الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله ورسوله ولا تولوا عنه وأنتم تسمعون ولا تكونوا كالذين قالوا سمعنا وهم لا يسمعون إن شر الدواب عند الله الصم البكم الذين لا يعقلون ولو علم الله فيهم خيرا لأسمعهم ولو أسمعهم لتولوا وهم معرضون

                                                                                                                                                                                                                                        قوله عز وجل: إن شر الدواب عند الله الصم البكم الذين لا يعقلون أما الدواب فاسم لكل ما دب على الأرض من حيوانها لدبيبه عليها مشيا ، وكان بالخيل أخص. والمراد بشر الدواب الكفار لأنهم شر ما دب على الأرض من الحيوان. ثم قال: الصم لأنهم لا يسمعون الوعظ. البكم والأبكم هو المخلوق أخرس ، وإنما وصفهم بالبكم لأنهم لا يقرون بالله تعالى ولا بلوازم طاعته. الذين لا يعقلون يحتمل وجهين: أحدهما: لا يعقلون عن الله تعالى أمره ونهيه. والثاني: لا يعتبرون اعتبار العقلاء. قال ابن عباس : نزلت هذه الآية في بني عبد الدار. قوله عز وجل: ولو علم الله فيهم خيرا يحتمل وجهين: [ ص: 307 ] أحدهما: اهتداء.

                                                                                                                                                                                                                                        الثاني: إصغاء. لأسمعهم فيه ثلاثة تأويلات: أحدهما: لأسمعهم الحجج والمواعظ سماع تفهيم وتعليم ، قاله ابن جريج وابن زيد .

                                                                                                                                                                                                                                        الثاني: لأسمعهم كلام الذين طلبوا إحياءهم من قصي بن كلاب وغيره يشهدون بنبوتك قاله بعض المتأخرين. والثالث: لأسمعهم جواب كل ما يسألون عنه ، قاله الزجاج . ولو أسمعهم لتولوا وهم معرضون يحتمل وجهين: أحدهما: ولو أسمعهم الحجج والمواعظ لأعرضوا عن الإصغاء والتفهم. والثاني: ولو أجابهم إلى ما اقترحوه لأعرضوا عن التصديق.

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية