nindex.php?page=treesubj&link=29005_28723_29690_30296_30351_34513nindex.php?page=tafseer&surano=34&ayano=23ولا تنفع الشفاعة عنده إلا لمن أذن له حتى إذا فزع عن قلوبهم قالوا ماذا قال ربكم قالوا الحق وهو العلي الكبير
تقول : الشفاعة لزيد ، على معنى أنه الشافع ، كما تقول : الكرم لزيد ، وعلى معنى أنه المشفوع له ، كما تقول : القيام لزيد ، فاحتمل قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=34&ayano=23ولا تنفع الشفاعة عنده إلا لمن أذن له أن يكون على أحد هذين الوجهين ، أي : لا تنفع الشفاعة إلا كائنة لمن أذن له من الشافعين ومطلقة له . أو لا تنفع الشفاعة إلا كائنة لمن أذن له ، أي : لشفيعه ، أو هي اللام الثانية في قولك : أذن لزيد لعمرو ، أي لأجله ، كأنه قيل : إلا لمن وقع الإذن للشفيع لأجله ، وهذا وجه لطيف وهو الوجه ، وهذا تكذيب لقولهم : هؤلاء شفعاؤنا عند الله . فإن قلت : بما اتصل قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=34&ayano=23حتى إذا فزع عن قلوبهم ولأي شيء وقعت حتى غاية ؟ قلت : بما فهم من هذا الكلام ، من أن ثم انتظارا للإذن وتوقعا وتمهلا وفزعا من الراجين
[ ص: 120 ] للشفاعة والشفعاء ، هل يؤذن لهم أو لا يؤذن ؟ وأنه لا يطلق الإذن إلا بعد ملي من الزمان ، وطول من التربص ، ومثل هذه الحال دل عليه قوله عز وجل
nindex.php?page=tafseer&surano=78&ayano=37رب السماوات والأرض وما بينهما الرحمن لا يملكون منه خطابا nindex.php?page=tafseer&surano=78&ayano=38يوم يقوم الروح والملائكة صفا لا يتكلمون إلا من أذن له الرحمن وقال صوابا كأنه قيل : يتربصون ويتوقفون مليا فزعين وهلين ، حتى إذا فزع عن قلوبهم ، أي : كشف الفزع عن قلوب الشافعين والمشفوع لهم بكلمة يتكلم بها رب العزة في إطلاق الإذن : تباشروا بذلك وسأل بعضهم بعضا
nindex.php?page=tafseer&surano=34&ayano=23ماذا قال ربكم قالوا قال : "الحق " أي القول الحق ، وهو الإذن بالشفاعة لمن ارتضى . وعن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس -رضي الله عنهما - عن النبي صلى الله عليه وسلم :
"فإذا أذن لمن أذن أن يشفع فزعته الشفاعة " . وقرئ : (أذن له ) ، أي : أذن له الله ، وأذن له على البناء للمفعول . وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن : (فزع ) مخففا ، بمعنى فزع . وقرئ : (فزع ) على البناء للفاعل ، وهو الله وحده ، وفزع ، أي : نفى الوجل عنها وأفنى ، من قولهم : فرغ الزاد ، إذا لم يبق منه شيء . ثم ترك ذكر الوجل وأسند إلى الجار والمجرور ، كما تقول : دفع إلي زيد ، إذا علم ما المدفوع وقد تخفف ، وأصله : فرغ الوجل عنها ، أي : انتفى عنها ، وفني ثم حذف الفاعل وأسند إلى الجار والمجرور . وقرأ : (افرنقع عن قلوبهم ) ، بمعنى : انكشف عنها . وعن
أبي علقمة أنه هاج به المرار فالتف عليه الناس ، فلما أفاق قال : ما لكم تكأكأتم علي تكأكؤكم على ذي جنة ؟ افرنقعوا عني . والكلمة مركبة من حروف المفارقة مع زيادة العين ، كما ركب "اقمطر " من حروف القمط ، مع زيادة الراء . وقرئ : (الحق ) بالرفع ، أي : مقولة الحق
nindex.php?page=tafseer&surano=34&ayano=23وهو العلي الكبير ذو العلو والكبرياء ، ليس لملك ولا نبي أن يتكلم ذلك اليوم إلا بإذنه ، وأن يشفع إلا لمن ارتضى .
nindex.php?page=treesubj&link=29005_28723_29690_30296_30351_34513nindex.php?page=tafseer&surano=34&ayano=23وَلا تَنْفَعُ الشَّفَاعَةُ عِنْدَهُ إِلا لِمَنْ أَذِنَ لَهُ حَتَّى إِذَا فُزِّعَ عَنْ قُلُوبِهِمْ قَالُوا مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ قَالُوا الْحَقَّ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ
تَقُولُ : الشَّفَاعَةُ لِزَيْدٍ ، عَلَى مَعْنَى أَنَّهُ الشَّافِعُ ، كَمَا تَقُولُ : الْكَرَمُ لِزَيْدٍ ، وَعَلَى مَعْنَى أَنَّهُ الْمَشْفُوعُ لَهُ ، كَمَا تَقُولُ : الْقِيَامُ لِزَيْدٍ ، فَاحْتَمَلَ قَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=34&ayano=23وَلا تَنْفَعُ الشَّفَاعَةُ عِنْدَهُ إِلا لِمَنْ أَذِنَ لَهُ أَنْ يَكُونَ عَلَى أَحَدِ هَذَيْنِ الْوَجْهَيْنِ ، أَيْ : لَا تَنْفَعُ الشَّفَاعَةُ إِلَّا كَائِنَةً لِمَنْ أَذِنَ لَهُ مِنَ الشَّافِعِينَ وَمُطْلَقَةٌ لَهُ . أَوْ لَا تَنْفَعُ الشَّفَاعَةُ إِلَّا كَائِنَةً لِمَنْ أَذِنَ لَهُ ، أَيْ : لِشَفيعِهِ ، أَوْ هِيَ اللَّامُ الثَّانِيَةُ في قَوْلِكَ : أَذِنَ لِزَيْدٍ لِعَمْرٍو ، أَيْ لِأَجْلِهِ ، كَأَنَّهُ قِيلَ : إِلَّا لِمَنْ وَقَعَ الْإِذْنُ لِلشَّفيعِ لِأَجْلِهِ ، وَهَذَا وَجْهٌ لَطِيفٌ وَهُوَ الْوَجْهُ ، وَهَذَا تَكْذِيبٌ لِقَوْلِهِمْ : هَؤُلَاءِ شُفَعَاؤُنَا عِنْدَ اللَّهِ . فَإِنْ قُلْتَ : بِمَا اتَّصَلَ قَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=34&ayano=23حَتَّى إِذَا فُزِّعَ عَنْ قُلُوبِهِمْ وَلِأَيِّ شَيْءٍ وَقَعَتْ حَتَّى غَايَةً ؟ قُلْتُ : بِمَا فُهِمَ مِنْ هَذَا الْكَلَامِ ، مِنْ أَنَّ ثَمَّ انْتِظَارًا لِلْإِذْنِ وَتَوَقُّعًا وَتَمَهُّلًا وَفَزَعًا مِنَ الرَّاجِينَ
[ ص: 120 ] لِلشَّفَاعَةِ وَالشُّفَعَاءِ ، هَلْ يُؤْذَنُ لَهُمْ أَوْ لَا يُؤْذَنُ ؟ وَأَنَّهُ لَا يُطْلَقُ الْإِذْنُ إِلَّا بَعْدَ مَلِيٍّ مِنَ الزَّمَانِ ، وَطُولٍ مِنَ التَّرَبُّصِ ، وَمِثْلُ هَذِهِ الْحَالِ دَلَّ عَلَيْهِ قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ
nindex.php?page=tafseer&surano=78&ayano=37رَبِّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا الرَّحْمَنِ لا يَمْلِكُونَ مِنْهُ خِطَابًا nindex.php?page=tafseer&surano=78&ayano=38يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلائِكَةُ صَفًّا لا يَتَكَلَّمُونَ إِلا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَقَالَ صَوَابًا كَأَنَّهُ قِيلَ : يَتَرَبَّصُونَ وَيَتَوَقَّفُونَ مَلِيًّا فَزِعِينَ وَهِلِينَ ، حَتَّى إِذَا فُزِّعَ عَنْ قُلُوبِهِمْ ، أَيْ : كُشِفَ الْفَزَعُ عَنْ قُلُوبِ الشَّافِعِينَ وَالْمَشْفُوعِ لَهُمْ بِكَلِمَةٍ يَتَكَلَّمُ بِهَا رَبُّ الْعِزَّةِ في إِطْلَاقِ الْإِذْنِ : تَبَاشَرُوا بِذَلِكَ وَسَأَلَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا
nindex.php?page=tafseer&surano=34&ayano=23مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ قَالُوا قَالَ : "الْحَقَّ " أَيِ الْقَوْلَ الْحَقَّ ، وَهُوَ الْإِذْنُ بِالشَّفَاعَةِ لِمَنِ ارْتَضَى . وَعَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا - عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
"فَإِذَا أَذِنَ لِمَنْ أَذِنَ أَنْ يَشْفَعَ فَزَعَتْهُ الشَّفَاعَةُ " . وَقُرِئَ : (أَذِنَ لَهُ ) ، أَيْ : أَذِنَ لَهُ اللَّهُ ، وَأُذِنَ لَهُ عَلَى الْبِنَاءِ لِلْمَفْعُولِ . وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=14102الْحَسَنُ : (فُزِعَ ) مُخَفَّفًا ، بِمَعْنَى فَزِعَ . وَقُرِئَ : (فَزِعَ ) عَلَى الْبِنَاءِ لِلْفَاعِلِ ، وَهُوَ اللَّهُ وَحْدَهُ ، وَفَزِعَ ، أَيْ : نَفى الْوَجَلَ عَنْهَا وَأَفْنَى ، مِنْ قَوْلِهِمْ : فَرَغَ الزَّادُ ، إِذَا لَمْ يَبْقَ مِنْهُ شَيْءٌ . ثُمَّ تَرَكَ ذِكْرَ الْوَجَلِ وَأُسْنِدَ إِلَى الْجَارِّ وَالْمَجْرُورِ ، كَمَا تَقُولُ : دَفَعَ إِلَيَّ زَيْدٌ ، إِذَا عُلِمَ مَا الْمَدْفُوعُ وَقَدْ تُخَفَّفُ ، وَأَصْلُهُ : فَرَغَ الْوَجَلُ عَنْهَا ، أَيِ : انْتَفى عَنْهَا ، وَفَنِيَ ثُمَّ حُذِفَ الْفَاعِلُ وَأُسْنِدَ إِلَى الْجَارِّ وَالْمَجْرُورِ . وَقَرَأَ : (افْرَنْقَعَ عَنْ قُلُوبِهِمْ ) ، بِمَعْنَى : انْكَشَفَ عَنْهَا . وَعَنْ
أَبِي عَلْقَمَةَ أَنَّهُ هَاجَ بِهِ الْمِرَارُ فَالْتَفَّ عَلَيْهِ النَّاسُ ، فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ : مَا لَكُمْ تَكَأْكَأْتُمْ عَلَيَّ تَكَأْكُؤُكُمْ عَلَى ذِي جِنَّةٍ ؟ افْرَنْقِعُوا عَنِّي . وَالْكَلِمَةُ مُرَكَّبَةٌ مِنْ حُرُوفِ الْمُفَارَقَةِ مَعَ زِيَادَةِ الْعَيْنِ ، كَمَا رُكِّبَ "اقْمَطَرَّ " مِنْ حُرُوفِ الْقَمْطِ ، مَعَ زِيَادَةِ الرَّاءِ . وَقُرِئَ : (الْحَقُّ ) بِالرَّفْعِ ، أَيْ : مَقُولَةُ الْحَقِّ
nindex.php?page=tafseer&surano=34&ayano=23وَهُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ ذُو الْعُلُوِّ وَالْكِبْرِيَاءِ ، لَيْسَ لِمَلِكٍ وَلَا نَبِيٍّ أَنْ يَتَكَلَّمَ ذَلِكَ الْيَوْمَ إِلَّا بِإِذْنِهِ ، وَأَنْ يُشْفَعَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَى .