الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          باب ما جاء كيف يكون الرجل في الفتنة

                                                                                                          2177 حدثنا عمران بن موسى القزاز البصري حدثنا عبد الوارث بن سعيد حدثنا محمد بن جحادة عن رجل عن طاوس عن أم مالك البهزية قالت ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم فتنة فقربها قالت قلت يا رسول الله من خير الناس فيها قال رجل في ماشيته يؤدي حقها ويعبد ربه ورجل آخذ برأس فرسه يخيف العدو ويخيفونه قال أبو عيسى وفي الباب عن أم مبشر وأبي سعيد وابن عباس وهذا حديث حسن غريب من هذا الوجه وقد رواه الليث بن أبي سليم عن طاوس عن أم مالك البهزية عن النبي صلى الله عليه وسلم [ ص: 334 ]

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          [ ص: 334 ] قوله : ( حدثنا عمران بن موسى ) بن حبان ( القزاز ) الليثي أبو عمرو ( البصري ) صدوق من العاشرة ( أخبرنا عبد الوارث بن سعيد ) بن ذكوان العنبري مولاهم أبو عبيدة التنوري البصري ثقة ثبت رمي بالقدر ، ولم يثبت عنه من الثامنة ( عن أم مالك البهزية ) صحابية لها حديث الباب كما في تهذيب التهذيب .

                                                                                                          قوله : ( ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم فتنة فقربها ) بتشديد الراء أي فعدها قريبة الوقوع ، قال الأشرف معناه وصفها للصحابة وصفا بليغا ، فإن من وصف عند أحد وصفا بليغا فكأنه قرب ذلك الشيء إليه ( قال رجل في ماشيته ) أي من الغنم ونحوها قال في المجمع : الماشية تقع على الإبل والبقر والغنم والأخير أكثر ( يؤدي حقها ) أي من زكاة وغيرها ( ورجل آخذ ) الصيغة اسم الفاعل أي ماسك ( يخيف العدو ) من الإخافة بمعنى التخويف أي يرتبط في بعض ثغور المسلمين يخوف الكفار ويخوفونه ، قال المظهر : يعني رجل هرب من الفتن وقتال المسلمين ، وقصد الكفار يحاربهم ويحاربونه ، يعني فيبقى سالما من الفتنة وغانما للأجر والمثوبة .

                                                                                                          قوله : ( وفي الباب عن أم مبشر وأبي سعيد الخدري وابن عباس ) أما حديث أم مبشر وهي الأنصارية فأخرجه ابن أبي الدنيا والطبراني كذا في الترغيب وأما حديث أبي سعيد الخدري فأخرجه البخاري عنه مرفوعا : يوشك أن يكون خير مال المسلم غنم يتبع بها شعف الجبال ومواقع القطر ، يفر بدينه من الفتن وأما حديث ابن عباس فأخرجه الترمذي في باب أي الناس خير من أبواب فضائل الجهاد .

                                                                                                          قوله : ( هذا حديث غريب ) وأخرجه أحمد .




                                                                                                          الخدمات العلمية