الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
اختيار هذا الخط
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
739 حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=12289أحمد بن منيع حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=17376يزيد بن هارون أخبرنا nindex.php?page=showalam&ids=15689الحجاج بن أرطاة عن nindex.php?page=showalam&ids=17298يحيى بن أبي كثير عن nindex.php?page=showalam&ids=16561عروة عن nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة قالت nindex.php?page=hadith&LINKID=663040فقدت رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة فخرجت فإذا هو بالبقيع فقال nindex.php?page=treesubj&link=2551_30538_31380_11349_28723أكنت تخافين أن يحيف الله عليك ورسوله قلت يا رسول الله إني ظننت أنك أتيت بعض نسائك فقال إن الله عز وجل ينزل ليلة النصف من شعبان إلى السماء الدنيا فيغفر لأكثر من عدد شعر غنم كلب وفي الباب عن أبي بكر الصديق قال أبو عيسى حديث عائشة لا نعرفه إلا من هذا الوجه من حديث الحجاج وسمعت nindex.php?page=showalam&ids=12070محمدا يضعف هذا الحديث وقال nindex.php?page=showalam&ids=17298يحيى بن أبي كثير لم يسمع من عروة nindex.php?page=showalam&ids=15689والحجاج بن أرطاة لم يسمع من nindex.php?page=showalam&ids=17298يحيى بن أبي كثير
( باب ما جاء في ليلة النصف من شعبان ) هي الليلة الخامسة عشر من شعبان وتسمى ليلة البراءة ، وذكر هذا الباب هنا استطراد لذكر شعبان وإلا فالكلام في الصيام ، قاله أبو الطيب المدني .
قوله : ( فقدت ) أي لم أجده قال في النهاية : فقدت الشيء أفقده إذا غاب عنك ( ليلة ) من ليالي تعني الليلة التي كان فيها عندي ( فإذا هو بالبقيع ) أي واقف فيه ، والمراد بالبقيع بقيع الغرقد وهو موضع بظاهر المدينة فيه قبور أهلها كان به شجر الغرقد فذهب وبقي اسمه ، كذا في النهاية ( أن يحيف ) أي يجور ويظلم ( الله عليك ورسوله ) ذكر الله تنويها لعظم شأنه عند ربه على [ ص: 365 ] حد nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=10إن الذين يبايعونك إنما يبايعون الله قال الطيبي : أو تزيينا للكلام وتحسينا ، أو حكاية لما وقع في الآية nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=50أم يخافون أن يحيف الله عليهم ورسوله وإشارة إلى التلازم بينهما كالإطاعة والمحبة ، قال : يعني ظننت أني ظلمتك بأن جعلت من نوبتك لغيرك ، وذلك مناف لمن تصدى بمنصب الرسالة .
( قلت : يا رسول الله ، ظننت أنك أتيت بعض نسائك ) أي زوجاتك لبعض مهماتك فأردت تحقيقها وحملني على هذا الغيرة الحاصلة للنساء التي تخرجهن عن دائرة العقل وحائزة التدبر للعاقبة من المعاتبة أو المعاقبة ، والحاصل أني ما ظننت أن يحيف الله ورسوله علي أو على غيري ، بل ظننت أنك بأمر من الله أو باجتهاد منك خرجت من عندي لبعض نسائك ؛ لأن عادتك أن تصلي النوافل في بيتك كذا في المرقاة ( إلى سماء الدنيا ) وفي رواية ابن ماجه : إلى السماء الدنيا ( nindex.php?page=hadith&LINKID=751480فيغفر لأكثر من عدد شعر غنم كلب ) أي قبيلة بني كلب ، وخصهم لأنهم أكثر غنما من سائر العرب . نقل nindex.php?page=showalam&ids=13658الأبهري عن الأزهار أن المراد بغفران أكثر عدد الذنوب المغفورة لا عدد أصحابها وهكذا رواه nindex.php?page=showalam&ids=13933البيهقي ، انتهى ذكره القاري وفي المشكاة زاد رزين : ممن استحق النار .
قوله : ( وفي الباب عن nindex.php?page=showalam&ids=1أبي بكر الصديق ) أخرجه البزار nindex.php?page=showalam&ids=13933والبيهقي بإسناد لا بأس به كذا في الترغيب والترهيب nindex.php?page=showalam&ids=16383للمنذري في باب الترهيب من التهاجر .
قوله : ( حديث عائشة لا نعرفه إلا من هذا الوجه ) وأخرجه ابن ماجه nindex.php?page=showalam&ids=13933والبيهقي ( وقال : nindex.php?page=showalam&ids=17330يحيى بن كثير لم يسمع من عروة إلخ ) فالحديث منقطع في موضعين : أحدهما ما بين الحجاج ويحيى . والآخر ما بين يحيى وعروة .
اعلم أنه قد ورد في nindex.php?page=treesubj&link=1265فضيلة ليلة النصف من شعبان عدة أحاديث مجموعها يدل على أن لها أصلا ، فمنها حديث الباب وهو منقطع ، ومنها حديث عائشة قالت : nindex.php?page=hadith&LINKID=875123قام رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من الليل فصلى فأطال السجود حتى ظننت أنه قد قبض ، فلما رأيت ذلك قمت حتى حركت إبهامه فتحرك فرجع ، فلما رفع رأسه من السجود وفرغ من صلاته قال : " يا عائشة أو يا حميراء أظننت [ ص: 366 ] أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قد خاس بك؟ " قلت : لا والله يا رسول الله ولكني ظننت أن قبضت طول سجودك ، قال " أتدري أي ليلة هذه؟ " قلت : الله ورسوله أعلم ، قال : " هذه ليلة النصف من شعبان إن الله -عز وجل- يطلع على عباده في ليلة النصف من شعبان فيغفر للمستغفرين ويرحم المسترحمين ويؤخر أهل الحقد كما هم " ، رواه nindex.php?page=showalam&ids=13933البيهقي . وقال : هذا مرسل جيد ويحتمل أن يكون العلاء أخذه من مكحول . قال الأزهري : يقال للرجل إذا غدر بصاحبه فلم يؤته حقه قد خاس به ، كذا في الترغيب والترهيب nindex.php?page=showalam&ids=16383للحافظ المنذري .
ومنها حديث معاذ بن جبل -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال : " nindex.php?page=hadith&LINKID=751481يطلع الله إلى جميع خلقه ليلة النصف من شعبان فيغفر لجميع خلقه إلا لمشرك أو مشاحن " ، قال المنذري في الترغيب بعد ذكره : رواه nindex.php?page=showalam&ids=14687الطبراني في الأوسط nindex.php?page=showalam&ids=13053وابن حبان في صحيحه nindex.php?page=showalam&ids=13933والبيهقي ، ورواه ابن ماجه بلفظه من حديث nindex.php?page=showalam&ids=110أبي موسى الأشعري nindex.php?page=showalam&ids=13863والبزار nindex.php?page=showalam&ids=13933والبيهقي من حديث nindex.php?page=showalam&ids=1أبي بكر الصديق -رضي الله عنه- بنحوه بإسناد لا بأس به ، انتهى كلام المنذري . قلت : في سند حديث nindex.php?page=showalam&ids=110أبي موسى الأشعري عند ابن ماجه عن لهيعة وهو ضعيف .
ومنها حديث عبد الله بن عمرو -رضي الله عنهما- nindex.php?page=hadith&LINKID=751482أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال : " يطلع الله -عز وجل- إلى خلقه ليلة النصف من شعبان فيغفر لعباده إلا لاثنين : مشاحن وقاتل نفس " ، قال المنذري : رواه أحمد بإسناد لين ، انتهى .
ومنها حديث مكحول عن كثير بن مرة nindex.php?page=hadith&LINKID=875126عن النبي -صلى الله عليه وسلم- في ليلة النصف من شعبان : " يغفر الله -عز وجل- لأهل الأرض إلا مشرك أو مشاحن " ، قال المنذري : رواه nindex.php?page=showalam&ids=13933البيهقي وقال : هذا مرسل جيد قال : ورواه nindex.php?page=showalam&ids=14687الطبراني nindex.php?page=showalam&ids=13933والبيهقي أيضا عن مكحول عن أبي ثعلبة -رضي الله عنه- nindex.php?page=hadith&LINKID=875127أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال : " يطلع الله إلى عباده ليلة النصف من شعبان فيغفر للمؤمنين ويمهل الكافرين ويدع أهل الحقد بحقدهم حتى يدعوه " ، قال nindex.php?page=showalam&ids=13933البيهقي : وهو أيضا بين مكحول وأبي ثعلبة مرسل جيد ، انتهى .
ومنها حديث علي -رضي الله عنه- قال : قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : nindex.php?page=hadith&LINKID=751483إذا كانت ليلة النصف من شعبان فقوموا ليلها وصوموا نهارها فإن الله ينزل فيها لغروب الشمس إلى السماء الدنيا فيقول : ألا من مستغفر فأغفر له ، ألا مسترزق فأرزقه ، ألا مبتلى فأعافيه ، ألا كذا ألا كذا حتى يطلع الفجر ، رواه ابن ماجه وفي سنده أبو بكر بن عبد الله بن محمد بن أبي سبرة القرشي العامري المدني ، قيل اسمه عبد الله وقيل محمد وقد ينسب إلى جده ، رموه بالوضع كذا في التقريب . وقال الذهبي في الميزان : ضعفه nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري وغيره . وروى عبد الله وصالح ابنا أحمد عن أبيهما قال : كان يضع [ ص: 367 ] الحديث . وقال nindex.php?page=showalam&ids=15397النسائي : متروك ، انتهى .
فهذه الأحاديث بمجموعها حجة على من زعم أنه لم يثبت في فضيلة ليلة النصف من شعبان شيء ، والله تعالى أعلم .
تنبيه :
اعلم أن nindex.php?page=treesubj&link=29068المراد من ليلة مباركة في قوله تعالى : إنا أنزلناه في ليلة مباركة إنا كنا منذرين فيها يفرق كل أمر حكيم عند الجمهور هي ليلة القدر ، وقيل هي ليلة النصف من شعبان ، وقول الجمهور هو الحق ، قال الحافظ ابن كثير : من قال : إنها ليلة النصف من شعبان فقد أبعد ، فإن نص القرآن أنها في رمضان ، انتهى .
وفي المرقاة شرح المشكاة قال جماعة من السلف : إن المراد في الآية هي ليلة النصف من شعبان إلا أن ظاهر القرآن ، بل صريحه يرده لإفادته في آية أنه نزل في رمضان وفي أخرى أنه نزل في ليلة القدر ولا تخالف بينهما ؛ لأن ليلة القدر من جملة رمضان ، وإذا ثبت أن هذا النزول ليلة القدر ثبت أن الليلة التي يفرق فيها كل أمر حكيم في الآية هي ليلة القدر لا ليلة النصف من شعبان ، ولا نزاع في أن ليلة نصف شعبان يقع فيها فرق كما صرح به الحديث ، وإنما النزاع في أنها المرادة من الآية والصواب أنها ليست مرادة منها ، وحينئذ يستفاد من الحديث والآية وقوع ذلك الفرق في كل من الليلتين إعلاما لمزيد شرفها ، ويحتمل أن يكون الفرق في أحدهما إجمالا وفي الأخرى تفصيلا أو تخص إحداهما بالأمور الدنيوية والأخرى بالأمور الأخروية ، وغير ذلك من الاحتمالات العقلية ، انتهى .
تنبيه آخر :
قال القاري في المرقاة : اعلم أن المذكور في اللآلئ أن مائة ركعة في نصف شعبان بالإخلاص عشر مرات في كل ركعة مع طول فضله للديلمي وغيره موضوع ، وفي بعض الرسائل قال علي بن إبراهيم : ومما أحدث nindex.php?page=treesubj&link=1265_28823في ليلة النصف من شعبان الصلاة الألفية مائة ركعة بالإخلاص عشرا عشرا بالجماعة ، واهتموا بها أكثر من الجمع والأعياد ، لم يأت بها خبر ولا أثر إلا ضعيف أو موضوع ولا تغتر بذكر صاحب القوت والإحياء وغيرهما ، وكان للعوام بهذه الصلاة افتتان عظيم حتى التزم بسببها كثرة الوقيد وترتب عليه من الفسوق وانتهاك المحارم ما يغني عن وصفه حتى خشي الأولياء من الخسف وهربوا فيها إلى البراري .
وأول حدوث لهذه الصلاة بيت المقدس سنة ثمان وأربعين وأربعمائة ، قال : وقد جعلها جهلة أئمة المساجد مع صلاة الرغائب ونحوهما شبكة لجمع العوام وطلبا لرياسة التقدم وتحصيل الحطام ، ثم إنه أقام الله أئمة الهدى في سعي إبطالها فتلاشى أمرها وتكامل إبطالها في البلاد المصرية والشامية في أوائل سني المائة الثامنة . قيل : أول حدوث الوقيد من البرامكة وكانوا عبدة النار ، فلما أسلموا أدخلوا في الإسلام ما يموهون أنه من سنن الدين ، ومقصودهم عبادة النيران حيث ركعوا [ ص: 368 ] وسجدوا مع المسلمين إلى تلك النيران ولم يأت في الشرع استحباب زيادة الوقيد على الحاجة في موضع ، وما يفعله عوام الحجاج من الوقيد بجبل عرفات وبالمشعر الحرام وبمنى فهو من هذا القبيل .
وقد أنكر الطرسوسي nindex.php?page=treesubj&link=28823الاجتماع ليلة الختم في التراويح ونصب المنابر وبين أنه بدعة منكرة . قال القاري -رحمه الله- : ما أفطنه وقد ابتلي به أهل الحرمين الشريفين حتى في ليالي الختم يحصل اجتماع من الرجال والنساء والصغار والعبيد ما لا يحصل في الجمعة والكسوف والعيد ، ويستقبلون النار ويستدبرون بيت الله الملك الجبار ، ويقفون على هيئة عبدة النيران في نفس المطاف حتى يضيق على الطائفين المكان ويشوشون عليهم وعلى غيرهم من الذاكرين والمصلين وقراء القرآن في ذلك الزمان ، فنسأل الله العفو والعافية والغفران والرضوان ، انتهى كلام القاري مختصرا .
تنبيه آخر :
لم أجد في nindex.php?page=treesubj&link=28823صوم يوم ليلة النصف من شعبان حديثا مرفوعا صحيحا ، وأما حديث علي -رضي الله عنه- الذي رواه ابن ماجه بلفظ : nindex.php?page=hadith&LINKID=751484إذا كانت ليلة النصف من شعبان فقوموا ليلها وصوموا نهارها إلخ فقد عرفت أنه ضعيف جدا ، ولعلي -رضي الله عنه- فيه حديث آخر وفيه : فإن أصبح في ذلك اليوم صائما كان صيام ستين سنة ماضية وستين سنة مستقبلة ، رواه nindex.php?page=showalam&ids=11890ابن الجوزي في الموضوعات وقال : موضوع وإسناده مظلم .
( باب ما جاء في ليلة النصف من شعبان ) هي الليلة الخامسة عشر من شعبان وتسمى ليلة البراءة ، وذكر هذا الباب هنا استطراد لذكر شعبان وإلا فالكلام في الصيام ، قاله أبو الطيب المدني .
قوله : ( فقدت ) أي لم أجده قال في النهاية : فقدت الشيء أفقده إذا غاب عنك ( ليلة ) من ليالي تعني الليلة التي كان فيها عندي ( فإذا هو بالبقيع ) أي واقف فيه ، والمراد بالبقيع بقيع الغرقد وهو موضع بظاهر المدينة فيه قبور أهلها كان به شجر الغرقد فذهب وبقي اسمه ، كذا في النهاية ( أن يحيف ) أي يجور ويظلم ( الله عليك ورسوله ) ذكر الله تنويها لعظم شأنه عند ربه على [ ص: 365 ] حد nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=10إن الذين يبايعونك إنما يبايعون الله قال الطيبي : أو تزيينا للكلام وتحسينا ، أو حكاية لما وقع في الآية nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=50أم يخافون أن يحيف الله عليهم ورسوله وإشارة إلى التلازم بينهما كالإطاعة والمحبة ، قال : يعني ظننت أني ظلمتك بأن جعلت من نوبتك لغيرك ، وذلك مناف لمن تصدى بمنصب الرسالة .
( قلت : يا رسول الله ، ظننت أنك أتيت بعض نسائك ) أي زوجاتك لبعض مهماتك فأردت تحقيقها وحملني على هذا الغيرة الحاصلة للنساء التي تخرجهن عن دائرة العقل وحائزة التدبر للعاقبة من المعاتبة أو المعاقبة ، والحاصل أني ما ظننت أن يحيف الله ورسوله علي أو على غيري ، بل ظننت أنك بأمر من الله أو باجتهاد منك خرجت من عندي لبعض نسائك ؛ لأن عادتك أن تصلي النوافل في بيتك كذا في المرقاة ( إلى سماء الدنيا ) وفي رواية ابن ماجه : إلى السماء الدنيا ( nindex.php?page=hadith&LINKID=751480فيغفر لأكثر من عدد شعر غنم كلب ) أي قبيلة بني كلب ، وخصهم لأنهم أكثر غنما من سائر العرب . نقل nindex.php?page=showalam&ids=13658الأبهري عن الأزهار أن المراد بغفران أكثر عدد الذنوب المغفورة لا عدد أصحابها وهكذا رواه nindex.php?page=showalam&ids=13933البيهقي ، انتهى ذكره القاري وفي المشكاة زاد رزين : ممن استحق النار .
قوله : ( وفي الباب عن nindex.php?page=showalam&ids=1أبي بكر الصديق ) أخرجه البزار nindex.php?page=showalam&ids=13933والبيهقي بإسناد لا بأس به كذا في الترغيب والترهيب nindex.php?page=showalam&ids=16383للمنذري في باب الترهيب من التهاجر .
قوله : ( حديث عائشة لا نعرفه إلا من هذا الوجه ) وأخرجه ابن ماجه nindex.php?page=showalam&ids=13933والبيهقي ( وقال : nindex.php?page=showalam&ids=17330يحيى بن كثير لم يسمع من عروة إلخ ) فالحديث منقطع في موضعين : أحدهما ما بين الحجاج ويحيى . والآخر ما بين يحيى وعروة .
اعلم أنه قد ورد في nindex.php?page=treesubj&link=1265فضيلة ليلة النصف من شعبان عدة أحاديث مجموعها يدل على أن لها أصلا ، فمنها حديث الباب وهو منقطع ، ومنها حديث عائشة قالت : nindex.php?page=hadith&LINKID=875123قام رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من الليل فصلى فأطال السجود حتى ظننت أنه قد قبض ، فلما رأيت ذلك قمت حتى حركت إبهامه فتحرك فرجع ، فلما رفع رأسه من السجود وفرغ من صلاته قال : " يا عائشة أو يا حميراء أظننت [ ص: 366 ] أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قد خاس بك؟ " قلت : لا والله يا رسول الله ولكني ظننت أن قبضت طول سجودك ، قال " أتدري أي ليلة هذه؟ " قلت : الله ورسوله أعلم ، قال : " هذه ليلة النصف من شعبان إن الله -عز وجل- يطلع على عباده في ليلة النصف من شعبان فيغفر للمستغفرين ويرحم المسترحمين ويؤخر أهل الحقد كما هم " ، رواه nindex.php?page=showalam&ids=13933البيهقي . وقال : هذا مرسل جيد ويحتمل أن يكون العلاء أخذه من مكحول . قال الأزهري : يقال للرجل إذا غدر بصاحبه فلم يؤته حقه قد خاس به ، كذا في الترغيب والترهيب nindex.php?page=showalam&ids=16383للحافظ المنذري .
ومنها حديث معاذ بن جبل -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال : " nindex.php?page=hadith&LINKID=751481يطلع الله إلى جميع خلقه ليلة النصف من شعبان فيغفر لجميع خلقه إلا لمشرك أو مشاحن " ، قال المنذري في الترغيب بعد ذكره : رواه nindex.php?page=showalam&ids=14687الطبراني في الأوسط nindex.php?page=showalam&ids=13053وابن حبان في صحيحه nindex.php?page=showalam&ids=13933والبيهقي ، ورواه ابن ماجه بلفظه من حديث nindex.php?page=showalam&ids=110أبي موسى الأشعري nindex.php?page=showalam&ids=13863والبزار nindex.php?page=showalam&ids=13933والبيهقي من حديث nindex.php?page=showalam&ids=1أبي بكر الصديق -رضي الله عنه- بنحوه بإسناد لا بأس به ، انتهى كلام المنذري . قلت : في سند حديث nindex.php?page=showalam&ids=110أبي موسى الأشعري عند ابن ماجه عن لهيعة وهو ضعيف .
ومنها حديث عبد الله بن عمرو -رضي الله عنهما- nindex.php?page=hadith&LINKID=751482أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال : " يطلع الله -عز وجل- إلى خلقه ليلة النصف من شعبان فيغفر لعباده إلا لاثنين : مشاحن وقاتل نفس " ، قال المنذري : رواه أحمد بإسناد لين ، انتهى .
ومنها حديث مكحول عن كثير بن مرة nindex.php?page=hadith&LINKID=875126عن النبي -صلى الله عليه وسلم- في ليلة النصف من شعبان : " يغفر الله -عز وجل- لأهل الأرض إلا مشرك أو مشاحن " ، قال المنذري : رواه nindex.php?page=showalam&ids=13933البيهقي وقال : هذا مرسل جيد قال : ورواه nindex.php?page=showalam&ids=14687الطبراني nindex.php?page=showalam&ids=13933والبيهقي أيضا عن مكحول عن أبي ثعلبة -رضي الله عنه- nindex.php?page=hadith&LINKID=875127أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال : " يطلع الله إلى عباده ليلة النصف من شعبان فيغفر للمؤمنين ويمهل الكافرين ويدع أهل الحقد بحقدهم حتى يدعوه " ، قال nindex.php?page=showalam&ids=13933البيهقي : وهو أيضا بين مكحول وأبي ثعلبة مرسل جيد ، انتهى .
ومنها حديث علي -رضي الله عنه- قال : قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : nindex.php?page=hadith&LINKID=751483إذا كانت ليلة النصف من شعبان فقوموا ليلها وصوموا نهارها فإن الله ينزل فيها لغروب الشمس إلى السماء الدنيا فيقول : ألا من مستغفر فأغفر له ، ألا مسترزق فأرزقه ، ألا مبتلى فأعافيه ، ألا كذا ألا كذا حتى يطلع الفجر ، رواه ابن ماجه وفي سنده أبو بكر بن عبد الله بن محمد بن أبي سبرة القرشي العامري المدني ، قيل اسمه عبد الله وقيل محمد وقد ينسب إلى جده ، رموه بالوضع كذا في التقريب . وقال الذهبي في الميزان : ضعفه nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري وغيره . وروى عبد الله وصالح ابنا أحمد عن أبيهما قال : كان يضع [ ص: 367 ] الحديث . وقال nindex.php?page=showalam&ids=15397النسائي : متروك ، انتهى .
فهذه الأحاديث بمجموعها حجة على من زعم أنه لم يثبت في فضيلة ليلة النصف من شعبان شيء ، والله تعالى أعلم .
تنبيه :
اعلم أن nindex.php?page=treesubj&link=29068المراد من ليلة مباركة في قوله تعالى : إنا أنزلناه في ليلة مباركة إنا كنا منذرين فيها يفرق كل أمر حكيم عند الجمهور هي ليلة القدر ، وقيل هي ليلة النصف من شعبان ، وقول الجمهور هو الحق ، قال الحافظ ابن كثير : من قال : إنها ليلة النصف من شعبان فقد أبعد ، فإن نص القرآن أنها في رمضان ، انتهى .
وفي المرقاة شرح المشكاة قال جماعة من السلف : إن المراد في الآية هي ليلة النصف من شعبان إلا أن ظاهر القرآن ، بل صريحه يرده لإفادته في آية أنه نزل في رمضان وفي أخرى أنه نزل في ليلة القدر ولا تخالف بينهما ؛ لأن ليلة القدر من جملة رمضان ، وإذا ثبت أن هذا النزول ليلة القدر ثبت أن الليلة التي يفرق فيها كل أمر حكيم في الآية هي ليلة القدر لا ليلة النصف من شعبان ، ولا نزاع في أن ليلة نصف شعبان يقع فيها فرق كما صرح به الحديث ، وإنما النزاع في أنها المرادة من الآية والصواب أنها ليست مرادة منها ، وحينئذ يستفاد من الحديث والآية وقوع ذلك الفرق في كل من الليلتين إعلاما لمزيد شرفها ، ويحتمل أن يكون الفرق في أحدهما إجمالا وفي الأخرى تفصيلا أو تخص إحداهما بالأمور الدنيوية والأخرى بالأمور الأخروية ، وغير ذلك من الاحتمالات العقلية ، انتهى .
تنبيه آخر :
قال القاري في المرقاة : اعلم أن المذكور في اللآلئ أن مائة ركعة في نصف شعبان بالإخلاص عشر مرات في كل ركعة مع طول فضله للديلمي وغيره موضوع ، وفي بعض الرسائل قال علي بن إبراهيم : ومما أحدث nindex.php?page=treesubj&link=1265_28823في ليلة النصف من شعبان الصلاة الألفية مائة ركعة بالإخلاص عشرا عشرا بالجماعة ، واهتموا بها أكثر من الجمع والأعياد ، لم يأت بها خبر ولا أثر إلا ضعيف أو موضوع ولا تغتر بذكر صاحب القوت والإحياء وغيرهما ، وكان للعوام بهذه الصلاة افتتان عظيم حتى التزم بسببها كثرة الوقيد وترتب عليه من الفسوق وانتهاك المحارم ما يغني عن وصفه حتى خشي الأولياء من الخسف وهربوا فيها إلى البراري .
وأول حدوث لهذه الصلاة بيت المقدس سنة ثمان وأربعين وأربعمائة ، قال : وقد جعلها جهلة أئمة المساجد مع صلاة الرغائب ونحوهما شبكة لجمع العوام وطلبا لرياسة التقدم وتحصيل الحطام ، ثم إنه أقام الله أئمة الهدى في سعي إبطالها فتلاشى أمرها وتكامل إبطالها في البلاد المصرية والشامية في أوائل سني المائة الثامنة . قيل : أول حدوث الوقيد من البرامكة وكانوا عبدة النار ، فلما أسلموا أدخلوا في الإسلام ما يموهون أنه من سنن الدين ، ومقصودهم عبادة النيران حيث ركعوا [ ص: 368 ] وسجدوا مع المسلمين إلى تلك النيران ولم يأت في الشرع استحباب زيادة الوقيد على الحاجة في موضع ، وما يفعله عوام الحجاج من الوقيد بجبل عرفات وبالمشعر الحرام وبمنى فهو من هذا القبيل .
وقد أنكر الطرسوسي nindex.php?page=treesubj&link=28823الاجتماع ليلة الختم في التراويح ونصب المنابر وبين أنه بدعة منكرة . قال القاري -رحمه الله- : ما أفطنه وقد ابتلي به أهل الحرمين الشريفين حتى في ليالي الختم يحصل اجتماع من الرجال والنساء والصغار والعبيد ما لا يحصل في الجمعة والكسوف والعيد ، ويستقبلون النار ويستدبرون بيت الله الملك الجبار ، ويقفون على هيئة عبدة النيران في نفس المطاف حتى يضيق على الطائفين المكان ويشوشون عليهم وعلى غيرهم من الذاكرين والمصلين وقراء القرآن في ذلك الزمان ، فنسأل الله العفو والعافية والغفران والرضوان ، انتهى كلام القاري مختصرا .
تنبيه آخر :
لم أجد في nindex.php?page=treesubj&link=28823صوم يوم ليلة النصف من شعبان حديثا مرفوعا صحيحا ، وأما حديث علي -رضي الله عنه- الذي رواه ابن ماجه بلفظ : nindex.php?page=hadith&LINKID=751484إذا كانت ليلة النصف من شعبان فقوموا ليلها وصوموا نهارها إلخ فقد عرفت أنه ضعيف جدا ، ولعلي -رضي الله عنه- فيه حديث آخر وفيه : فإن أصبح في ذلك اليوم صائما كان صيام ستين سنة ماضية وستين سنة مستقبلة ، رواه nindex.php?page=showalam&ids=11890ابن الجوزي في الموضوعات وقال : موضوع وإسناده مظلم .