الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                ويوم تقوم الساعة يقسم المجرمون ما لبثوا غير ساعة كذلك كانوا يؤفكون

                                                                                                                                                                                                "الساعة" القيامة ، سميت بذلك لأنها تقوم في آخر ساعة من الدنيا ، أو لأنها تقع بغتة وبديهة . كما تقول : "في ساعة" لمن تستعجله ، وجرت علما لها كالنجم للثريا ، والكوكب للزهرة . وأرادوا : لبثهم في الدنيا ، أو في القبور ، أو فيما بين فناء الدنيا إلى البعث . وفي الحديث : "ما بين فناء الدنيا إلى وقت البعث أربعون " . قالوا : لا [ ص: 588 ] نعلم أهي أربعون سنة أم أربعون ألف سنة ؟ وذلك وقت يفنون فيه وينقطع عذابهم ، وإنما يقدرون وقت لبثهم بذلك على وجه استقصارهم له . أو ينسون أو يكذبون أو يخمنون كذلك كانوا يؤفكون أي مثل ذلك الصرف كانوا يصرفون عن الصدق والتحقيق في الدنيا ، وهكذا كانوا يبنون أمرهم على خلاف الحق . أو مثل ذلك الإفك كانوا يؤفكون في الاغترار بما تبين لهم الآن أنه ما كان إلا ساعة .

                                                                                                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                                                                                                الخدمات العلمية