الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      ولوطا إذ قال لقومه أتأتون الفاحشة وأنتم تبصرون

                                                                                                                                                                                                                                      ولوطا منصوب بمضمر معطوف على "أرسلنا" [ ص: 292 ] في صدر قصة صالح داخل معه في حيز القسم ، أي : وأرسلنا لوطا . وقوله تعالى : إذ قال لقومه ظرف للإرسال على أن المراد به أمر ممتد وقع فيه الإرسال وما جرى بينه وبين قومه من الأقوال والأحوال ، وقيل : انتصاب لوطا بإضمار اذكر ، و"إذ" بدل منه ، وقيل : بالعطف على "الذين آمنوا" ، أي : ونجينا لوطا ، وهو بعيد .

                                                                                                                                                                                                                                      أتأتون الفاحشة أي : الفعلة المتناهية في القبح والسماجة . وقوله تعالى : وأنتم تبصرون جملة حالية من فاعل "تأتون" مفيدة لتأكيد الإنكار وتشديد التوبيخ ، فإن تعاطي القبيح من العالم بقبحه أقبح وأشنع . و"تبصرون" من بصر القلب ، أي : أتفعلونها ، والحال أنكم تعلمون علما يقينيا بكونها كذلك ، وقيل : يبصرها بعضكم من بعض لما كانوا يعلنون بها .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية