الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      قوله تعالى : ألم تر كيف الآيات . [ ص: 410 ] أخرج ابن جرير عن ابن عباس في قوله : ألم تر كيف فعل ربك بعاد إرم قال : يعني بالإرم الهالك ألا ترى أنك تقول : أرم بنو فلان ذات العماد يعني طولهم مثل العماد .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج الفريابي، وعبد بن حميد ، وابن جرير، وابن المنذر عن مجاهد في قوله : بعاد إرم قال : القديمة ذات العماد قال : أهل عمود لا يقيمون .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج الفريابي، وعبد بن حميد ، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله : إرم قال : أمة ذات العماد قال : لهم جسم في السماء .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن المنذر عن السدي في قوله : بعاد إرم قال : عاد بن إرم نسبهم إلى أبيهم الأكبر .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج عبد الرزاق ، وعبد بن حميد ، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن قتادة قال : كنا نحدث أن إرم قبيلة من عاد كان يقال لهم ذات [ ص: 411 ] العماد كانوا أهل عمود التي لم يخلق مثلها في البلاد قال : ذكر لنا أنهم كانوا اثني عشر ذراعا طولا في السماء .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي حاتم ، وابن مردويه عن المقدام بن معديكرب عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه ذكر إرم ذات العماد فقال : كان الرجل منهم يأتي على الصخرة فيحملها على كاهله فيلقيها على أي حي أراد فيهلكهم .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج عبد بن حميد، وابن أبي حاتم عن عكرمة قال : إرم هي دمشق .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن جرير ، وعبد بن حميد ، وابن عساكر عن سعيد المقبري مثله .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن عساكر عن سعيد بن المسيب مثله .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج عبد بن حميد عن خالد الربعي مثله .

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 412 ] وأخرج ابن جرير ، وابن المنذر عن محمد بن كعب القرظي قال : إرم هي الإسكندرية .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي حاتم عن الضحاك قال : الإرم الهلاك ألا ترى أنه يقال : أرم بنو فلان أي هلكوا، قال ابن حجر : هذا التفسير على قراءة شاذة أرم بفتحتين وتشديد الراء على أنه فعل ماض وذات بفتح التاء مفعول أي أهلك الله ذات العماد .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي حاتم عن شهر بن حوشب إرم قال رمهم رما فجعلهم رمما .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن جرير ، وابن أبي حاتم عن الضحاك ذات العماد ذات الشدة والقوة .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن جرير ، وابن المنذر وابن أبي حاتم، عن ابن عباس في قوله : جابوا الصخر بالواد قال : خرقوها . [ ص: 413 ] وأخرج ابن جرير عن ابن عباس في قوله : جابوا الصخر بالواد . قال : كانوا ينحتون من الجبال بيوتا وفرعون ذي الأوتاد قال : الأوتاد الجنود الذين يشددون له أمره .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج الطستي في مسائله عن ابن عباس أن نافع بن الأزرق قال له أخبرني عن قوله : جابوا الصخر قال نقبوا الحجارة في الجبال فاتخذوها بيوتا، قال : وهل تعرف العرب ذلك قال : نعم أما سمعت قول أمية :

                                                                                                                                                                                                                                      وشق أبصارنا كيما نعيش بها وجاب للسمع أصماخا وآذانا



                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج الفريابي، وعبد بن حميد ، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن مجاهد جابوا الصخر قال : خرقوا الجبال فجعلوها بيوتا وفرعون ذي الأوتاد قال : كان يتد الناس بالأوتاد فصب عليهم ربك سوط عذاب قال : ما عذبوا به .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج الحاكم وصححه عن ابن مسعود في قوله : ذي الأوتاد قال : وتد فرعون لامرأته أربعة أوتاد ثم جعل على ظهرها رحا عظيمة حتى [ ص: 414 ] ماتت .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن جرير عن سعيد بن جبير وفرعون ذي الأوتاد قال : كان يجعل رجلا هنا ورجلا هنا ويدا هنا ويدا هنا بالأوتاد .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج الفريابي، وعبد بن حميد ، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير قال : إنما سمي فرعون ذا الأوتاد لأنه كان يبنى له المنابر يذبح عليها الناس .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي حاتم عن الحسن قال : كان يعذب بالأوتاد .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي قال : كان فرعون إذا أراد أن يقتل أحدا ربطه بأربعة أوتاد على صخرة ثم أرسل عليه صخرة من فوقه فشدخه وهو ينظر إليها قد ربط بكل وتد منها قائمة .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج عبد الرزاق ، وعبد بن حميد ، وابن جرير عن قتادة وفرعون ذي الأوتاد قال : ذي البناء قال : وحدثنا عن سعيد بن جبير عن ابن عباس أنه كانت له مظال يلعب له تحتها وأوتاد كانت تضرب له .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن المنذر عن السدي في قوله : فأكثروا فيها الفساد قال : [ ص: 415 ] بالمعاصي فصب عليهم ربك سوط عذاب قال : وجع عذاب .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي حاتم عن قتادة قال : كل شيء عذب الله به فهو سوط عذاب .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية