنَ الْكَلَامَيْنِ، وَقَالَ بَعْضُ النَّحْوِيِّينَ: اللَّامُ مُتَعَلِّقَةٌ بِمَا فِي الْمَعْنَى مِنَ التَّقْدِيرِ، لِأَنَّ تَقْدِيرَهُ: وَلِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ يَضِلُّ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ لِيَجْزِيَ. وَالنَّظَرُ الْأَوَّلُ أَقَلُّ تَكَلُّفًا مِنْ هَذَا الْإِضْمَارِ، وَقَالَ قَوْمٌ: اللَّامُ مُتَعَلِّقَةٌ بِقَوْلِهِ تَعَالَى فِي أَوَّلِ السُّورَةِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=4إِنْ هُوَ إِلا وَحْيٌ يُوحَى وَهَذَا بَعِيدٌ. وَ: "الْحُسْنَى" هِيَ الْجَنَّةُ، وَلَا حُسْنَى دُونَهَا.