الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          وحدثني عن مالك عن أبي الرجال محمد بن عبد الرحمن بن حارثة أن أمه عمرة بنت عبد الرحمن كانت تبيع ثمارها وتستثني منها قال مالك الأمر المجتمع عليه عندنا أن الرجل إذا باع ثمر حائطه أن له أن يستثني من ثمر حائطه ما بينه وبين ثلث الثمر لا يجاوز ذلك وما كان دون الثلث فلا بأس بذلك قال مالك فأما الرجل يبيع ثمر حائطه ويستثني من ثمر حائطه ثمر نخلة أو نخلات يختارها ويسمي عددها فلا أرى بذلك بأسا لأن رب الحائط إنما استثنى شيئا من ثمر حائط نفسه وإنما ذلك شيء احتبسه من حائطه وأمسكه لم يبعه وباع من حائطه ما سوى ذلك [ ص: 401 ]

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          [ ص: 401 ] 1313 1301 - ( مالك ، عن أبي الرجال محمد بن عبد الرحمن بن حارثة : أن أمه عمرة بنت عبد الرحمن كانت تبيع ثمارها وتستثني منها ) ولم يبين قدر ما كانت تستثني ( قال مالك : الأمر المجتمع عليه عندنا أن الرجل إذا باع ثمر حائطه أن له أن يستثني من ثمر حائطه ما بينه وبين ثلث الثمر لا يجاوز ذلك ) يتعداه ( وما كان دون الثلث فلا بأس بذلك ) أي يجوز ( وأما الرجل يبيع ثمر حائطه ويستثني من ثمر حائطه ثمر نخلة أو نخلات يختارها ويسمي عددها ، فلا أرى بذلك بأسا ) شدة أي يجوز ( لأن رب الحائط إنما استثنى شيئا من نفسه ) فهو عالم به ( وإنما ذلك شيء احتبسه ) أي منعه ( من حائطه وأمسكه لم يبعه وباع من حائطه ما سوى ذلك ) وهذا صريح في أن المستثنى مبقي .




                                                                                                          الخدمات العلمية