الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                إن نشأ ننزل عليهم من السماء آية فظلت أعناقهم لها خاضعين

                                                                                                                                                                                                أراد : آية ملجئة إلى الإيمان قاصرة عليه . "فظلت" معطوف على الجزاء الذي هو ننزل ؛ لأنه لو قيل : أنزلنا ، لكان صحيحا . ونظيره : فأصدق وأكن ، كأنه قيل : أصدق . وقد قرئ : "لو شئنا لأنزلنا " . وقرئ : "فتظل أعناقهم " . فإن قلت : كيف صح مجيء خاضعين خبرا عن الأعناق ؟ قلت : أصل الكلام : فظلوا لها خاضعين . فأقحمت الأعناق لبيان موضع الخضوع ، وترك الكلام على أصله ، كقوله : ذهبت أهل اليمامة ، كأن الأهل غير مذكور . أو لما وصفت بالخضوع الذي هو للعقلاء قيل : خاضعين ، كقوله تعالى : لي ساجدين [يوسف : 4 ] وقيل أعناق الناس : رؤساؤهم ومقدموهم ، شبهوا بالأعناق كما قيل لهم هم الرءوس والنواصي والصدور ، قال [من البسيط ] :

                                                                                                                                                                                                [ ص: 377 ]

                                                                                                                                                                                                في محفل من نواصي الناس مشهود



                                                                                                                                                                                                وقيل : جماعات الناس . يقال : جاءنا عنق من الناس لفوج منهم . وقرئ : "فظلت أعناقهم لها خاضعة " . وعن ابن عباس -رضي الله عنهما - : نزلت هذه الآية فينا وفي بني أمية . قال : ستكون لنا عليهم الدولة ، فتذل لنا أعناقهم بعد صعوبة ، ويلحقهم هوان بعد عزة .

                                                                                                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                                                                                                الخدمات العلمية