الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      الإعراب:

                                                                                                                                                                                                                                      من قرأ: {فلا ينزعنك في الأمر}; فمعناه: لا يستخفنك عن دينك، وقراءة الجماعة من (المنازعة) ، ولفظ النهي في القراءتين للكفار، والمراد به: النبي عليه الصلاة والسلام.

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله: ملة أبيكم إبراهيم : يجوز أن ينتصب {ملة} على تقدير: اتبعوا ملة أبيكم; فيوقف على: من حرج ، [ومن قال: إن نصبها على تقدير حذف الجار; والتقدير: كملة أبيكم، وهو قول الفراء; لم يقف على من حرج ].

                                                                                                                                                                                                                                      وكذلك من جعل {هو} من قوله: هو سماكم المسلمين لله عز وجل; [ ص: 472 ] وقف على: {إبراهيم} ، ومن جعلها لإبراهيم عليه السلام; لم يقف على: {إبراهيم} .

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله: وفي هذا ليكون : إن قدرت اللام متعلقة بـ {اجتباكم} ، أو {سماكم} ; لم يوقف على وفي هذا ، وإن قدرت متعلقة بفعل مضمر; جاز الوقف على: وفي هذا .

                                                                                                                                                                                                                                      * * *

                                                                                                                                                                                                                                      هذه السورة مكية سوى ثلاث آيات منها:

                                                                                                                                                                                                                                      قوله: هذان خصمان اختصموا إلى تمام ثلاث آيات [19-21]; فإنهن نزلن بالمدينة، قاله ابن عباس ومجاهد، وعن ابن عباس أيضا - واختلف عنه-: أنهن أربع آيات: من هذان خصمان إلى قوله: عذاب الحريق [19-22] وهذا على أن يعد {الحميم} [19]، و {والجلود} [20].

                                                                                                                                                                                                                                      وقال عطاء بن يسار: هن أربع [آيات: من: هذان خصمان ] [ ص: 473 ] إلى قوله: صراط الحميد [24] وهذا على ألا يعد {الحميم} و {والجلود} .

                                                                                                                                                                                                                                      قتادة: الحج مدنية إلا أربع آيات: من قوله: وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي إلا إذا تمنى ألقى الشيطان في أمنيته إلى: عذاب يوم عقيم [52-55]، فهن مكيات، [وقد تقدم ذكر ذلك].

                                                                                                                                                                                                                                      وعددها في المدنيين: ست وسبعون آية، وفي المكي: سبع، وفي الكوفي: ثمان، وفي البصري: خمس، وفي الشامي: أربع.

                                                                                                                                                                                                                                      اختلف منها في خمس آيات:

                                                                                                                                                                                                                                      من فوق رءوسهم الحميم [19]: كوفي.

                                                                                                                                                                                                                                      {والجلود} [20]: كوفي أيضا.

                                                                                                                                                                                                                                      وعاد وثمود [42]: الجماعة سوى الشامي.

                                                                                                                                                                                                                                      وقوم لوط [43]: مدنيان، ومكي، وكوفي.

                                                                                                                                                                                                                                      هو سماكم المسلمين [78]: مكي.

                                                                                                                                                                                                                                      * * *

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية