الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            ( 445 ) فصل : ولا يجوز المسح على القلنسوة ، الطاقية ، نص عليه أحمد ، قال هارون الحمال : سئل أبو عبد الله عن المسح على الكلتة ؟ فلم يره ; وذلك لأنها لا تستر جميع الرأس في العادة ، ولا يدوم عليه ، وأما القلانس المبطنات ، كدنيات القضاة ، والنوميات ، فقال إسحاق بن إبراهيم ، قال أحمد : لا يمسح على القلنسوة وقال ابن المنذر : ولا نعلم أحدا قال بالمسح على القلنسوة ، إلا أن أنسا مسح على قلنسوته ; وذلك لأنها لا مشقة في نزعها ، فلم يجز المسح عليها كالكلتة ; ولأنها أدنى من العمامة غير المحنكة التي ليست لها ذؤابة .

                                                                                                                                            وقال أبو بكر الخلال : إن مسح إنسان على القلنسوة لم أر به بأسا ; لأن أحمد قال ، في رواية الميموني أنا أتوقاه . وإن ذهب إليه ذاهب لم يعنفه . قال الخلال : وكيف يعنفه ؟ وقد روي عن رجلين من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بأسانيد صحاح ، ورجال ثقات . فروى الأثرم ، بإسناده عن عمر ، أنه قال : إن شاء حسر عن رأسه ، وإن شاء مسح على قلنسوته وعمامته . وروى بإسناده ، عن أبي موسى ، أنه خرج من الخلاء ، فمسح على القلنسوة ; ولأنه ملبوس معتاد يستر الرأس ، فأشبه العمامة المحنكة ، وفارق العمامة التي ليست محنكة ولا ذؤابة لها ; لأنها منهي عنها .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية