الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                            صفحة جزء
                                                            ( إ ذ ا ) : إذا لها معان أحدها أن تكون ظرفا لما يستقبل من الزمان وفيها معنى الشرط نحو إذا جئت أكرمتك والثاني أن تكون للوقت المجرد نحو قم إذا احمر البسر أي وقت احمراره والثالث أن تكون مرادفة للفاء فيجازى بها كقوله تعالى : { وإن تصبهم سيئة بما قدمت أيديهم إذا هم يقنطون } .

                                                            ومن الثاني قول الشافعي لو قال أنت طالق إذا لم أطلقك أو متى لم أطلقك ثم سكت زمانا يمكن فيه الطلاق ولم يطلق طلقت ومعناه اختصاصها بالحال إلا إذا علقها على شيء في المستقبل فيتأخر الطلاق إليه نحو إذا احمر البسر فأنت طالق ويعلق بها الممكن والمتيقن نحو إذا جاء زيد أو إذا جاء رأس الشهر وسيأتي في إن عن ثعلب فرق بين إذا وإن في بعض الصور وأما إذن فحرف جزاء ومكافأة قيل تكتب بالألف إشعارا بصورة الوقف عليها فإنه لا يوقف عليها إلا بالألف وهو مذهب البصريين وقيل تكتب بالنون وهو مذهب الكوفيين اعتبارا باللفظ لأنها عوض عن لفظ أصلي لأنه قد يقال أقوم فتقول إذن أكرمك فالنون عوض عن محذوف والأصل إذ تقوم أكرمك وللفرق بينهما وبين إذا [ ص: 11 ] في الصورة وهو حسن .

                                                            التالي السابق


                                                            الخدمات العلمية