[ ص: 656 ] nindex.php?page=treesubj&link=29025_31788_32024_33953_34167nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=9كذبت قبلهم قوم نوح فكذبوا عبدنا وقالوا مجنون وازدجر nindex.php?page=treesubj&link=29025_32079_32498_33177_33953_34513nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=10فدعا ربه أني مغلوب فانتصر nindex.php?page=treesubj&link=29025_30525_30539_31832_33177_33953nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=11ففتحنا أبواب السماء بماء منهمر nindex.php?page=treesubj&link=29025_30525_30539_31832_33177_33953nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=12وفجرنا الأرض عيونا فالتقى الماء على أمر قد قدر nindex.php?page=treesubj&link=29025_29676_29680_31836_33177nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=13وحملناه على ذات ألواح ودسر nindex.php?page=treesubj&link=29025_29676_29680_30525_30539_31836nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=14تجري بأعيننا جزاء لمن كان كفر nindex.php?page=treesubj&link=29025_31836_32016_32438nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=15ولقد تركناها آية فهل من مدكر nindex.php?page=treesubj&link=29025_30525_30539_32026nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=16فكيف كان عذابي ونذر nindex.php?page=treesubj&link=29025_29785_32438nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=17ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر
"قبلهم" قبل أهل
مكة nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=9فكذبوا عبدنا يعني
نوحا. فإن قلت: ما معنى قوله تعالى: "فكذبوا" بعد قوله: "كذبت"؟ قلت: معناه: كذبوا فكذبوا عبدنا أي: كذبوه تكذيبا على عقب تكذيب، كلما مضى منهم قرن مكذب تبعه قرن مكذب، أو كذبت قوم
نوح الرسل فكذبوا عبدنا، أي: لما كانوا مكذبين بالرسل جاحدين للنبوة رأسا كذبوا
نوحا; لأنه من جملة الرسل "مجنون" هو مجنون "وازدجر" وانتهروه بالشتم والضرب والوعيد بالرجم في قولهم
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=116لتكونن من المرجومين [الشعراء: 116] وقيل: هو من جملة قيلهم، أي: قالوا هو مجنون، وقد ازدجرته الجن وتخبطته وذهبت بلبه وطارت بقلبه. قرئ: (أني) بمعنى: فدعا بأني مغلوب، وإني: على إرادة القول، فدعا فقال: إني مغلوب غلبني قومي، فلم يسمعوا مني واستحكم اليأس من إجابتهم لي "فانتصر" فانتقم منهم بعذاب تبعثه عليهم، وإنما دعا بذلك بعد ما طم عليه الأمر وبلغ السيل الربا، فقد روى: أن الواحد من أمته كان يلقاه فيخنقه حتى يخر مغشيا عليه. فيفيق وهو يقول: اللهم اغفر لقومي فإنهم لا
[ ص: 657 ] يعلمون. وقرئ: (ففتحنا) مخففا ومشددا، وكذلك وفجرنا "منهمر" منصب في كثرة وتتابع لم ينقطع أربعين يوما
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=12وفجرنا الأرض عيونا وجعلنا الأرض كلها كأنها عيون تتفجر، وهو أبلغ من قولك: وفجرنا عيون الأرض ونظيره في النظم
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=4واشتعل الرأس شيبا [مريم: 4].
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=12فالتقى الماء يعني مياه السماء والأرض. وقرئ: (الماآن)، أي: النوعان من الماء السماوي والأرضي. ونحوه قولك: عندي تمران، تريد: ضربان من التمر: برني ومعقلي. قال [من الطويل]:
لنا إبلان فيهما ما علمتم
وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن: (الماوان)، بقلب الهمزة واوا، كقولهم: علباوان
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=12على أمر قد قدر على حال قدرها الله كيف شاء. وقيل: على حال جاءت مقدرة مستوية: وهي أن قدر ما أنزل من السماء كقدر ما أخرج من الأرض سواء بسواء. وقيل: على أمر قد قدر في اللوح أنه يكون، وهو هلاك قوم
نوح بالطوفان
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=13على ذات ألواح ودسر أراد السفينة، وهي من الصفات التي تقوم مقام الموصوفات فتنوب منابها وتودي مؤداها. بحيث لا يفصل بينها وبينها. ونحوه [من الخفيف]:
. .. .. .. ..
ولكنـ ـن قميصي مسرودة من حديد
أراد: ولكن قميصي درع، وكذلك [من الطويل]:
[ ص: 658 ] ولو في عيون النازيات بأكرع
أراد: ولو في عيون الجراد. ألا ترى أنك لو جمعت بين السفينة وبين هذه الصفة، أو بين الدرع والجراد وهاتين الصفتين، لم يصح، وهذا من فصيح الكلام وبديعه. والدسر: جمع دسار: وهو المسمار، فعال من دسره إذا دفعه; لأنه يدسر به منفذه "جزاء" مفعول له لما قدم من فتح أبواب السماء وما بعده، أي: فعلنا ذلك جزاء،
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=14لمن كان كفر وهو
نوح -عليه السلام-، وجعله مكفورا; لأن النبي نعمة من الله ورحمة. قال الله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=107وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين [الأنبياء: 107] فكان
نوح -عليه السلام- نعمة مكفورة، ومن هذا المعنى ما يحكى أن رجلا قال
nindex.php?page=showalam&ids=14370للرشيد: الحمد لله عليك، فقال: ما معنى هذا الكلام؟ قال: أنت نعمة حمدت الله عليها. ويجوز أن يكون على تقدير حذف الجار وإيصال الفعل. وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة : (كفر)، أي: جزاء للكافرين. وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن: (جزاء) بالكسر، أي: مجازاة. الضمير في "تركناها" للسفينة، أو للفعلة، أي: جعلناها آية يعتبر بها. وعن
nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة : أبقاها الله
بأرض الجزيرة. وقيل: على الجودي دهرا طويلا، حتى نظر إليها أوائل هذه الأمة. والمدكر: المعتبر. وقرئ: (مذتكر) على الأصل. و (مذكر)، بقلب التاء ذالا وإدغام الذال فيها. وهذا نحو: مذجر. والنذر: جمع نذير وهو الإنذار
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=17ولقد يسرنا القرآن للذكر أي سهلناه للادكار والاتعاظ، بأن شحناه بالمواعظ الشافية وصرفنا فيه من الوعد والوعيد
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=17فهل من متعظ. وقيل: ولقد سهلناه للحفظ وأعنا عليه من أراد حفظه، فهل من طالب لحفظه ليعان عليه. ويجوز أن يكون المعنى: ولقد هيأناه للذكر، من يسر ناقته للسفر: إذا رحلها، ويسر فرسه للغزو، إذا أسرجه وألجمه. قال [من الطويل]:
وقمت إليه باللجام ميسرا هنالك يجزيني الذي كنت أصنع
[ ص: 659 ] ويروى: أن كتب أهل الأديان نحو التوراة والإنجيل لا يتلوها أهلها إلا نظرا ولا يحفظونها ظاهرا كما القرآن.
[ ص: 656 ] nindex.php?page=treesubj&link=29025_31788_32024_33953_34167nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=9كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ فَكَذَّبُوا عَبْدَنَا وَقَالُوا مَجْنُونٌ وَازْدُجِرَ nindex.php?page=treesubj&link=29025_32079_32498_33177_33953_34513nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=10فَدَعَا رَبَّهُ أَنِّي مَغْلُوبٌ فَانْتَصِرْ nindex.php?page=treesubj&link=29025_30525_30539_31832_33177_33953nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=11فَفَتَحْنَا أَبْوَابَ السَّمَاءِ بِمَاءٍ مُنْهَمِرٍ nindex.php?page=treesubj&link=29025_30525_30539_31832_33177_33953nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=12وَفَجَّرْنَا الأَرْضَ عُيُونًا فَالْتَقَى الْمَاءُ عَلَى أَمْرٍ قَدْ قُدِرَ nindex.php?page=treesubj&link=29025_29676_29680_31836_33177nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=13وَحَمَلْنَاهُ عَلَى ذَاتِ أَلْوَاحٍ وَدُسُرٍ nindex.php?page=treesubj&link=29025_29676_29680_30525_30539_31836nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=14تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا جَزَاءً لِمَنْ كَانَ كُفِرَ nindex.php?page=treesubj&link=29025_31836_32016_32438nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=15وَلَقَدْ تَرَكْنَاهَا آيَةً فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ nindex.php?page=treesubj&link=29025_30525_30539_32026nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=16فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ nindex.php?page=treesubj&link=29025_29785_32438nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=17وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ
"قَبْلَهُمْ" قَبْلَ أَهْلِ
مَكَّةَ nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=9فَكَذَّبُوا عَبْدَنَا يَعْنِي
نُوحًا. فَإِنْ قُلْتَ: مَا مَعْنَى قَوْلِهِ تَعَالَى: "فَكَذَّبُواْ" بَعْدَ قَوْلِهِ: "كَذَّبَتْ"؟ قُلْتُ: مَعْنَاهُ: كَذَّبُوا فَكَذَّبُوا عَبْدَنَا أَيْ: كَذَّبُوهُ تَكْذِيبًا عَلَى عَقِبِ تَكْذِيبٍ، كُلَّمَا مَضَى مِنْهُمْ قَرْنٌ مُكَذِّبٌ تَبِعَهُ قَرْنٌ مُكَذِّبٌ، أَوْ كَذَّبَتْ قَوْمَ
نُوحٍ الرُّسُلُ فَكَذَّبُوا عَبْدَنَا، أَيْ: لَمَّا كَانُوا مُكَذِّبِينَ بِالرُّسُلِ جَاحِدِينَ لِلنُّبُوَّةِ رَأْسًا كَذَّبُوا
نُوحًا; لِأَنَّهُ مِنْ جُمْلَةِ الرُّسُلِ "مَجْنُونٍ" هُوَ مَجْنُونٌ "وَازْدُجِرَ" وَانْتَهَرُوهُ بِالشَّتْمِ وَالضَّرْبِ وَالْوَعِيدِ بِالرَّجْمِ في قَوْلِهِمْ
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=116لَتَكُونَنَّ مِنَ الْمَرْجُومِينَ [الشُّعَرَاءُ: 116] وَقِيلَ: هُوَ مِنْ جُمْلَةِ قِيلِهِمْ، أَيْ: قَالُوا هُوَ مَجْنُونٌ، وَقَدِ ازْدَجَرَتْهُ الْجِنُّ وَتَخَبَّطَتْهُ وَذَهَبَتْ بِلُبِّهِ وَطَارَتْ بِقَلْبِهِ. قُرِئَ: (أَنِّي) بِمَعْنَى: فَدَعَا بِأَنِّي مَغْلُوبٌ، وَإِنِّي: عَلَى إِرَادَةِ الْقَوْلِ، فَدَعَا فَقَالَ: إِنِّي مَغْلُوبٌ غَلَبَنِي قَوْمِي، فَلَمْ يَسْمَعُوا مِنِّي وَاسْتَحْكَمَ الْيَأْسُ مِنْ إِجَابَتِهِمْ لِي "فَانْتَصِرْ" فَانْتَقِمْ مِنْهُمْ بِعَذَابٍ تَبْعَثُهُ عَلَيْهِمْ، وَإِنَّمَا دَعَا بِذَلِكَ بَعْدَ مَا طَمَّ عَلَيْهِ الْأَمْرُ وَبَلَغَ السَّيْلُ الرُّبَا، فَقَدْ رَوَى: أَنَّ الْوَاحِدَ مِنْ أُمَّتِهِ كَانَ يَلْقَاهُ فيخْنُقُهُ حَتَّى يَخِرَّ مَغْشِيًّا عَلَيْهِ. فيفيقُ وَهُوَ يَقُولُ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِقَوْمِي فَإِنَّهُمْ لَا
[ ص: 657 ] يَعْلَمُونَ. وَقُرِئَ: (فَفَتَحْنَا) مُخَفَّفًا وَمُشَدَّدًا، وَكَذَلِكَ وَفَجَّرْنَا "مْنْهَمِرٍ" مَنْصَبٍّ في كَثْرَةٍ وَتَتَابُعٍ لَمْ يَنْقَطِعْ أَرْبَعِينَ يَوْمًا
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=12وَفَجَّرْنَا الأَرْضَ عُيُونًا وَجَعَلْنَا الْأَرْضَ كُلَّهَا كَأَنَّهَا عُيُونٌ تَتَفَجَّرُ، وَهُوَ أَبْلَغُ مِنْ قَوْلِكَ: وَفَجَّرْنَا عُيُونَ الْأَرْضِ وَنَظِيرُهُ في النَّظْمِ
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=4وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْبًا [مَرْيَمُ: 4].
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=12فَالْتَقَى الْمَاءُ يَعْنِي مِيَاهَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ. وَقُرِئَ: (الْمَاآنِ)، أَيِ: النَّوْعَانِ مِنَ الْمَاءِ السَّمَاوِيِّ وَالْأَرْضِيِّ. وَنَحْوُهُ قَوْلُكَ: عِنْدِي تَمْرَانِ، تُرِيدُ: ضَرْبَانِ مِنَ التَّمْرِ: بَرْنِيٌّ وَمَعْقِلِيٌّ. قَالَ [مِنَ الطَّوِيلِ]:
لَنَا إِبِلَانِ فيهِمَا مَا عَلِمْتُمُ
وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=14102الْحَسَنُ: (الْمَاوَانِ)، بِقَلْبِ الْهَمْزَةِ وَاوًا، كَقَوْلِهِمْ: عِلْبَاوَانِ
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=12عَلَى أَمْرٍ قَدْ قُدِرَ عَلَى حَالٍ قَدَّرَهَا اللَّهُ كَيْفَ شَاءَ. وَقِيلَ: عَلَى حَالٍ جَاءَتْ مُقَدَّرَةً مُسْتَوِيَةً: وَهِيَ أَنَّ قَدْرَ مَا أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ كَقَدْرِ مَا أَخْرَجَ مِنَ الْأَرْضِ سَوَاءً بِسَوَاءٍ. وَقِيلَ: عَلَى أَمْرٍ قَدْ قُدِرَ في اللَّوْحِ أَنَّهُ يَكُونُ، وَهُوَ هَلَاكُ قَوْمِ
نُوحٍ بِالطُّوفَانِ
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=13عَلَى ذَاتِ أَلْوَاحٍ وَدُسُرٍ أَرَادَ السَّفينَةَ، وَهِيَ مِنَ الصِّفَاتِ الَّتِي تَقُومُ مَقَامَ الْمَوْصُوفَاتِ فَتَنُوبَ مَنَابَهَا وَتَوَدِّي مُؤَدَّاهَا. بِحَيْثُ لَا يَفْصِلُ بَيْنَهَا وَبَيْنَهَا. وَنَحْوُهُ [مِنَ الْخَفيفِ]:
. .. .. .. ..
وَلَكِنْـ ـنَ قَمِيصِي مَسْرُودَةٌ مِنْ حَدِيدِ
أَرَادَ: وَلَكِنَّ قَمِيصِي دِرْعٌ، وَكَذَلِكَ [مِنَ الطَّوِيلِ]:
[ ص: 658 ] وَلَوْ في عُيُونِ النَّازِيَاتِ بِأَكْرُعِ
أَرَادَ: وَلَوْ في عُيُونِ الْجَرَادِ. أَلَا تَرَى أَنَّكَ لَوْ جَمَعْتَ بَيْنَ السَّفينَةِ وَبَيْنَ هَذِهِ الصِّفَةِ، أَوْ بَيْنَ الدِّرْعِ وَالْجَرَادِ وَهَاتَيْنِ الصِّفَتَيْنِ، لَمْ يَصِحَّ، وَهَذَا مِنْ فَصِيحِ الْكَلَامِ وَبَدِيعِهِ. وَالدَّسْرُ: جَمْعُ دِسَارٍ: وَهُوَ الْمِسْمَارُ، فِعَالٌ مِنْ دَسَرَهُ إِذَا دَفَعَهُ; لِأَنَّهُ يَدْسُرُ بِهِ مَنْفَذَهُ "جَزَاءً" مَفْعُولٌ لَهُ لِمَا قَدَّمَ مِنْ فَتْحِ أَبْوَابِ السَّمَاءِ وَمَا بَعْدَهُ، أَيْ: فَعَلْنَا ذَلِكَ جَزَاءً،
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=14لِمَنْ كَانَ كُفِرَ وَهُوَ
نُوحٌ -عَلَيْهِ السَّلَامُ-، وَجَعَلَهُ مَكْفُورًا; لِأَنَّ النَّبِيَّ نِعْمَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرَحْمَةٌ. قَالَ اللَّهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=107وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ [الْأَنْبِيَاءُ: 107] فَكَانَ
نُوحٌ -عَلَيْهِ السَّلَامُ- نِعْمَةً مَكْفُورَةً، وَمِنْ هَذَا الْمَعْنَى مَا يُحْكَى أَنَّ رَجُلًا قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14370لِلرَّشِيدِ: الْحَمْدُ لِلَّهِ عَلَيْكَ، فَقَالَ: مَا مَعْنَى هَذَا الْكَلَامِ؟ قَالَ: أَنْتَ نِعْمَةٌ حَمِدْتُ اللَّهَ عَلَيْهَا. وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ عَلَى تَقْدِيرِ حَذْفِ الْجَارِّ وَإِيصَالِ الْفِعْلِ. وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=16815قَتَادَةُ : (كُفْرٌ)، أَيْ: جَزَاءً لِلْكَافِرِينَ. وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=14102الْحَسَنُ: (جِزَاءً) بِالْكَسْرِ، أَيْ: مُجَازَاةً. الضَّمِيرُ في "تَرَكْنَاهَا" لِلسَّفينَةِ، أَوْ لِلْفِعْلَةِ، أَيْ: جَعَلْنَاهَا آيَةً يُعْتَبَرُ بِهَا. وَعَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=16815قَتَادَةَ : أَبْقَاهَا اللَّهُ
بِأَرْضِ الْجَزِيرَةِ. وَقِيلَ: عَلَى الْجُودِيِّ دَهْرًا طَوِيلًا، حَتَّى نَظَرَ إِلَيْهَا أَوَائِلُ هَذِهِ الْأُمَّةِ. وَالْمُدَّكِرُ: الْمُعْتَبَرُ. وَقُرِئَ: (مُذْتَكِرٌ) عَلَى الْأَصْلِ. وَ (مُذَكِّرٌ)، بِقَلْبِ التَّاءِ ذَالًا وَإِدْغَامِ الذَّالِ فيها. وَهَذَا نَحْوُ: مُذَّجِرٌ. وَالنُّذُرُ: جَمْعُ نَذِيرٍ وَهُوَ الْإِنْذَارُ
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=17وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ أَيْ سَهَّلْنَاهُ لِلِادِّكَارِ وَالِاتِّعَاظِ، بِأَنْ شَحَنَّاهُ بِالْمَوَاعِظِ الشَّافيةِ وَصَرَّفْنَا فيهِ مِنَ الْوَعْدِ وَالْوَعِيدِ
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=17فَهَلْ مِنْ مُتَّعِظٍ. وَقِيلَ: وَلَقَدْ سَهَّلْنَاهُ لِلْحِفْظِ وَأَعَنَّا عَلَيْهِ مَنْ أَرَادَ حِفْظَهُ، فَهَلْ مِنْ طَالِبٍ لِحِفْظِهِ لِيُعَانَ عَلَيْهِ. وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ الْمَعْنَى: وَلَقَدْ هَيَّأْنَاهُ لِلذِّكْرِ، مَنْ يَسَّرَ نَاقَتَهُ لِلسَّفَرِ: إِذَا رَحَّلَهَا، وَيَسَّرَ فَرَسَهُ لِلْغَزْوِ، إِذَا أَسْرَجَهُ وَأَلْجَمَهُ. قَالَ [مِنَ الطَّوِيلِ]:
وَقُمْتُ إِلَيْهِ بِاللِّجَامِ مُيَسِّرًا هُنَالِكَ يَجْزِينِي الَّذِي كُنْتُ أَصْنَعُ
[ ص: 659 ] وَيُرْوَى: أَنَّ كُتُبَ أَهْلِ الْأَدْيَانِ نَحْوَ التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ لَا يَتْلُوهَا أَهْلُهَا إِلَّا نَظَرًا وَلَا يَحْفَظُونَهَا ظَاهِرًا كَمَا الْقُرْآنُ.