الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
اختيار هذا الخط
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
ذكر nindex.php?page=treesubj&link=34037صلح معاوية nindex.php?page=showalam&ids=7246وقيس بن سعد
( وفيها جرى الصلح بين معاوية nindex.php?page=showalam&ids=7246وقيس بن سعد ، وكان قيس امتنع من ذلك وسبب امتناعه ) أن nindex.php?page=showalam&ids=5409عبيد الله بن عباس لما علم بما يريده الحسن من تسليم الأمر إلى معاوية كتب إلى معاوية يسأله الأمان لنفسه على ما أصاب من مال وغيره ، فأجابه على ذلك ، وأرسل nindex.php?page=showalam&ids=16447عبد الله بن عامر في جيش كثيف ، فخرج إليهم عبيد الله ليلا وترك جنده الذين هو عليهم بغير أمير وفيهم nindex.php?page=showalam&ids=7246قيس بن سعد ، فأمر ذلك الجند عليهم nindex.php?page=showalam&ids=7246قيس بن سعد وتعاقدوا هو وهم على قتال معاوية حتى يشرط لشيعة علي ولمن كان معه على دمائهم وأموالهم . وقيل : إن قيسا كان هو الأمير على ذلك الجيش ( في المقدمة ، على ما ذكرناه ، وكان شديد الكراهة لإمارة nindex.php?page=showalam&ids=33معاوية بن أبي سفيان ، فلما بلغه أن الحسن بن علي صالح معاوية اجتمع معه جمع كثير وبايعوه على قتال معاوية حتى يشترط [ ص: 9 ] لشيعة علي على دمائهم وأموالهم وما كانوا أصابوا في الفتنة ، فراسله معاوية يدعوه إلى طاعته ، وأرسل إليه بسجل ، وختم على أسفله وقال له : اكتب في هذا ما شئت فهو لك . فقال عمرو لمعاوية : لا تعطه هذا وقاتله . فقال معاوية : على رسلك فإنا لا نخلص إلى قتلهم حتى يقتلوا أعدادهم من أهل الشام ، فما خير العيش بعد ذلك ؟ فإني والله لا أقاتله أبدا حتى لا أجد من قتاله بدا .
فلما بعث إليه معاوية ذلك السجل اشترط قيس له ولشيعة علي الأمان على ما أصابوا من الدماء والأموال ، ولم يسأل في سجله ذلك مالا ، وأعطاه معاوية ما سأل ، ودخل قيس ومن معه في طاعته .
وكانوا يعدون دهاة الناس حين ثارت الفتنة خمسة يقال إنهم ذوو رأي العرب ومكيدتهم : معاوية ، وعمرو ، nindex.php?page=showalam&ids=19والمغيرة بن شعبة ، nindex.php?page=showalam&ids=7246وقيس بن سعد ، وعبد الله بن بديل الخزاعي ، وكان قيس وابن بديل مع علي ، وكان المغيرة معتزلا بالطائف ، ولما استقر الأمر لمعاوية دخل عليه nindex.php?page=showalam&ids=37سعد بن أبي وقاص فقال : السلام عليك أيها الملك ! فضحك معاوية وقال : ما كان عليك يا أبا إسحاق لو قلت : يا أمير المؤمنين ؟ فقال : أتقولها جذلان ضاحكا ؟ والله ما أحب أني وليتها بما وليتها به .