الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      وقالوا أإذا ضللنا في الأرض أإنا لفي خلق جديد بل هم بلقاء ربهم كافرون . قل يتوفاكم ملك الموت الذي وكل بكم ثم إلى ربكم ترجعون ولو ترى إذ المجرمون ناكسو رءوسهم عند ربهم ربنا أبصرنا وسمعنا فارجعنا نعمل صالحا إنا موقنون

                                                                                                                                                                                                                                      قوله تعالى: وقالوا يعني منكري البعث أإذا ضللنا في الأرض وقرأ علي بن أبي طالب، وعلي بن الحسين، وجعفر بن محمد، وأبو رجاء ، وأبو مجلز ، وحميد، وطلحة: " ضللنا " بضاد معجمة مفتوحة وكسر اللام الأولى . قال الفراء: ضللنا وضللنا لغتان، والمعنى: إذا صارت عظامنا ولحومنا ترابا [ ص: 336 ] كالأرض; تقول: ضل الماء في اللبن، وضل الشيء في الشيء: إذا أخفاه وغلب عليه، وقرأ أبو نهيك، وأبو المتوكل، وأبو الجوزاء، وأبو حيوة، وابن أبي عبلة : " ضللنا " [بضم] الضاد المعجمة وتشديد اللام الأولى وكسرها . وقرأ الحسن، وقتادة، ومعاذ القارئ: " صللنا " بصاد غير معجمة مفتوحة، وذكر لها الزجاج معنيين . أحدهما: أنتنا وتغيرنا وتغيرت صورنا; يقال: صل اللحم وأصل: إذا أنتن وتغير . والثاني: صرنا من جنس الصلة، وهي الأرض اليابسة .

                                                                                                                                                                                                                                      قوله تعالى: أإنا لفي خلق جديد ؟! هذا استفهام إنكار .

                                                                                                                                                                                                                                      قوله تعالى: الذي وكل بكم أي: بقبض أرواحكم ثم إلى ربكم ترجعون يوم الجزاء .

                                                                                                                                                                                                                                      ثم أخبر عن حالهم في القيامة فقال: ولو ترى إذ المجرمون ناكسو رءوسهم أي: مطأطئوها حياء وندما، ربنا فيه إضمار : يقولون ربنا أبصرنا وسمعنا أي: علمنا صحة ما كنا به مكذبين فارجعنا إلى الدنيا; وجواب " لو " متروك، تقديره: لو رأيت حالهم لرأيت ما يعتبر به، ولشاهدت العجب .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية