الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        لا الشمس ينبغي لها أن تدرك القمر [40]

                                                                                                                                                                                                                                        رفعت الشمس بالابتداء، ولا يجوز أن تعمل "لا" في معرفة، وقد تكلم العلماء في معنى هذه الآية، فقال بعضهم: معناها أن الشمس لا تدرك القمر فيبطل معناه. وقيل: القمر في السماء الدنيا والشمس في السماء الرابعة فهي لا تدركه. وأحسن ما قيل في معناه وأبينه مما لا يدفع أن سير القمر سير سريع فالشمس لا تدركه في السير ولا الليل سابق النهار مما قد تكلموا فيه أيضا، وقال بعضهم: هذا يدل على أن النهار مخلوق قبل الليل، وأن الليل لم يسبقه بالخلق، وقيل: لا يجوز أن يتقدم أحدهما صاحبه؛ لأن وجود هذا عدم هذا، ولا يقع فيهما القبل والبعد، وهذا قول أهل النظر، وقيل: كل واحد منهما يجيء في وقته لا يسبق أحدهما صاحبه. قال أبو جعفر : حدثنا محمد بن الوليد وعلي بن سليمان عن محمد بن يزيد قال: سمعت عمارة بن عقيل بن بلال بن جرير يقرأ (ولا الليل سابق النهار) فقلت: ما هذا؟ قال: أردت سابق النهار فحذفت التنوين لأنه أخف. قال أبو [ ص: 396 ] جعفر : يجوز أن يكون النهار منصوبا بغير تنوين ويكون التنوين حذف لالتقاء الساكنين.

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية