فضالة بن عبيد ( م ، 4 )
ابن نافذ بن قيس بن صهيب بن أصرم بن جحجبى القاضي
[ ص: 114 ] الفقيه أبو محمد الأنصاري الأوسي . صاحب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من أهل بيعة الرضوان .
ولي الغزو
لمعاوية ، ثم ولي له قضاء
دمشق ، وكان ينوب عن
معاوية في الإمرة إذا غاب .
وله عدة أحاديث . وله عن
عمر وعن
nindex.php?page=showalam&ids=4أبي الدرداء .
حدث عنه :
حنش الصنعاني ،
nindex.php?page=showalam&ids=16461وعبد الله بن محيريز ،
وعبد الرحمن بن جبير ،
وعمرو بن مالك الجنبي ،
وعبد العزيز بن أبي الصعبة ،
والقاسم أبو عبد الرحمن ،
وعلي بن رباح ،
وميسرة مولى فضالة وطائفة .
قال
الواقدي : شهد
فضالة أحدا ،
والخندق ، والمشاهد كلها مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثم خرج إلى
الشام ، فسكنها ، وكان قاضيا
بالشام .
وقال
ابن يونس : شهد فتح
مصر . وولي بها القضاء والبحر
لمعاوية . فروى عنه من أهلها :
أبو خراش الصحابي ،
والهيثم بن شفي ،
وعبد الرحمن بن جحدم وسمى جماعة .
وقال
سعيد بن عبد العزيز : كان
فضالة أصغر من شهد بيعة الرضوان .
قلت : إن ثبت شهوده
أحدا ، فما كان يوم الشجرة صغيرا .
قال : وقال
معاوية حين هلك
فضالة ، وهو يحمل نعشه ، لابنه
عبد الله بن معاوية : تعال اعقبني ، فإنك لن تحمل مثله أبدا .
قال
الوليد : في سنة إحدى وخمسين غزا
فضالة الشاتية .
[ ص: 115 ] أيوب بن سويد : عن
ابن جابر ، حدثنا
القاسم أبو عبد الرحمن ، قال : غزونا مع
فضالة بن عبيد - ولم يغز
فضالة في البر غيرها - فبينا نحن نسرع في السير ، وهو أمير الجيش ، وكانت الولاة إذ ذاك يسمعون ممن استرعاهم الله عليه ، فقال قائل : أيها الأمير ! إن الناس قد تقطعوا ، قف حتى يلحقوا بك . فوقف في مرج عليه قلعة ، فإذا نحن برجل أحمر ذي شوارب ، فأتينا به
فضالة ، فقلنا : إنه هبط من الحصن بلا عهد . فسأله ، فقال : إني البارحة أكلت الخنزير ، وشربت الخمر ، فأتاني في النوم رجلان ، فغسلا بطني ، وجاءتني امرأتان ، فقالتا : أسلم ، فأنا مسلم ، فما كانت كلمته أسرع من أن رمينا بالزبار فأصابه ، فدق عنقه . فقال
فضالة : الله أكبر ! عمل قليلا ، وأجر كثيرا . فصلينا عليه ، ثم دفناه .
nindex.php?page=showalam&ids=15500الوليد بن مسلم : حدثنا
خالد بن يزيد ، عن أبيه ، أن
أبا الدرداء كان يقضي على
دمشق ، وأنه لما احتضر ، أتاه
معاوية عائدا ، فقال : من ترى للأمر بعدك ؟ قال :
فضالة بن عبيد . فلما توفي ، قال
معاوية لفضالة : إني قد وليتك القضاء ، فاستعفى منه ، فقال : والله ما حابيتك بها ، ولكني استترت بك من النار ، فاستتر منها ما استطعت .
قال
سعيد بن عبد العزيز : لما سار
معاوية إلى
صفين ، استعمل على دمشق
فضالة .
إبراهيم بن هشام الغساني : حدثني أبي ، عن جدي ، قال : وقعت
[ ص: 116 ] من رجل مائة دينار ، فنادى : من وجدها ، فله عشرون دينارا ، فأقبل الذي وجدها . فقال : هذا مالك ، فأعطني الذي جعلت لي . فقال : كان مالي عشرين ومائة دينار ، فاختصما إلى
فضالة ، فقال لصاحب المال : أليس كان مالك مائة وعشرين دينارا كما تذكر ؟ قال : بلى . وقال للآخر : أنت وجدت مائة ؟ قال : نعم . قال : فاحبسها ولا تعطه ، فليس هو بماله حتى يجيء صاحبه .
وعن
فضالة ، قال : لأن أعلم أن الله تقبل مني مثقال حبة ، أحب إلي من الدنيا وما فيها ; لأنه - تعالى - يقول :
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=27إنما يتقبل الله من المتقين .
أحمد بن يونس اليربوعي : حدثنا
معاوية بن حفص ، عن
داود بن مهاجر ، عن
ابن محيريز ; سمع
فضالة بن عبيد ، وقلت له : أوصني ، قال : خصال ينفعك الله بهن ; إن استطعت أن تعرف ولا تعرف ، فافعل ، وإن استطعت أن تسمع ولا تكلم ، فافعل ، وإن استطعت أن تجلس ولا يجلس إليك ، فافعل .
قد عد
فضالة في كبار القراء . وقيل : لكن
ابن عامر تلا عليه .
سفيان : عن
منصور ، عن
هلال بن يساف ، عن
نعيم بن ذي جناب ، عن
فضالة بن عبيد قال : ثلاث من الفواقر ، إمام إن أحسنت ، لم يشكر ، وإن أسأت ، لم يغفر . وجار إن رأى حسنة ، دفنها ، وإن رأى سيئة ،
[ ص: 117 ] أفشاها ، وزوجة إن حضرت ، آذتك ، وإن غبت ، خانتك في نفسها وفي مالك .
قال
ابن معين : دفن
فضالة بباب الصغير .
وقال
المدائني وغيره : مات سنة ثلاث وخمسين وقال
خليفة : توفي سنة تسع وخمسين .
فَضَالَةُ بْنُ عُبَيْدٍ ( م ، 4 )
ابْنِ نَافِذِ بْنِ قَيْسِ بْنِ صُهَيْبِ بْنِ أَصْرَمَ بْنِ جَحْجَبَى الْقَاضِي
[ ص: 114 ] الْفَقِيهُ أَبُو مُحَمَّدٍ الْأَنْصَارِيُّ الْأَوْسِيُّ . صَاحِبُ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مِنْ أَهْلِ بَيْعَةِ الرِّضْوَانِ .
وَلِيَ الْغَزْوَ
لِمُعَاوِيَةَ ، ثُمَّ وَلِيَ لَهُ قَضَاءَ
دِمَشْقَ ، وَكَانَ يَنُوبُ عَنْ
مُعَاوِيَةَ فِي الْإِمْرَةِ إِذَا غَابَ .
وَلَهُ عِدَّةُ أَحَادِيثَ . وَلَهُ عَنْ
عُمَرَ وَعَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=4أَبِي الدَّرْدَاءِ .
حَدَّثَ عَنْهُ :
حَنَشٌ الصَّنْعَانِيُّ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16461وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَيْرِيزَ ،
وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ جُبَيْرٍ ،
وَعَمْرُو بْنُ مَالِكٍ الْجَنْبِيُّ ،
وَعَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي الصَّعْبَةِ ،
وَالْقَاسِمُ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ ،
وَعَلِيُّ بْنُ رَبَاحٍ ،
وَمَيْسَرَةُ مَوْلَى فَضَالَةَ وَطَائِفَةٌ .
قَالَ
الْوَاقِدِيُّ : شَهِدَ
فَضَالَةُ أُحُدًا ،
وَالْخَنْدَقَ ، وَالْمَشَاهِدَ كُلَّهَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ثُمَّ خَرَجَ إِلَى
الشَّامِ ، فَسَكَنَهَا ، وَكَانَ قَاضِيًا
بِالشَّامِ .
وَقَالَ
ابْنُ يُونُسَ : شَهِدَ فَتْحَ
مِصْرَ . وَوَلِيَ بِهَا الْقَضَاءَ وَالْبَحْرَ
لِمُعَاوِيَةَ . فَرَوَى عَنْهُ مِنْ أَهْلِهَا :
أَبُو خِرَاشٍ الصَّحَابِيُّ ،
وَالْهَيْثَمُ بْنُ شُفَيٍّ ،
وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ جَحْدَمَ وَسَمَّى جَمَاعَةً .
وَقَالَ
سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ : كَانَ
فَضَالَةُ أَصْغَرَ مَنْ شَهِدَ بَيْعَةَ الرِّضْوَانِ .
قُلْتُ : إِنْ ثَبَتَ شُهُودُهُ
أُحُدًا ، فَمَا كَانَ يَوْمَ الشَّجَرَةِ صَغِيرًا .
قَالَ : وَقَالَ
مُعَاوِيَةُ حِينَ هَلَكَ
فَضَالَةُ ، وَهُوَ يَحْمِلُ نَعْشَهُ ، لِابْنِهِ
عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُعَاوِيَةَ : تَعَالَ اعْقُبْنِي ، فَإنَّكَ لَنْ تَحْمِلَ مِثْلَهُ أَبَدًا .
قَالَ
الْوَلِيدُ : فِي سَنَةِ إِحْدَى وَخَمْسِينَ غَزَا
فَضَالَةُ الشَّاتِيَةَ .
[ ص: 115 ] أَيُّوبُ بْنُ سُوِيدٍ : عَنِ
ابْنِ جَابِرٍ ، حَدَّثَنَا
الْقَاسِمُ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، قَالَ : غَزَوْنَا مَعَ
فَضَالَةَ بْنِ عُبَيْدٍ - وَلَمْ يَغْزُ
فَضَالَةُ فِي الْبَرِّ غَيْرَهَا - فَبَيْنَا نَحْنُ نُسْرِعُ فِي السَّيْرِ ، وَهُوَ أَمِيرُ الْجَيْشِ ، وَكَانَتِ الْوُلَاةُ إِذْ ذَاكَ يَسْمَعُونَ مِمَّنِ اسْتَرْعَاهُمُ اللَّهُ عَلَيْهِ ، فَقَالَ قَائِلٌ : أَيُّهَا الْأَمِيرُ ! إِنَّ النَّاسَ قَدْ تَقَطَّعُوا ، قِفْ حَتَّى يَلْحَقُوا بِكَ . فَوَقَفَ فِي مَرْجٍ عَلَيْهِ قَلْعَةٌ ، فَإِذَا نَحْنُ بَرَجُلٍ أَحْمَرَ ذِي شَوَارِبَ ، فَأَتَيْنَا بِهِ
فَضَالَةَ ، فَقُلْنَا : إِنَّهُ هَبَطَ مِنَ الْحِصْنِ بِلَا عَهْدٍ . فَسَأَلَهُ ، فَقَالَ : إِنِّي الْبَارِحَةَ أَكَلْتُ الْخِنْزِيرَ ، وَشَرِبْتُ الْخَمْرَ ، فَأَتَانِي فِي النَّوْمِ رَجُلَانِ ، فَغَسَلَا بَطْنِي ، وَجَاءَتْنِي امْرَأَتَانِ ، فَقَالَتَا : أَسْلِمْ ، فَأَنَا مُسْلِمٌ ، فَمَا كَانَتْ كَلِمَتُهُ أَسْرَعَ مِنْ أَنْ رُمِينَا بِالزِّبَارِ فَأَصَابَهُ ، فَدَقَّ عُنُقَهُ . فَقَالَ
فَضَالَةُ : اللَّهُ أَكْبَرُ ! عَمِلَ قَلِيلًا ، وَأُجِرَ كَثِيرًا . فَصَلَّيْنَا عَلَيْهِ ، ثُمَّ دَفَنَّاهُ .
nindex.php?page=showalam&ids=15500الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ : حَدَّثَنَا
خَالِدُ بْنُ يَزِيدَ ، عَنْ أَبِيهِ ، أَنَّ
أَبَا الدَّرْدَاءِ كَانَ يَقْضِي عَلَى
دِمَشْقَ ، وَأَنَّهُ لَمَّا احْتُضِرَ ، أَتَاهُ
مُعَاوِيَةُ عَائِدًا ، فَقَالَ : مَنْ تَرَى لِلْأَمْرِ بَعْدَكَ ؟ قَالَ :
فَضَالَةُ بْنُ عُبَيْدٍ . فَلَمَّا تُوُفِّيَ ، قَالَ
مُعَاوِيَةُ لِفَضَالَةَ : إِنِّي قَدْ وَلَّيْتُكَ الْقَضَاءَ ، فَاسْتَعْفَى مِنْهُ ، فَقَالَ : وَاللَّهِ مَا حَابَيْتُكَ بِهَا ، وَلَكِنِّي اسْتَتَرْتُ بِكَ مِنَ النَّارِ ، فَاسْتَتِرْ مِنْهَا مَا اسْتَطَعْتَ .
قَالَ
سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ : لَمَّا سَارَ
مُعَاوِيَةُ إِلَى
صِفِّينَ ، اسْتَعْمَلَ عَلَى دِمَشْقَ
فَضَالَةَ .
إِبْرَاهِيمُ بْنُ هِشَامٍ الْغَسَّانِيُّ : حَدَّثَنِي أَبِي ، عَنْ جَدِّي ، قَالَ : وَقَعَتْ
[ ص: 116 ] مِنْ رَجُلٍ مِائَةُ دِينَارٍ ، فَنَادَى : مَنْ وَجَدَهَا ، فَلَهُ عِشْرُونَ دِينَارًا ، فَأَقْبَلَ الَّذِي وَجَدَهَا . فَقَالَ : هَذَا مَالُكَ ، فَأَعْطِنِي الَّذِي جَعَلْتَ لِي . فَقَالَ : كَانَ مَالِي عِشْرِينَ وَمِائَةَ دِينَارٍ ، فَاخْتَصَمَا إِلَى
فَضَالَةَ ، فَقَالَ لِصَاحِبِ الْمَالِ : أَلَيْسَ كَانَ مَالُكَ مِائَةً وَعِشْرِينَ دِينَارًا كَمَا تَذْكُرُ ؟ قَالَ : بَلَى . وَقَالَ لِلْآخَرِ : أَنْتَ وَجَدْتَ مِائَةً ؟ قَالَ : نَعَمْ . قَالَ : فَاحْبِسْهَا وَلَا تُعْطِهِ ، فَلَيْسَ هُوَ بِمَالِهِ حَتَّى يَجِيءَ صَاحِبُهُ .
وَعَنْ
فَضَالَةَ ، قَالَ : لَأَنْ أَعْلَمَ أَنَّ اللَّهَ تَقَبَّلَ مِنِّي مِثْقَالَ حَبَّةٍ ، أَحَبُّ إِلَيَّ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا ; لِأَنَّهُ - تَعَالَى - يَقُولُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=27إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ .
أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ الْيَرْبُوعِيُّ : حَدَّثَنَا
مُعَاوِيَةُ بْنُ حَفْصٍ ، عَنْ
دَاوُدَ بْنِ مُهَاجِرٍ ، عَنِ
ابْنِ مُحَيْرِيزٍ ; سَمِعَ
فَضَالَةَ بْنَ عُبَيْدٍ ، وَقُلْتُ لَهُ : أَوْصِنِي ، قَالَ : خِصَالٌ يَنْفَعُكَ اللَّهُ بِهِنَّ ; إِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَعْرِفَ وَلَا تُعْرَفَ ، فَافْعَلْ ، وَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَسْمَعَ وَلَا تَكَلَّمَ ، فَافْعَلْ ، وَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَجْلِسَ وَلَا يُجْلَسَ إِلَيْكَ ، فَافْعَلْ .
قَدْ عُدَّ
فَضَالَةُ فِي كِبَارِ الْقُرَّاءِ . وَقِيلَ : لَكِنِ
ابْنُ عَامِرٍ تَلَا عَلَيْهِ .
سُفْيَانُ : عَنْ
مَنْصُورٍ ، عَنْ
هِلَالِ بْنِ يِسَافَ ، عَنْ
نُعَيْمِ بْنِ ذِي جَنَابٍ ، عَنْ
فَضَالَةَ بْنِ عُبَيْدٍ قَالَ : ثَلَاثٌ مِنَ الْفَوَاقِرِ ، إِمَامٌ إِنْ أَحْسَنْتَ ، لَمْ يَشْكُرْ ، وَإِنْ أَسَأْتَ ، لَمْ يَغْفِرْ . وَجَارٌ إِنْ رَأَى حَسَنَةً ، دَفَنَهَا ، وَإِنْ رَأَى سَيِّئَةً ،
[ ص: 117 ] أَفْشَاهَا ، وَزَوْجَةٌ إِنْ حَضَرْتَ ، آذَتْكَ ، وَإِنْ غِبْتَ ، خَانَتْكَ فِي نَفْسِهَا وَفِي مَالِكَ .
قَالَ
ابْنُ مَعِينٍ : دُفِنَ
فَضَالَةُ بِبَابِ الصَّغِيرِ .
وَقَالَ
الْمَدَائِنِيُّ وَغَيْرُهُ : مَاتَ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَخَمْسِينَ وَقَالَ
خَلِيفَةُ : تُوُفِّيَ سَنَةَ تِسْعٍ وَخَمْسِينَ .