الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                ثم كان عاقبة الذين أساءوا السوأى أن كذبوا بآيات الله وكانوا بها يستهزئون

                                                                                                                                                                                                قرئ "عاقبة" بالنصب والرفع . و "السوأى" تأنيث الأسوأ وهو الأقبح ، كما أن الحسنى تأنيث الأحسن . والمعنى : أنهم عوقبوا في الدنيا بالدمار ، ثم كانت عاقبتهم سوأى ؛ إلا أنه وضع المظهر موضع المضمر ، أي : العقوبة التي هي أسوأ العقوبات في الآخرة ، وهي جهنم التي أعدت للكافرين . و السوأى أن كذبوا بمعنى لأن كذبوا . ويجوز أن يكون أن بمعنى : أي ؛ لأنه إذا كان تفسير الإساءة التكذيب والاستهزاء كانت في معنى القول ، نحو : نادى . وكتب ، وما أشبه ذلك . ووجه آخر : وهو أن يكون أساءوا السوأى بمعنى اقترفوا الخطيئة التي هي أسوأ الخطايا ، و أن كذبوا عطف بيان لها ، وخبر كان محذوف كما [ ص: 568 ] يحذف جواب لما ولو ، إرادة الإبهام .

                                                                                                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                                                                                                الخدمات العلمية