الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                واذكر أخا عاد إذ أنذر قومه بالأحقاف وقد خلت النذر من بين يديه ومن خلفه ألا تعبدوا إلا الله إني أخاف عليكم عذاب يوم عظيم

                                                                                                                                                                                                الأحقاف: جمع حقف وهو رمل مستطيل مرتفع فيه انحناء، من احقوقف الشيء إذا اعوج، وكانت عاد أصحاب عمد يسكنون بين رمال مشرفين على البحر بأرض يقال لها الشحر من بلاد اليمن. وقيل: بين عمان ومهرة. و "النذر" جمع نذير بمعنى المنذر أو الإنذار من بين يديه من قبله من خلفه ومن بعده. وقرئ: (من بين يديه ومن بعده) والمعنى: أن هودا عليه السلام قد أنذرهم فقال لهم: لا تعبدوا إلا الله إني أخاف عليكم العذاب; وأعلمهم أن الرسل الذين بعثوا قبله والذين سيبعثون بعده كلهم منذرون نحو إنذاره وعن ابن عباس رضي الله عنه: يعني الرسل الذين بعثوا قبله والذين بعثوا في زمانه. ومعنى ومن خلفه على هذا التفسير ومن بعد إنذاره، هذا إذا علقت، وقد خلت النذر [ ص: 505 ] بقوله: أنذر قومه، ولك أن تجعل قوله تعالى: وقد خلت النذر من بين يديه ومن خلفه اعتراضا بين أنذر قومه وبين ألا تعبدوا ويكون المعنى: واذكر إنذار هود قومه عاقبة الشرك والعذاب العظيم; وقد أنذر من تقدمه من الرسل ومن تأخر عنه مثل ذلك، فاذكرهم.

                                                                                                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                                                                                                الخدمات العلمية