الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          3154 حدثنا محمد بن بشار وغير واحد قالوا حدثنا محمد بن بكر البرساني عن عبد الحميد بن جعفر أخبرني أبي عن ابن ميناء عن أبي سعد بن أبي فضالة الأنصاري وكان من الصحابة قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إذا جمع الله الناس يوم القيامة ليوم لا ريب فيه نادى مناد من كان أشرك في عمل عمله لله أحدا فليطلب ثوابه من عند غير الله فإن الله أغنى الشركاء عن الشرك قال أبو عيسى هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث محمد بن بكر

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          قوله : ( أخبرنا محمد بن بكر البرساني ) أبو عمان البصري ( قال أخبرني أبي ) هو جعفر بن عبد الله بن الحكم الأنصاري ثقة ، من الثالثة ( عن ابن ميناء ) اسمه زياد ، مقبول من الثالثة ( عن أبي سعيد بن أبي فضالة ) قال في تهذيب التهذيب : أبو سعد بن أبي فضالة الأنصاري الحارثي ، ويقال أبو سعيد بن فضالة بن أبي فضالة المدني ، روى عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ : إن الله تعالى أغنى الشركاء إلخ . روى عنه زياد بن ميناء ذكره ابن سعد في طبقة أهل الخندق .

                                                                                                          قوله : ( ليوم القيامة ) أي ليجزيهم فيه ( ليوم لا ريب فيه ) أي في وقوع ذلك اليوم ( أحدا ) منصوب على أنه مفعول أشرك : أي أحدا غير الله ( فإن الله أغنى الشركاء ) أي هو أغنى من يزعم أنهم شركاء ، على فرض أن لهم غنى ( عن الشرك ) أي عما يشركون به مما بينه وبين غيره في قصد العمل . والمعنى ما يقبل إلا ما كان خالصا لوجهه وابتغاء لمرضاته ، فاسم المصدر الذي هو الشرك [ ص: 476 ] مستعمل في معنى المفعول . وهذا الحديث أورده الترمذي ها هنا في تفسير قوله تعالى : فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحدا .

                                                                                                          قوله . ( هذا حديث غريب ) وأخرجه أحمد وابن ماجه وابن حبان في صحيحه والبيهقي .




                                                                                                          الخدمات العلمية