nindex.php?page=treesubj&link=30563_30569_34091_34217_29004nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=18قد يعلم الله المعوقين منكم والقائلين لإخوانهم هلم إلينا ولا يأتون البأس إلا قليلا .
nindex.php?page=treesubj&link=30515_30551_30563_30564_30569_32517_33679_29004nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=19أشحة عليكم فإذا جاء الخوف رأيتهم ينظرون إليك تدور أعينهم كالذي يغشى عليه من الموت فإذا ذهب الخوف سلقوكم بألسنة حداد أشحة على الخير أولئك لم يؤمنوا فأحبط الله أعمالهم وكان ذلك على الله يسيرا nindex.php?page=treesubj&link=30563_30569_34217_29004nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=20يحسبون الأحزاب لم يذهبوا وإن يأت الأحزاب [ ص: 364 ] يودوا لو أنهم بادون في الأعراب يسألون عن أنبائكم ولو كانوا فيكم ما قاتلوا إلا قليلا .
nindex.php?page=treesubj&link=21368_24406_24582_28328_30179_30415_29004nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=21لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرا nindex.php?page=treesubj&link=29506_30826_32484_32496_33386_33678_29004nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=22ولما رأى المؤمنون الأحزاب قالوا هذا ما وعدنا الله ورسوله وصدق الله ورسوله وما زادهم إلا إيمانا وتسليما
قوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=18قد يعلم الله المعوقين منكم في سبب نزولها قولان .
أحدهما:
أن رجلا انصرف من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الأحزاب، فوجد أخاه لأمه وأبيه وعنده شواء ونبيذ، فقال له: أنت هاهنا ورسول الله بين الرماح والسيوف؟! فقال: هلم إلي، لقد أحيط بك وبصاحبك; والذي يحلف به لا يستقبلها محمد أبدا; فقال له: كذبت، والذي يحلف به، أما والله لأخبرن رسول الله صلى الله عليه وسلم بأمرك، فذهب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ليخبره، فوجده قد نزل جبريل بهذه الآية إلى قوله: nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=19يسيرا ، هذا قول
ابن زيد .
والثاني: أن
عبد الله بن أبي ومعتب بن قشير والمنافقين الذين رجعوا من الخندق إلى
المدينة، كانوا إذا جاءهم منافق قالوا له: ويحك اجلس فلا تخرج، ويكتبون بذلك إلى إخوانهم الذين في العسكر أن ائتونا
بالمدينة فإنا ننتظركم- يثبطونهم عن القتال- وكانوا لا يأتون العسكر إلا أن لا يجدوا بدا، فيأتون العسكر ليرى الناس وجوههم، فإذا غفل عنهم عادوا إلى
المدينة، فنزلت هذه الآية، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=15097ابن السائب .
والمعوق: المثبط; تقول: عاقني فلان، واعتاقني، وعوقني: إذا
[ ص: 365 ] منعك عن الوجه الذي تريده . وكان المنافقون يعوقون عن رسول الله صلى الله عليه وسلم نصاره .
قوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=18والقائلين لإخوانهم هلم إلينا فيهم ثلاثة أقوال .
أحدها: أنه المنافق الذي قال لأخيه ما ذكرناه في قول
ابن زيد .
والثاني: أنهم اليهود دعوا إخوانهم من المنافقين إلى ترك القتال، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=17132مقاتل .
والثالث : أنهم المنافقون دعوا المسلمين إليهم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، حكاه
nindex.php?page=showalam&ids=15151الماوردي .
قوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=18ولا يأتون البأس أي: لا يحضرون القتال في سبيل الله
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=18إلا قليلا للرياء والسمعة من غير احتساب، ولو كان ذلك [القليل] لله لكان كثيرا .
قوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=19أشحة عليكم قال
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج: هو منصوب على الحال . المعنى: لا يأتون الحرب إلا تعذيرا، بخلاء عليكم .
وللمفسرين فيما شحوا به أربعة أقوال . أحدها: أشحة بالخير، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد .
[ ص: 366 ] والثاني: بالنفقة في سبيل الله . والثالث: بالغنيمة، رويا عن
nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج: بالظفر والغنيمة . والرابع: بالقتال معكم، حكاه
nindex.php?page=showalam&ids=15151الماوردي .
ثم أخبر عن جبنهم فقال:
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=19فإذا جاء الخوف أي: إذا حضر القتال
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=19رأيتهم ينظرون إليك تدور أعينهم كالذي يغشى عليه من الموت أي: كدوران عين الذي يغشى عليه من الموت، وهو الذي دنا موته وغشيته أسبابه، فإنه يخاف ويذهل عقله ويشخص بصره فلا يطرف، فكذلك هؤلاء، لأنهم يخافون القتل .
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=19فإذا ذهب الخوف سلقوكم قال الفراء: آذوكم بالكلام في الأمن
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=19بألسنة حداد سليطة ذربة،
والعرب تقول: صلقوكم، بالصاد، ولا يجوز في القراءة; وهذا قول
nindex.php?page=showalam&ids=14888الفراء . وقد قرأ بالصاد
nindex.php?page=showalam&ids=34أبي بن كعب، nindex.php?page=showalam&ids=11838وأبو الجوزاء، nindex.php?page=showalam&ids=12107وأبو عمران الجوني، nindex.php?page=showalam&ids=12356وابن أبي عبلة في آخرين وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج: معنى "
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=19سلقوكم " : خاطبوكم أشد مخاطبة وأبلغها في الغنيمة، يقال: خطيب مسلاق: إذا كان بليغا في خطبته
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=19أشحة على الخير أي: خاطبوكم وهم أشحة على المال والغنيمة قال
nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة: إذا كان وقت قسمة الغنيمة، بسطوا ألسنتهم فيكم، يقولون: أعطونا فلستم أحق بها منا; فـأما عند البأس، فأجبن قوم وأخذله للحق، وأما عند الغنيمة، فأشح قوم .
وفي المراد بالخير ها هنا ثلاثة أقوال . أحدها: أنه الغنيمة . والثاني: على المال أن ينفقوه في سبيل الله تعالى . والثالث: على رسول الله صلى الله عليه وسلم بظفره .
[ ص: 367 ] قوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=19أولئك لم يؤمنوا أي: هم وإن أظهروا الإيمان فليسوا بمؤمنين، لنفاقهم
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=19فأحبط الله أعمالهم قال
nindex.php?page=showalam&ids=17132مقاتل: أبطل جهادهم، لأنه لم يكن في إيمان
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=19وكان ذلك الإحباط
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=19على الله يسيرا .
ثم أخبر عنهم بما يدل على جبنهم، فقال:
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=20يحسبون الأحزاب لم يذهبوا أي: يحسب المنافقون من شدة خوفهم وجبنهم أن الأحزاب بعد انهزامهم وذهابهم لم يذهبوا،
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=20وإن يأت الأحزاب [أي]: يرجعوا إليهم كرة ثانية للقتال
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=20يودوا لو أنهم بادون في الأعراب أي: يتمنوا لو كانوا في بادية الأعراب من خوفهم،
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=20يسألون عن أنبائكم أي: ودوا لو أنهم بالبعد منكم يسألون عن أخباركم، فيقولون: ما فعل
محمد وأصحابه، ليعرفوا حالكم بالاستخبار لا بالمشاهدة، فرقا وجبنا; وقيل: بل يسألون شماتة بالمسلمين وفرحا بنكباتهم
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=20ولو كانوا فيكم أي: لو كانوا يشهدون القتال معكم
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=20ما قاتلوا إلا قليلا فيه قولان .
أحدهما: إلا رميا بالحجارة، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=15097ابن السائب .
والثاني: إلا رياء من غير احتساب، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=17132مقاتل .
ثم عاب من تخلف
بالمدينة بقوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=21لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة أي: قدوة صالحة . والمعنى: لقد كان لكم به اقتداء لو اقتديتم به في الصبر [معه] كما صبر يوم
أحد حتى كسرت رباعيته وشج جبينه وقتل عمه، وآساكم مع ذلك بنفسه .
وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=16273عاصم: " أسوة " بضم الألف; والباقون بكسر الألف; وهما لغتان . قال
nindex.php?page=showalam&ids=14888الفراء: أهل
الحجاز وأسد يقولون: " إسوة " بالكسر،
وتميم وبعض
قيس يقولون: " أسوة " بالضم . وخص الله تعالى بهذه الأسوة المؤمنين، فقال:
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=21لمن كان يرجو الله واليوم الآخر والمعنى أن الأسوة برسول الله إنما كانت لمن كان يرجو الله [واليوم الآخر]; وفيه قولان .
[ ص: 368 ] أحدهما: يرجو ما عنده من الثواب والنعيم، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس . والثاني: يخشى الله ويخشى البعث، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=17132مقاتل .
قوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=21وذكر الله كثيرا أي: ذكرا كثيرا، لأن ذاكر الله متبع لأوامره، بخلاف الغافل عنه .
ثم وصف حال المؤمنين عند لقاء الأحزاب، فقال:
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=22ولما رأى المؤمنون الأحزاب قالوا هذا ما وعدنا الله ورسوله وفي ذلك الوعد قولان .
أحدهما: أنه قوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=214أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يأتكم مثل الذين خلوا من قبلكم الآية: [البقرة:214] فلما عاينوا البلاء يومئذ قالوا: هذا ما وعدنا الله ورسوله، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس، nindex.php?page=showalam&ids=16815وقتادة في آخرين .
والثاني: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم وعدهم النصر والظهور على
مدائن كسرى وقصور الحيرة ذكره
nindex.php?page=showalam&ids=15151الماوردي وغيره .
قوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=22وما زادهم يعني ما رأوه
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=22إلا إيمانا بوعد الله
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=22وتسليما لأمره .
nindex.php?page=treesubj&link=30563_30569_34091_34217_29004nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=18قَدْ يَعْلَمُ اللَّهُ الْمُعَوِّقِينَ مِنْكُمْ وَالْقَائِلِينَ لإِخْوَانِهِمْ هَلُمَّ إِلَيْنَا وَلا يَأْتُونَ الْبَأْسَ إِلا قَلِيلا .
nindex.php?page=treesubj&link=30515_30551_30563_30564_30569_32517_33679_29004nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=19أَشِحَّةً عَلَيْكُمْ فَإِذَا جَاءَ الْخَوْفُ رَأَيْتَهُمْ يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ تَدُورُ أَعْيُنُهُمْ كَالَّذِي يُغْشَى عَلَيْهِ مِنَ الْمَوْتِ فَإِذَا ذَهَبَ الْخَوْفُ سَلَقُوكُمْ بِأَلْسِنَةٍ حِدَادٍ أَشِحَّةً عَلَى الْخَيْرِ أُولَئِكَ لَمْ يُؤْمِنُوا فَأَحْبَطَ اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهُ يَسِيرًا nindex.php?page=treesubj&link=30563_30569_34217_29004nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=20يَحْسَبُونَ الأَحْزَابَ لَمْ يَذْهَبُوا وَإِنْ يَأْتِ الأَحْزَابَ [ ص: 364 ] يَوَدُّوا لَوْ أَنَّهُمْ بَادُونَ فِي الأَعْرَابِ يَسْأَلُونَ عَنْ أَنْبَائِكُمْ وَلَوْ كَانُوا فِيكُمْ مَا قَاتَلُوا إِلا قَلِيلا .
nindex.php?page=treesubj&link=21368_24406_24582_28328_30179_30415_29004nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=21لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهِ وَالْيَوْمَ الآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهِ كَثِيرًا nindex.php?page=treesubj&link=29506_30826_32484_32496_33386_33678_29004nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=22وَلَمَّا رَأَى الْمُؤْمِنُونَ الأَحْزَابَ قَالُوا هَذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَمَا زَادَهُمْ إِلا إِيمَانًا وَتَسْلِيمًا
قَوْلُهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=18قَدْ يَعْلَمُ اللَّهُ الْمُعَوِّقِينَ مِنْكُمْ فِي سَبَبِ نُزُولِهَا قَوْلَانِ .
أَحَدُهُمَا:
أَنَّ رَجُلًا انْصَرَفَ مِنْ عِنْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ الْأَحْزَابِ، فَوَجَدَ أَخَاهُ لِأُمِّهِ وَأَبِيهِ وَعِنْدَهُ شِوَاءٌ وَنَبِيذٌ، فَقَالَ لَهُ: أَنْتَ هَاهُنَا وَرَسُولُ اللَّهِ بَيْنَ الرِّمَاحِ وَالسُّيُوفِ؟! فَقَالَ: هَلُمَّ إِلَيَّ، لَقَدْ أُحِيطَ بِكَ وَبِصَاحِبِكَ; وَالَّذِي يُحْلَفُ بِهِ لَا يَسْتَقْبِلُهَا مُحَمَّدٌ أَبَدًا; فَقَالَ لَهُ: كَذَبْتَ، وَالَّذِي يُحْلَفُ بِهِ، أَمَا وَاللَّهِ لَأُخْبِرَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِأَمْرِكَ، فَذَهَبَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِيُخْبِرَهُ، فَوَجَدَهُ قَدْ نَزَلَ جِبْرِيلُ بِهَذِهِ الْآيَةِ إِلَى قَوْلِهِ: nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=19يَسِيرًا ، هَذَا قَوْلُ
ابْنِ زَيْدٍ .
وَالثَّانِي: أَنَّ
عَبْدَ اللَّهِ بْنَ أُبَيٍّ وَمَعْتِبَ بْنَ قُشَيْرٍ وَالْمُنَافِقِينَ الَّذِينَ رَجَعُوا مِنَ الْخَنْدَقِ إِلَى
الْمَدِينَةِ، كَانُوا إِذَا جَاءَهُمْ مُنَافِقٌ قَالُوا لَهُ: وَيَحَكَ اجْلِسْ فَلَا تَخْرُجْ، وَيَكْتُبُونَ بِذَلِكَ إِلَى إِخْوَانِهِمُ الَّذِينَ فِي الْعَسْكَرِ أَنِ ائْتُونَا
بِالْمَدِينَةِ فَإِنَّا نَنْتَظِرُكُمْ- يُثَبِّطُونَهُمْ عَنِ الْقِتَالِ- وَكَانُوا لَا يَأْتُونَ الْعَسْكَرَ إِلَّا أَنْ لَا يَجِدُوا بُدًّا، فَيَأْتُونَ الْعَسْكَرَ لِيَرَى النَّاسُ وُجُوهَهُمْ، فَإِذَا غُفِلَ عَنْهُمْ عَادُوا إِلَى
الْمَدِينَةِ، فَنَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ، قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=15097ابْنُ السَّائِبِ .
وَالْمُعَوِّقُ: الْمُثَبِّطُ; تَقُولُ: عَاقَنِي فُلَانٌ، وَاعْتَاقَنِي، وَعَوَّقَنِي: إِذَا
[ ص: 365 ] مَنَعَكَ عَنِ الْوَجْهِ الَّذِي تُرِيدُهُ . وَكَانَ الْمُنَافِقُونَ يُعَوِّقُونَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نُصَّارَهُ .
قَوْلُهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=18وَالْقَائِلِينَ لإِخْوَانِهِمْ هَلُمَّ إِلَيْنَا فِيهِمْ ثَلَاثَةُ أَقْوَالٍ .
أَحَدُهَا: أَنَّهُ الْمُنَافِقُ الَّذِي قَالَ لِأَخِيهِ مَا ذَكَرْنَاهُ فِي قَوْلِ
ابْنِ زَيْدٍ .
وَالثَّانِي: أَنَّهُمُ الْيَهُودُ دَعَوْا إِخْوَانَهُمْ مِنَ الْمُنَافِقِينَ إِلَى تَرْكِ الْقِتَالِ، قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=17132مُقَاتِلٌ .
وَالثَّالِثُ : أَنَّهُمُ الْمُنَافِقُونَ دَعَوُا الْمُسْلِمِينَ إِلَيْهِمْ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، حَكَاهُ
nindex.php?page=showalam&ids=15151الْمَاوَرْدِيُّ .
قَوْلُهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=18وَلا يَأْتُونَ الْبَأْسَ أَيْ: لَا يَحْضُرُونَ الْقِتَالَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=18إِلا قَلِيلا لِلرِّيَاءِ وَالسُّمْعَةِ مِنْ غَيْرِ احْتِسَابٍ، وَلَوْ كَانَ ذَلِكَ [الْقَلِيلُ] لِلَّهِ لَكَانَ كَثِيرًا .
قَوْلُهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=19أَشِحَّةً عَلَيْكُمْ قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزَّجَّاجُ: هُوَ مَنْصُوبٌ عَلَى الْحَالِ . الْمَعْنَى: لَا يَأْتُونَ الْحَرْبَ إِلَّا تَعْذِيرًا، بُخَلَاءَ عَلَيْكُمْ .
وَلِلْمُفَسِّرِينَ فِيمَا شَحُّوَا بِهِ أَرْبَعَةُ أَقْوَالٍ . أَحَدُهَا: أَشِحَّةٌ بِالْخَيْرِ، قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=16879مُجَاهِدٌ .
[ ص: 366 ] وَالثَّانِي: بِالنَّفَقَةِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ . وَالثَّالِثُ: بِالْغَنِيمَةِ، رُوِيَا عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=16815قَتَادَةَ . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزَّجَّاجُ: بِالظُّفْرِ وَالْغَنِيمَةِ . وَالرَّابِعُ: بِالْقِتَالِ مَعَكُمْ، حَكَاهُ
nindex.php?page=showalam&ids=15151الْمَاوَرْدِيُّ .
ثُمَّ أَخْبَرَ عَنْ جُبْنِهِمْ فَقَالَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=19فَإِذَا جَاءَ الْخَوْفُ أَيْ: إِذَا حَضَرَ الْقِتَالُ
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=19رَأَيْتَهُمْ يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ تَدُورُ أَعْيُنُهُمْ كَالَّذِي يُغْشَى عَلَيْهِ مِنَ الْمَوْتِ أَيْ: كَدَوَرَانِ عَيْنِ الَّذِي يُغْشَى عَلَيْهِ مِنَ الْمَوْتِ، وَهُوَ الَّذِي دَنَا مَوْتُهُ وَغَشِيَتْهُ أَسْبَابُهُ، فَإِنَّهُ يَخَافُ وَيَذْهَلُ عَقْلُهُ وَيَشْخَصُ بَصَرُهُ فَلَا يَطْرِفُ، فَكَذَلِكَ هَؤُلَاءِ، لِأَنَّهُمْ يَخَافُونَ الْقَتْلَ .
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=19فَإِذَا ذَهَبَ الْخَوْفُ سَلَقُوكُمْ قَالَ الْفَرَّاءُ: آذَوْكُمْ بِالْكَلَامِ فِي الْأَمْنِ
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=19بِأَلْسِنَةٍ حِدَادٍ سَلِيطَةٍ ذَرِبَةٍ،
وَالْعَرَبُ تَقُولُ: صَلَقُوكُمْ، بِالصَّادِ، وَلَا يَجُوزُ فِي الْقِرَاءَةِ; وَهَذَا قَوْلُ
nindex.php?page=showalam&ids=14888الْفَرَّاءِ . وَقَدْ قَرَأَ بِالصَّادِ
nindex.php?page=showalam&ids=34أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ، nindex.php?page=showalam&ids=11838وَأَبُو الْجَوْزَاءِ، nindex.php?page=showalam&ids=12107وَأَبُو عِمْرَانَ الْجَوْنِيُّ، nindex.php?page=showalam&ids=12356وَابْنُ أَبِي عَبْلَةَ فِي آخَرِينَ وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزَّجَّاجُ: مَعْنَى "
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=19سَلَقُوكُمْ " : خَاطَبُوكُمْ أَشَدَّ مُخَاطَبَةٍ وَأَبْلَغَهَا فِي الْغَنِيمَةِ، يُقَالُ: خَطِيبٌ مِسْلَاقٌ: إِذَا كَانَ بَلِيغًا فِي خُطْبَتِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=19أَشِحَّةً عَلَى الْخَيْرِ أَيْ: خَاطَبُوكُمْ وَهُمْ أَشِحَّةٌ عَلَى الْمَالِ وَالْغَنِيمَةِ قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=16815قَتَادَةُ: إِذَا كَانَ وَقْتُ قِسْمَةِ الْغَنِيمَةِ، بَسَطُوا أَلْسِنَتَهُمْ فِيكُمْ، يَقُولُونَ: أَعْطُونَا فَلَسْتُمْ أَحَقَّ بِهَا مِنَّا; فَـأَمَّا عِنْدَ الْبَأْسِ، فَأَجَبَنُ قَوْمٍ وَأَخْذُلُهُ لِلْحَقِّ، وَأَمَّا عِنْدَ الْغَنِيمَةِ، فَأَشَحُّ قَوْمٍ .
وَفِي الْمُرَادِ بِالْخَيْرِ هَا هُنَا ثَلَاثَةُ أَقْوَالٍ . أَحَدُهَا: أَنَّهُ الْغَنِيمَةُ . وَالثَّانِي: عَلَى الْمَالِ أَنْ يُنْفِقُوهُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ تَعَالَى . وَالثَّالِثُ: عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِظَفَرِهِ .
[ ص: 367 ] قَوْلُهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=19أُولَئِكَ لَمْ يُؤْمِنُوا أَيْ: هُمْ وَإِنْ أَظْهَرُوا الْإِيمَانَ فَلَيْسُوا بِمُؤْمِنِينَ، لِنِفَاقِهِمْ
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=19فَأَحْبَطَ اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=17132مُقَاتِلٌ: أَبْطَلَ جِهَادَهُمْ، لِأَنَّهُ لَمْ يَكُنْ فِي إِيمَانٍ
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=19وَكَانَ ذَلِكَ الْإِحْبَاطُ
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=19عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا .
ثُمَّ أَخْبَرَ عَنْهُمْ بِمَا يَدُلُّ عَلَى جُبْنِهِمْ، فَقَالَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=20يَحْسَبُونَ الأَحْزَابَ لَمْ يَذْهَبُوا أَيْ: يَحْسَبُ الْمُنَافِقُونَ مِنْ شِدَّةِ خَوْفِهِمْ وَجُبْنِهِمْ أَنَّ الْأَحْزَابَ بَعْدَ انْهِزَامِهِمْ وَذَهَابِهِمْ لَمْ يَذْهَبُوا،
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=20وَإِنْ يَأْتِ الأَحْزَابُ [أَيْ]: يَرْجِعُوا إِلَيْهِمْ كَرَّةً ثَانِيَةً لِلْقِتَالِ
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=20يَوَدُّوا لَوْ أَنَّهُمْ بَادُونَ فِي الأَعْرَابِ أَيْ: يَتَمَنَّوْا لَوْ كَانُوا فِي بَادِيَةِ الْأَعْرَابِ مِنْ خَوْفِهِمْ،
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=20يَسْأَلُونَ عَنْ أَنْبَائِكُمْ أَيْ: وَدُّوا لَوْ أَنَّهُمْ بِالْبُعْدِ مِنْكُمْ يَسْأَلُونَ عَنْ أَخْبَارِكُمْ، فَيَقُولُونَ: مَا فَعَلَ
مُحَمَّدٌ وَأَصْحَابُهُ، لِيَعْرِفُوا حَالَكُمْ بِالِاسْتِخْبَارِ لَا بِالْمُشَاهَدَةِ، فَرَقًا وَجُبْنًا; وَقِيلَ: بَلْ يَسْأَلُونَ شَمَاتَةً بِالْمُسْلِمِينَ وَفَرَحًا بِنَكَبَاتِهِمْ
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=20وَلَوْ كَانُوا فِيكُمْ أَيْ: لَوْ كَانُوا يَشْهَدُونَ الْقِتَالَ مَعَكُمْ
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=20مَا قَاتَلُوا إِلا قَلِيلا فِيهِ قَوْلَانِ .
أَحَدُهُمَا: إِلَّا رَمْيًا بِالْحِجَارَةِ، قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=15097ابْنُ السَّائِبِ .
وَالثَّانِي: إِلَّا رِيَاءً مِنْ غَيْرِ احْتِسَابٍ، قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=17132مُقَاتِلٌ .
ثُمَّ عَابَ مَنْ تَخَلَّفَ
بِالْمَدِينَةِ بِقَوْلِهِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=21لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ أَيْ: قُدْوَةٌ صَالِحَةٌ . وَالْمَعْنَى: لَقَدْ كَانَ لَكُمْ بِهِ اقْتِدَاءٌ لَوِ اقْتَدَيْتُمْ بِهِ فِي الصَّبْرِ [مَعَهُ] كَمَا صَبَرَ يَوْمَ
أُحُدٍ حَتَّى كُسِرَتْ رَبَاعِيَّتُهُ وَشُجَّ جَبِينُهُ وَقُتِلَ عَمُّهُ، وَآسَاكُمْ مَعَ ذَلِكَ بِنَفْسِهِ .
وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=16273عَاصِمٌ: " أُسْوَةٌ " بِضَمِّ الْأَلِفِ; وَالْبَاقُونَ بِكَسْرِ الْأَلِفِ; وَهُمَا لُغَتَانِ . قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14888الْفَرَّاءُ: أَهْلُ
الْحِجَازِ وَأَسَدٌ يَقُولُونَ: " إِسْوَةٌ " بِالْكَسْرِ،
وَتَمِيمٌ وَبَعْضُ
قَيْسٍ يَقُولُونَ: " أُسْوَةٌ " بِالضَّمِّ . وَخَصَّ اللَّهُ تَعَالَى بِهَذِهِ الْأُسْوَةِ الْمُؤْمِنِينَ، فَقَالَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=21لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ وَالْمَعْنَى أَنَّ الْأُسْوَةَ بِرَسُولِ اللَّهِ إِنَّمَا كَانَتْ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ [وَالْيَوْمَ الْآخِرَ]; وَفِيهِ قَوْلَانِ .
[ ص: 368 ] أَحَدُهُمَا: يَرْجُو مَا عِنْدَهُ مِنَ الثَّوَابِ وَالنَّعِيمِ، قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ . وَالثَّانِي: يَخْشَى اللَّهَ وَيَخْشَى الْبَعْثَ، قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=17132مُقَاتِلٌ .
قَوْلُهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=21وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا أَيْ: ذِكْرًا كَثِيرًا، لِأَنَّ ذَاكِرَ اللَّهِ مُتَّبِعٌ لِأَوَامِرِهِ، بِخِلَافِ الْغَافِلِ عَنْهُ .
ثُمَّ وَصَفَ حَالَ الْمُؤْمِنِينَ عِنْدَ لِقَاءِ الْأَحْزَابِ، فَقَالَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=22وَلَمَّا رَأَى الْمُؤْمِنُونَ الأَحْزَابَ قَالُوا هَذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَفِي ذَلِكَ الْوَعْدِ قَوْلَانِ .
أَحَدُهُمَا: أَنَّهُ قَوْلُهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=214أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ الْآيَةُ: [الْبَقَرَةِ:214] فَلَمَّا عَايَنُوا الْبَلَاءَ يَوْمَئِذٍ قَالُوا: هَذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ، قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ، nindex.php?page=showalam&ids=16815وَقَتَادَةُ فِي آخَرِينَ .
وَالثَّانِي: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعَدَهُمُ النَّصْرَ وَالظُّهُورَ عَلَى
مَدَائِنِ كِسْرَى وَقُصُورِ الْحَيْرَةِ ذَكَرَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=15151الْمَاوَرْدِيُّ وَغَيْرُهُ .
قَوْلُهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=22وَمَا زَادَهُمْ يَعْنِي مَا رَأَوْهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=22إِلا إِيمَانًا بِوَعْدِ اللَّهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=22وَتَسْلِيمًا لِأَمْرِهِ .