قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=47وأن عليه النشأة الأخرى وأنه هو أغنى وأقنى وأنه هو رب الشعرى وأنه أهلك عادا الأولى وثمود فما أبقى وقوم نوح من قبل إنهم كانوا هم أظلم وأطغى والمؤتفكة أهوى فغشاها ما غشى فبأي آلاء ربك تتمارى nindex.php?page=treesubj&link=29024قوله تعالى : nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=47وأن عليه النشأة الأخرى أي إعادة الأرواح في الأشباح للبعث . وقرأ
ابن كثير وأبو عمرو " النشاءة " بفتح الشين والمد ; أي وعد ذلك ووعده صدق .
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=48وأنه هو أغنى وأقنى قال
ابن زيد : أغنى من شاء وأفقر من شاء ; ثم قرأ
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=62يبسط الرزق لمن يشاء من عباده ويقدر له وقرأ
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=245يقبض ويبسط واختاره
الطبري . وعن
ابن زيد أيضا
ومجاهد وقتادة والحسن : أغنى : مول ، وأقنى : أخدم . وقيل : أقنى جعل لكم قنية تقتنونها ، وهو معنى أخدم أيضا . وقيل : معناه أرضى بما أعطى أي أغناه ثم رضاه بما أعطاه ; قاله
ابن عباس . وقال
الجوهري : قني الرجل يقنى قنى ، مثل غني يغنى غنى ، وأقناه الله أي أعطاه الله
[ ص: 110 ] ما يقتنى من القنية والنشب . وأقناه الله أيضا أي رضاه . والقنى الرضا ، عن
أبي زيد قال : وتقول العرب : من أعطي مائة من المعز فقد أعطي القنى ، ومن أعطي مائة من الضأن فقد أعطي الغنى ، ومن أعطي مائة من الإبل فقد أعطي المنى . ويقال : أغناه الله وأقناه أي أعطاه ما يسكن إليه . وقيل :
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=48أغنى وأقنى أي أغنى نفسه وأفقر خلقه إليه ; قاله
سليمان التيمي . وقال
سفيان : أغنى بالقناعة وأقنى بالرضا . وقال
الأخفش : أقنى أفقر . قال
ابن كيسان : أولد . وهذا راجع لما تقدم .
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=49وأنه هو رب الشعرى الشعرى الكوكب المضيء الذي يطلع بعد الجوزاء ، وطلوعه في شدة الحر ، وهما الشعريان العبور التي في الجوزاء والشعرى الغميصاء التي في الذراع ; وتزعم العرب أنهما أختا
سهيل . وإنما ذكر أنه رب الشعرى وإن كان ربا لغيره ; لأن العرب كانت تعبده ; فأعلمهم الله جل وعز أن الشعرى مربوب ليس برب . واختلف فيمن كان يعبده ; فقال
nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي : كانت تعبده
حمير وخزاعة . وقال غيره : أول من عبده
أبو كبشة أحد أجداد النبي صلى الله عليه وسلم من قبل أمهاته ، ولذلك كان مشركو
قريش يسمون النبي صلى الله عليه وسلم ابن أبي كبشة حين دعا إلى الله وخالف أديانهم ; وقالوا : ما لقينا من ابن أبي كبشة !
nindex.php?page=hadith&LINKID=866282وقال أبو سفيان يوم الفتح وقد وقف في بعض المضايق وعساكر رسول الله صلى الله عليه وسلم تمر عليه : لقد أمر أمر ابن أبي كبشة . وقد كان من لا يعبد الشعرى من العرب يعظمها ويعتقد تأثيرها في العالم ، قال الشاعر :
مضى أيلول وارتفع الحرور وأخبت نارها الشعرى العبور
وقيل : إن العرب تقول في خرافاتها : إن سهيلا والشعرى كانا زوجين ، فانحدر سهيل فصار يمانيا ، فاتبعته الشعرى العبور فعبرت المجرة فسميت العبور ، وأقامت الغميصاء فبكت لفقد سهيل حتى غمصت عيناها فسميت غميصاء لأنها أخفى من الأخرى .
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=50وأنه أهلك عادا الأولى سماها الأولى لأنهم كانوا من قبل
ثمود . وقيل : إن
ثمود من قبل
عاد . وقال
ابن زيد : قيل لها
عاد الأولى لأنها أول أمة أهلكت بعد
نوح عليه السلام . وقال
ابن إسحاق : هما عادان ؛ فالأولى أهلكت بالريح الصرصر ، ثم كانت الأخرى فأهلكت بالصيحة . وقيل :
عاد الأولى هو
عاد بن إرم بن عوص بن سام بن نوح ،
وعاد الثانية من ولد
عاد الأولى ; والمعنى متقارب . وقيل : إن
عادا الآخرة الجبارون وهم قوم
هود . وقراءة العامة
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=50عادا الأولى ببيان التنوين والهمز . وقرأ
نافع وابن محيصن وأبو عمرو " عادا الاولى " بنقل حركة الهمزة إلى اللام وإدغام التنوين فيها ، إلا أن
nindex.php?page=showalam&ids=16810قالون والسوسي يظهران الهمزة الساكنة . وقلبها
الباقون واوا على أصلها ; والعرب تقلب هذا القلب فتقول : قم الآن عنا وضم لثنين أي قم الآن وضم الاثنين .
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=51وثمود فما أبقى ثمود هم قوم صالح أهلكوا بالصيحة . قرئ " ثمودا " وقد تقدم . وانتصب على العطف على
عاد .
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=52وقوم نوح من قبل أي وأهلك قوم
نوح من قبل
عاد وثمود [ ص: 111 ] nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=52إنهم كانوا هم أظلم وأطغى وذلك لطول مدة
نوح فيهم ، حتى كان الرجل فيهم يأخذ بيد ابنه فينطلق إلى
نوح عليه السلام فيقول : احذر هذا فإنه كذاب ، وإن أبي قد مشى بي إلى هذا وقال لي مثل ما قلت لك ; فيموت الكبير على الكفر ، وينشأ الصغير على وصية أبيه . وقيل : إن الكناية ترجع إلى كل من ذكر من
عاد وثمود وقوم
نوح ; أي كانوا أكفر من مشركي العرب وأطغى . فيكون فيه تسلية وتعزية للنبي صلى الله عليه وسلم ; فكأنه يقول له : فاصبر أنت أيضا فالعاقبة الحميدة لك .
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=53والمؤتفكة أهوى يعني
مدائن قوم لوط عليه السلام ائتفكت بهم ، أي : انقلبت وصار عاليها سافلها . يقال : أفكته أي قلبته وصرفته . أهوى أي خسف بهم بعد رفعها إلى السماء ; رفعها
جبريل ثم أهوى بها إلى الأرض . وقال
المبرد : جعلها تهوي . ويقال : هوى بالفتح يهوي هويا أي سقط و " أهوى " أي أسقط .
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=54فغشاها ما غشى أي ألبسها ما ألبسها من الحجارة ; قال الله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=15&ayano=74فجعلنا عاليها سافلها وأمطرنا عليها حجارة من سجيل وقيل : إن الكناية ترجع إلى جميع هذه الأمم ; أي غشاها من العذاب ما غشاهم ، وأبهم لأن كلا منهم أهلك بضرب غير ما أهلك به الآخر . وقيل : هذا تعظيم الأمر .
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=55فبأي آلاء ربك تتمارى أي فبأي نعم ربك تشك . والمخاطبة للإنسان المكذب . والآلاء النعم واحدها ألى وإلى وإلي . وقرأ
يعقوب " تمارى " بإدغام إحدى التاءين في الأخرى والتشديد .
قَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=47وَأَنَّ عَلَيْهِ النَّشْأَةَ الْأُخْرَى وَأَنَّهُ هُوَ أَغْنَى وَأَقْنَى وَأَنَّهُ هُوَ رَبُّ الشِّعْرَى وَأَنَّهُ أَهْلَكَ عَادًا الْأُولَى وَثَمُودَ فَمَا أَبْقَى وَقَوْمَ نُوحٍ مِنْ قَبْلُ إِنَّهُمْ كَانُوا هُمْ أَظْلَمَ وَأَطْغَى وَالْمُؤْتَفِكَةَ أَهْوَى فَغَشَّاهَا مَا غَشَّى فَبِأَيِ آلَاءِ رَبِّكَ تَتَمَارَى nindex.php?page=treesubj&link=29024قَوْلُهُ تَعَالَى : nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=47وَأَنَّ عَلَيْهِ النَّشْأَةَ الْأُخْرَى أَيْ إِعَادَةَ الْأَرْوَاحِ فِي الْأَشْبَاحِ لِلْبَعْثِ . وَقَرَأَ
ابْنُ كَثِيرٍ وَأَبُو عَمْرٍو " النَّشَاءَةَ " بِفَتْحِ الشِّينِ وَالْمَدِّ ; أَيْ وَعَدَ ذَلِكَ وَوَعْدُهُ صِدْقٌ .
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=48وَأَنَّهُ هُوَ أَغْنَى وَأَقْنَى قَالَ
ابْنُ زَيْدٍ : أَغْنَى مَنْ شَاءَ وَأَفْقَرَ مَنْ شَاءَ ; ثُمَّ قَرَأَ
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=62يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَهُ وَقَرَأَ
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=245يَقْبِضُ وَيَبْسُطُ وَاخْتَارَهُ
الطَّبَرِيُّ . وَعَنِ
ابْنِ زَيْدٍ أَيْضًا
وَمُجَاهِدٍ وَقَتَادَةَ وَالْحَسَنِ : أَغْنَى : مَوَّلَ ، وَأَقْنَى : أَخْدَمَ . وَقِيلَ : أَقْنَى جَعَلَ لَكُمْ قِنْيَةً تَقْتَنُونَهَا ، وَهُوَ مَعْنَى أَخْدَمَ أَيْضًا . وَقِيلَ : مَعْنَاهُ أَرْضَى بِمَا أَعْطَى أَيْ أَغْنَاهُ ثُمَّ رَضَّاهُ بِمَا أَعْطَاهُ ; قَالَهُ
ابْنُ عَبَّاسٍ . وَقَالَ
الْجَوْهَرِيُّ : قَنِيَ الرَّجُلُ يَقْنَى قِنًى ، مِثْلُ غَنِيَ يَغْنَى غِنًى ، وَأَقْنَاهُ اللَّهُ أَيْ أَعْطَاهُ اللَّهُ
[ ص: 110 ] مَا يُقْتَنَى مِنَ الْقِنْيَةِ وَالنَّشَبِ . وَأَقْنَاهُ اللَّهُ أَيْضًا أَيْ رَضَّاهُ . وَالْقِنَى الرِّضَا ، عَنْ
أَبِي زَيْدٍ قَالَ : وَتَقُولُ الْعَرَبُ : مَنْ أُعْطِيَ مِائَةً مِنَ الْمَعْزِ فَقَدْ أُعْطِيَ الْقِنَى ، وَمَنْ أُعْطِيَ مِائَةً مِنَ الضَّأْنِ فَقَدْ أُعْطِيَ الْغِنَى ، وَمَنْ أُعْطِيَ مِائَةً مِنَ الْإِبِلِ فَقَدْ أُعْطِيَ الْمُنَى . وَيُقَالُ : أَغْنَاهُ اللَّهُ وَأَقْنَاهُ أَيْ أَعْطَاهُ مَا يَسْكُنُ إِلَيْهِ . وَقِيلَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=48أَغْنَى وَأَقْنَى أَيْ أَغْنَى نَفْسَهُ وَأَفْقَرَ خَلْقَهُ إِلَيْهِ ; قَالَهُ
سُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ . وَقَالَ
سُفْيَانُ : أَغْنَى بِالْقَنَاعَةِ وَأَقْنَى بِالرِّضَا . وَقَالَ
الْأَخْفَشُ : أَقْنَى أَفْقَرَ . قَالَ
ابْنُ كَيْسَانَ : أَوْلَدَ . وَهَذَا رَاجِعٌ لِمَا تَقَدَّمَ .
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=49وَأَنَّهُ هُوَ رَبُّ الشِّعْرَى الشِّعْرَى الْكَوْكَبُ الْمُضِيءُ الَّذِي يَطْلُعُ بَعْدَ الْجَوْزَاءِ ، وَطُلُوعُهُ فِي شِدَّةِ الْحَرِّ ، وَهُمَا الشِّعْرَيَانِ الْعَبُورُ الَّتِي فِي الْجَوْزَاءِ وَالشِّعْرَى الْغُمَيْصَاءُ الَّتِي فِي الذِّرَاعِ ; وَتَزْعُمُ الْعَرَبُ أَنَّهُمَا أُخْتَا
سُهَيْلٍ . وَإِنَّمَا ذُكِرَ أَنَّهُ رَبُّ الشِّعْرَى وَإِنْ كَانَ رَبًّا لِغَيْرِهِ ; لِأَنَّ الْعَرَبَ كَانَتْ تَعْبُدُهُ ; فَأَعْلَمَهُمُ اللَّهُ جَلَّ وَعَزَّ أَنَّ الشِّعْرَى مَرْبُوبٌ لَيْسَ بِرَبٍّ . وَاخْتُلِفَ فِيمَنْ كَانَ يَعْبُدُهُ ; فَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14468السُّدِّيُّ : كَانَتْ تَعْبُدُهُ
حِمْيَرُ وَخُزَاعَةُ . وَقَالَ غَيْرُهُ : أَوَّلُ مَنْ عَبَدَهُ
أَبُو كَبْشَةَ أَحَدُ أَجْدَادِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ قِبَلِ أُمَّهَاتِهِ ، وَلِذَلِكَ كَانَ مُشْرِكُو
قُرَيْشٍ يُسَمُّونَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ابْنَ أَبِي كَبْشَةَ حِينَ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَخَالَفَ أَدْيَانَهُمْ ; وَقَالُوا : مَا لَقِينَا مِنَ ابْنِ أَبِي كَبْشَةَ !
nindex.php?page=hadith&LINKID=866282وَقَالَ أَبُو سُفْيَانَ يَوْمَ الْفَتْحِ وَقَدْ وَقَفَ فِي بَعْضِ الْمَضَايِقِ وَعَسَاكِرُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَمُرُّ عَلَيْهِ : لَقَدْ أَمِرَ أَمْرُ ابْنِ أَبِي كَبْشَةَ . وَقَدْ كَانَ مَنْ لَا يَعْبُدُ الشِّعْرَى مِنَ الْعَرَبِ يُعَظِّمُهَا وَيَعْتَقِدُ تَأْثِيرَهَا فِي الْعَالَمِ ، قَالَ الشَّاعِرُ :
مَضَى أَيْلُولُ وَارْتَفَعَ الْحَرُورُ وَأَخْبَتَ نَارَهَا الشِّعْرَى الْعَبُورُ
وَقِيلَ : إِنَّ الْعَرَبَ تَقُولُ فِي خُرَافَاتِهَا : إِنَّ سُهَيْلًا وَالشِّعْرَى كَانَا زَوْجَيْنِ ، فَانْحَدَرَ سُهَيْلٌ فَصَارَ يَمَانِيًّا ، فَاتَّبَعَتْهُ الشِّعْرَى الْعَبُورُ فَعَبَرَتِ الْمَجَرَّةَ فَسُمِّيَتِ الْعَبُورُ ، وَأَقَامَتِ الْغُمَيْصَاءُ فَبَكَتْ لِفَقْدِ سُهَيْلٍ حَتَّى غَمِصَتْ عَيْنَاهَا فَسُمِّيَتْ غُمَيْصَاءُ لِأَنَّهَا أَخْفَى مِنَ الْأُخْرَى .
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=50وَأَنَّهُ أَهْلَكَ عَادًا الْأُولَى سَمَّاهَا الْأُولَى لِأَنَّهُمْ كَانُوا مِنْ قِبَلِ
ثَمُودَ . وَقِيلَ : إِنَّ
ثَمُودَ مِنْ قِبَلِ
عَادٍ . وَقَالَ
ابْنُ زَيْدٍ : قِيلَ لَهَا
عَادٌ الْأُولَى لِأَنَّهَا أَوَّلُ أُمَّةٍ أُهْلِكَتْ بَعْدَ
نُوحٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ . وَقَالَ
ابْنُ إِسْحَاقَ : هُمَا عَادَانِ ؛ فَالْأُولَى أُهْلِكَتْ بِالرِّيحِ الصَّرْصَرِ ، ثُمَّ كَانَتِ الْأُخْرَى فَأُهْلِكَتْ بِالصَّيْحَةِ . وَقِيلَ :
عَادٌ الْأُولَى هُوَ
عَادُ بْنُ إِرَمَ بْنِ عَوْصِ بْنِ سَامِ بْنِ نُوحٍ ،
وَعَادٌ الثَّانِيَةُ مِنْ وَلَدِ
عَادٍ الْأُولَى ; وَالْمَعْنَى مُتَقَارِبٌ . وَقِيلَ : إِنَّ
عَادًا الْآخِرَةَ الْجَبَّارُونَ وَهُمْ قَوْمُ
هُودٍ . وَقِرَاءَةُ الْعَامَّةِ
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=50عَادًا الْأُولَى بِبَيَانِ التَّنْوِينِ وَالْهَمْزِ . وَقَرَأَ
نَافِعٌ وَابْنُ مُحَيْصِنٍ وَأَبُو عَمْرٍو " عَادًا الُاولَى " بِنَقْلِ حَرَكَةِ الْهَمْزَةِ إِلَى اللَّامِ وَإِدْغَامِ التَّنْوِينِ فِيهَا ، إِلَّا أَنَّ
nindex.php?page=showalam&ids=16810قَالُونَ وَالسُّوسِيُّ يُظْهِرَانِ الْهَمْزَةَ السَّاكِنَةَ . وَقَلَبَهَا
الْبَاقُونَ وَاوًا عَلَى أَصْلِهَا ; وَالْعَرَبُ تَقْلِبُ هَذَا الْقَلْبَ فَتَقُولُ : قُمِ الْآنَ عَنَّا وَضُمَّ لِثْنَيْنِ أَيْ قُمِ الْآنَ وَضُمَّ الِاثْنَيْنِ .
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=51وَثَمُودَ فَمَا أَبْقَى ثَمُودُ هُمْ قَوْمُ صَالِحٍ أُهْلِكُوا بِالصَّيْحَةِ . قُرِئَ " ثَمُودًا " وَقَدْ تَقَدَّمَ . وَانْتَصَبَ عَلَى الْعَطْفِ عَلَى
عَادٍ .
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=52وَقَوْمَ نُوحٍ مِنْ قَبْلُ أَيْ وَأَهْلَكَ قَوْمَ
نُوحٍ مِنْ قَبْلِ
عَادٍ وَثَمُودَ [ ص: 111 ] nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=52إِنَّهُمْ كَانُوا هُمْ أَظْلَمَ وَأَطْغَى وَذَلِكَ لِطُولِ مُدَّةِ
نُوحٍ فِيهِمْ ، حَتَّى كَانَ الرَّجُلُ فِيهِمْ يَأْخُذُ بِيَدِ ابْنِهِ فَيَنْطَلِقُ إِلَى
نُوحٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ فَيَقُولُ : احْذَرْ هَذَا فَإِنَّهُ كَذَّابٌ ، وَإِنَّ أَبِي قَدْ مَشَى بِي إِلَى هَذَا وَقَالَ لِي مِثْلَ مَا قُلْتُ لَكَ ; فَيَمُوتُ الْكَبِيرُ عَلَى الْكُفْرِ ، وَيَنْشَأُ الصَّغِيرُ عَلَى وَصِيَّةِ أَبِيهِ . وَقِيلَ : إِنَّ الْكِنَايَةَ تَرْجِعُ إِلَى كُلِّ مَنْ ذُكِرَ مِنْ
عَادٍ وَثَمُودَ وَقَوْمِ
نُوحٍ ; أَيْ كَانُوا أَكْفَرَ مِنْ مُشْرِكِي الْعَرَبِ وَأَطْغَى . فَيَكُونُ فِيهِ تَسْلِيَةٌ وَتَعْزِيَةٌ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ; فَكَأَنَّهُ يَقُولُ لَهُ : فَاصْبِرْ أَنْتَ أَيْضًا فَالْعَاقِبَةُ الْحَمِيدَةُ لَكَ .
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=53وَالْمُؤْتَفِكَةَ أَهْوَى يَعْنِي
مَدَائِنَ قَوْمِ لُوطٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ ائْتَفَكَتْ بِهِمْ ، أَيِ : انْقَلَبَتْ وَصَارَ عَالِيَهَا سَافِلَهَا . يُقَالُ : أَفَكْتُهُ أَيْ قَلَبْتُهُ وَصَرَفْتُهُ . أَهْوَى أَيْ خُسِفَ بِهِمْ بَعْدَ رَفْعِهَا إِلَى السَّمَاءِ ; رَفَعَهَا
جِبْرِيلُ ثُمَّ أَهْوَى بِهَا إِلَى الْأَرْضِ . وَقَالَ
الْمُبَرِّدُ : جَعَلَهَا تَهْوِي . وَيُقَالُ : هَوَى بِالْفَتْحِ يَهْوِي هُوِيًّا أَيْ سَقَطَ وَ " أَهْوَى " أَيْ أَسْقَطَ .
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=54فَغَشَّاهَا مَا غَشَّى أَيْ أَلْبَسَهَا مَا أَلْبَسَهَا مِنَ الْحِجَارَةِ ; قَالَ اللَّهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=15&ayano=74فَجَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهَا حِجَارَةً مِنْ سِجِّيلٍ وَقِيلَ : إِنَّ الْكِنَايَةَ تَرْجِعُ إِلَى جَمِيعِ هَذِهِ الْأُمَمِ ; أَيْ غَشَّاهَا مِنَ الْعَذَابِ مَا غَشَّاهُمْ ، وَأَبْهَمَ لِأَنَّ كُلًّا مِنْهُمْ أُهْلِكَ بِضَرْبٍ غَيْرِ مَا أُهْلِكَ بِهِ الْآخَرُ . وَقِيلَ : هَذَا تَعْظِيمُ الْأَمْرِ .
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=55فَبِأَيِ آلَاءِ رَبِّكَ تَتَمَارَى أَيْ فَبِأَيِ نِعَمِ رَبِّكَ تَشُكُّ . وَالْمُخَاطَبَةُ لِلْإِنْسَانِ الْمُكَذِّبِ . وَالْآلَاءُ النِّعَمُ وَاحِدُهَا أَلًى وَإِلًى وَإِلْيٌ . وَقَرَأَ
يَعْقُوبُ " تَّمَارَى " بِإِدْغَامِ إِحْدَى التَّاءَيْنِ فِي الْأُخْرَى وَالتَّشْدِيدِ .