[ ص: 157 ] قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=41nindex.php?page=treesubj&link=28981وإن كذبوك فقل لي عملي ولكم عملكم أنتم بريئون مما أعمل وأنا بريء مما تعملون .
أمر الله تعالى نبيه صلى الله عليه وسلم في هذه الآية الكريمة ، أن يظهر
nindex.php?page=treesubj&link=28802البراءة من أعمال الكفار القبيحة إنكارا لها ، وإظهارا لوجوب التباعد عنها ، وبين هذا المعنى في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=109&ayano=1قل ياأيها الكافرون [ 109 \ 1 ] ، إلى قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=109&ayano=6ولي دين [ 109 \ 6 ] ، ونظير ذلك قول
إبراهيم الخليل وأتباعه لقومه :
nindex.php?page=tafseer&surano=60&ayano=4إنا برآء منكم ومما تعبدون من دون الله \ الآية [ 60 \ 4 ] 30 .
وبين تعالى في موضع آخر أن اعتزال الكفار ، والأوثان ، والبراءة منهم من فوائده تفضل الله تعالى بالذرية الطيبة الصالحة ، وهو قوله في "
مريم " :
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=49فلما اعتزلهم وما يعبدون من دون الله وهبنا له إسحاق ويعقوب [ 49 ] ، إلى قوله : عليا [ 19 \ 50 ] .
وقال
ابن زيد ، وغيره : إن آية :
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=41وإن كذبوك فقل لي عملي الآية [ 10 \ 41 ] ، منسوخة بآيات السيف .
والظاهر أن معناها محكم ; لأن البراءة إلى الله من عمل السوء لا شك في بقاء مشروعيتها .
[ ص: 157 ] قَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=41nindex.php?page=treesubj&link=28981وَإِنْ كَذَّبُوكَ فَقُلْ لِي عَمَلِي وَلَكُمْ عَمَلُكُمْ أَنْتُمْ بَرِيئُونَ مِمَّا أَعْمَلُ وَأَنَا بَرِيءٌ مِمَّا تَعْمَلُونَ .
أَمَرَ اللَّهُ تَعَالَى نَبِيَّهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي هَذِهِ الْآيَةِ الْكَرِيمَةِ ، أَنْ يُظْهِرَ
nindex.php?page=treesubj&link=28802الْبَرَاءَةَ مِنْ أَعْمَالِ الْكُفَّارِ الْقَبِيحَةِ إِنْكَارًا لَهَا ، وَإِظْهَارًا لِوُجُوبِ التَّبَاعُدِ عَنْهَا ، وَبَيَّنَ هَذَا الْمَعْنَى فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=109&ayano=1قُلْ يَاأَيُّهَا الْكَافِرُونَ [ 109 \ 1 ] ، إِلَى قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=109&ayano=6وَلِيَ دِينِ [ 109 \ 6 ] ، وَنَظِيرُ ذَلِكَ قَوْلُ
إِبْرَاهِيمَ الْخَلِيلِ وَأَتْبَاعِهِ لِقَوْمِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=60&ayano=4إِنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ \ الْآيَةَ [ 60 \ 4 ] 30 .
وَبَيَّنَ تَعَالَى فِي مَوْضِعٍ آخَرَ أَنَّ اعْتِزَالَ الْكُفَّارِ ، وَالْأَوْثَانِ ، وَالْبَرَاءَةَ مِنْهُمْ مِنْ فَوَائِدِهِ تَفَضُّلُ اللَّهِ تَعَالَى بِالذُّرِّيَّةِ الطَّيِّبَةِ الصَّالِحَةِ ، وَهُوَ قَوْلُهُ فِي "
مَرْيَمَ " :
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=49فَلَمَّا اعْتَزَلَهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ [ 49 ] ، إِلَى قَوْلِهِ : عَلِيًّا [ 19 \ 50 ] .
وَقَالَ
ابْنُ زَيْدٍ ، وَغَيْرُهُ : إِنَّ آيَةَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=41وَإِنْ كَذَّبُوكَ فَقُلْ لِي عَمَلِي الْآيَةَ [ 10 \ 41 ] ، مَنْسُوخَةٌ بِآيَاتِ السَّيْفِ .
وَالظَّاهِرُ أَنَّ مَعْنَاهَا مُحْكَمٌ ; لِأَنَّ الْبَرَاءَةَ إِلَى اللَّهِ مِنْ عَمَلِ السُّوءِ لَا شَكَّ فِي بَقَاءِ مَشْرُوعِيَّتِهَا .