الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                فبأي آلاء ربك تتمارى هذا نذير من النذر الأولى أزفت الآزفة ليس لها من دون الله كاشفة

                                                                                                                                                                                                فبأي آلاء ربك تتمارى تتشكك، والخطاب لرسول الله صلى الله عليه وسلم، أو للإنسان على الإطلاق، وقد عدد نعما ونقما وسماها كلها آلاء من قبل ما في نقمة من المزاجر والمواعظ للمعتبرين "هذا" القرآن نذير من النذر الأولى أي: إنذار من جنس الإنذارات [ ص: 650 ] الأولى التي أنذر بها من قبلكم، أو هذا الرسول منذر من المنذرين الأولين، وقال: الأولى على تأويل الجماعة. أزفت الآزفة قربت الموصوفة بالقرب من قوله تعالى: اقتربت الساعة [القمر: 1]، ليس لها نفس "كاشفة" أي: مبينة متى تقوم، كقوله تعالى: لا يجليها لوقتها إلا هو [الأعراف: 187] أو ليس لها نفس كاشفة، أي: قادرة على كشفها إذا وقعت إلا الله، غير أنه لا يكشفها، أو ليس لها الآن نفس كاشفة بالتأخير، وقيل الكاشفة مصدر بمعنى الكشف: كالعافية. وقرأ طلحة : (ليس لها مما يدعون من دون الله كاشفة وهي على الظالمين ساءت الغاشية).

                                                                                                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                                                                                                الخدمات العلمية