nindex.php?page=treesubj&link=29012_29786_30549_32264_34225_34227nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=44ولو جعلناه قرآنا أعجميا لقالوا لولا فصلت آياته أأعجمي وعربي قل هو للذين آمنوا هدى وشفاء والذين لا يؤمنون في آذانهم وقر وهو عليهم عمى أولئك ينادون من مكان بعيد
كانوا لتعنتهم يقولون: هلا نزل القرآن بلغة العجم، فقيل: لو كان كما يقترحون لم يتركوا الاعتراض والتعنت. وقالوا:
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=44لولا فصلت آياته أي: بينت ولخصت بلسان تفقهه.
[ ص: 386 ] nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=44أأعجمي وعربي الهمزة همزة الإنكار، يعني: لأنكروا وقالوا: أقرآن أعجمي ورسول عربي، أو مرسل إليه عربي، وقرئ (أعجمي) والأعجمي: الذي لا يفصح ولا يفهم كلامه من أي جنس كان، والعجمي: منسوب إلى أمة العجم. وفى قراءة
nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن (أعجمي) بغير همزة الاستفهام على الإخبار بأن القرآن أعجمي، والمرسل أو المرسل إليه عربي. والمعنى: أن آيات الله على أي طريقة جاءتهم وجدوا فيها متعنتا; لأن القوم غير طالبين للحق وإنما يتبعون أهواءهم. ويجوز في قراءة
nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن: هلا فصلت آياته تفصيلا، فجعل بعضها بيانا للعجم، وبعضها بيانا للعرب. فإن قلت: كيف يصح أن يراد بالعربي المرسل إليهم وهم أمة العرب؟ قلت: هو على ما يجب أن يقع في إنكار المنكر لو رأى كتابا أعجميا كتب إلى قوم من العرب يقول: كتاب أعجمي ومكتوب إليه عربي; وذلك لأن مبنى الإنكار على تنافر حالتي الكتاب والمكتوب إليه، لا على أن المكتوب إليه واحد أو جماعة، فوجب أن يجرد لما سيق إليه من الغرض، ولا يوصل به ما يخل غرضا آخر. ألا تراك تقول -وقد رأيت لباسا طويلا على امرأة قصيرة-: اللباس طويل واللابس قصير. ولو قلت: واللابسة قصيرة، جئت بما هو لكئة وفضول قول; لأن الكلام لم يقع في ذكورة اللابس وأنوثته، إنما وقع في غرض وراءه. "هو" أي: القرآن
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=44هدى وشفاء إرشاد إلى الحق وشفاء
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=57لما في الصدور من الظن والشك. فإن قلت:
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=44والذين لا يؤمنون في آذانهم وقر منقطع عن ذكر القرآن، فما وجه اتصاله به؟ قلت: لا يخلو إما أن يكون ( الذين لا يؤمنون ) في موضع الجر معطوفا على قوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=44للذين آمنوا على معنى قولك: هو للذين آمنوا هدى وشفاء، وهو للذين لا يؤمنون في آذانهم وقر; إلا أن فيه عطفا على عاملين وإن كان
nindex.php?page=showalam&ids=13673الأخفش يجيزه. وإما أن يكون مرفوعا على تقدير: والذين لا يؤمنون هو في آذانهم وقر على حذف المتبدأ، أو في آذانهم منه وقر وهو عليهم عمى. وقرئ: (وهو عليهم عم) (وعمى)، كقوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=28فعميت عليكم [هود: 28]
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=44ينادون من مكان بعيد يعني: أنهم لا يقبلونه ولا يرعونه أسماعهم، فمثلهم في ذلك مثل من يصيح به من مسافة شاطة لا يسمع من مثلها الصوت فلا يسمع النداء.
nindex.php?page=treesubj&link=29012_29786_30549_32264_34225_34227nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=44وَلَوْ جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا أَعْجَمِيًّا لَقَالُوا لَوْلا فُصِّلَتْ آيَاتُهُ أَأَعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ وَالَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ فِي آذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى أُولَئِكَ يُنَادَوْنَ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ
كَانُوا لِتَعَنُّتِهِمْ يَقُولُونَ: هَلَّا نَزَلَ الْقُرْآنُ بِلُغَةِ الْعَجَمِ، فَقِيلَ: لَوْ كَانَ كَمَا يَقْتَرِحُونَ لَمْ يَتْرُكُوا الِاعْتِرَاضَ وَالتَّعَنُّتَ. وَقَالُوا:
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=44لَوْلا فُصِّلَتْ آيَاتُهُ أَيْ: بُيِّنَتْ وَلُخِّصَتْ بِلِسَانٍ تَفْقَهُهُ.
[ ص: 386 ] nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=44أَأَعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ الْهَمْزَةُ هَمْزَةُ الْإِنْكَارِ، يَعْنِي: لَأَنْكَرُوا وَقَالُوا: أَقُرْآنٌ أَعْجَمِيٌّ وَرَسُولٌ عَرَبِيٌّ، أَوْ مُرْسَلٌ إِلَيْهِ عَرَبِيٌّ، وَقُرِئَ (أَعْجَمِيٌّ) وَالْأَعْجَمِيُّ: الَّذِي لَا يُفْصِحُ وَلَا يُفْهَمُ كَلَامُهُ مِنْ أَيِّ جِنْسٍ كَانَ، وَالْعَجَمِيُّ: مَنْسُوبٌ إِلَى أُمَّةِ الْعَجَمِ. وَفى قِرَاءَةِ
nindex.php?page=showalam&ids=14102الْحَسَنِ (أَعْجَمِيٌّ) بِغَيْرِ هَمْزَةِ الِاسْتِفْهَامِ عَلَى الْإِخْبَارِ بِأَنَّ الْقُرْآنَ أَعْجَمِيٌّ، وَالْمُرْسَلُ أَوِ الْمُرْسَلُ إِلَيْهِ عَرَبِيٌّ. وَالْمَعْنَى: أَنَّ آيَاتِ اللَّهِ عَلَى أَيِّ طَرِيقَةٍ جَاءَتْهُمْ وَجَدُوا فيها مُتَعَنِّتًا; لِأَنَّ الْقَوْمَ غَيْرُ طَالِبِينَ لِلْحَقِّ وَإِنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءَهُمْ. وَيَجُوزُ في قِرَاءَةِ
nindex.php?page=showalam&ids=14102الْحَسَنِ: هَلَّا فُصِّلَتْ آيَاتُهُ تَفْصِيلًا، فَجَعَلَ بَعْضَهَا بَيَانًا لِلْعَجَمِ، وَبَعْضَهَا بَيَانًا لِلْعَرَبِ. فَإِنْ قُلْتَ: كَيْفَ يَصِحُّ أَنْ يُرَادَ بِالْعَرَبِيِّ الْمُرْسَلِ إِلَيْهِمْ وَهُمْ أُمَّةُ الْعَرَبِ؟ قُلْتُ: هُوَ عَلَى مَا يَجِبُ أَنْ يَقَعَ في إِنْكَارِ الْمُنْكَرِ لَوْ رَأَى كِتَابًا أَعْجَمِيًّا كُتِبَ إِلَى قَوْمٍ مِنَ الْعَرَبِ يَقُولُ: كِتَابٌ أَعْجَمِيٌّ وَمَكْتُوبٌ إِلَيْهِ عَرَبِيٌّ; وَذَلِكَ لِأَنَّ مَبْنَى الْإِنْكَارِ عَلَى تَنَافُرِ حَالَتَيِ الْكِتَابِ وَالْمَكْتُوبِ إِلَيْهِ، لَا عَلَى أَنَّ الْمَكْتُوبَ إِلَيْهِ وَاحِدٌ أَوْ جَمَاعَةٌ، فَوَجَبَ أَنْ يُجَرِّدَ لِمَا سِيقَ إِلَيْهِ مِنَ الْغَرَضِ، وَلَا يُوصَلُ بِهِ مَا يُخِلُّ غَرَضًا آخَرَ. أَلَا تَرَاكَ تَقُولُ -وَقَدْ رَأَيْتُ لِبَاسًا طَوِيلًا عَلَى امْرَأَةٍ قَصِيرَةٍ-: اللِّبَاسُ طَوِيلٌ وَاللَّابِسُ قَصِيرٌ. وَلَوْ قُلْتَ: وَاللَّابِسَةُ قَصِيرَةٌ، جِئْتَ بِمَا هُوَ لُكَئَةً وَفُضُولُ قَوْلٍ; لِأَنَّ الْكَلَامَ لَمْ يَقَعْ في ذُكُورَةِ اللَّابِسِ وَأُنُوثَتِهِ، إِنَّمَا وَقَعَ في غَرَضٍ وَرَاءَهُ. "هُوَ" أَيِ: الْقُرْآنُ
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=44هُدًى وَشِفَاءٌ إِرْشَادٌ إِلَى الْحَقِّ وَشِفَاءٌ
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=57لِمَا فِي الصُّدُورِ مِنَ الظَّنِّ وَالشَّكِّ. فَإِنْ قُلْتَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=44وَالَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ فِي آذَانِهِمْ وَقْرٌ مُنْقَطِعٌ عَنْ ذِكْرِ الْقُرْآنِ، فَمَا وَجْهُ اتِّصَالِهِ بِهِ؟ قُلْتُ: لَا يَخْلُو إِمَّا أَنْ يَكُونَ ( الَّذِينَ لَا يُؤَمِّنُونَ ) في مَوْضِعِ الْجَرِّ مَعْطُوفًا عَلَى قَوْلِهِ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=44لِلَّذِينَ آمَنُوا عَلَى مَعْنَى قَوْلِكَ: هُوَ لِلَّذِينِ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ، وَهُوَ لِلَّذِينِ لَا يُؤْمِنُونَ في آذَانِهِمْ وَقْرٌ; إِلَّا أَنَّ فيهِ عَطْفًا عَلَى عَامِلِينَ وَإِنْ كَانَ
nindex.php?page=showalam&ids=13673الْأَخْفَشُ يُجِيزُهُ. وَإِمَّا أَنْ يَكُونَ مَرْفُوعًا عَلَى تَقْدِيرِ: وَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ هُوَ في آذَانِهِمْ وَقْرٌ عَلَى حَذْفِ الْمُتَبَدَأِ، أَوْ في آذَانِهِمْ مِنْهُ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى. وَقُرِئَ: (وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمٌّ) (وَعَمًى)، كَقَوْلِهِ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=28فَعُمِّيَتْ عَلَيْكُمْ [هُودٌ: 28]
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=44يُنَادَوْنَ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ يَعْنِي: أَنَّهُمْ لَا يَقْبَلُونَهُ وَلَا يَرْعَوْنَهُ أَسْمَاعَهُمْ، فَمَثَلُهُمْ في ذَلِكَ مِثْلُ مَنْ يَصِيحُ بِهِ مِنْ مَسَافَةٍ شَاطَّةٍ لَا يَسْمَعُ مِنْ مِثْلِهَا الصَّوْتُ فَلَا يَسْمَعُ النِّدَاءَ.