الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          3250 حدثنا أبو حفص عمرو بن علي الفلاس حدثنا أبو قتيبة سلم بن قتيبة حدثنا سهيل بن أبي حزم القطعي حدثنا ثابت البناني عن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا قال قد قال الناس ثم كفر أكثرهم فمن مات عليها فهو ممن استقام قال أبو عيسى هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه سمعت أبا زرعة يقول روى عفان عن عمرو بن علي حديثا ويروى في هذه الآية عن النبي صلى الله عليه وسلم وأبي بكر وعمر رضي الله عنهما معنى استقاموا

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          قوله : إن الذين قالوا ربنا الله وحده لا شريك له ثم استقاموا أي داموا أو ثبتوا على التوحيد ولم يلتفتوا إلى إله غير الله . قال جماعة من الصحابة والتابعين معنى الاستقامة إخلاص العمل لله تعالى . وقال قتادة وابن زيد : ثم استقاموا على طاعة الله . وقال الحسن : استقاموا على أمر الله فعملوا بطاعته واجتنبوا معاصيه . وقال ابن عباس ومجاهد وعكرمة : استقاموا على شهادة أن لا إله إلا الله حتى ماتوا ، وقيل غير ذلك . قلت : قول ابن عباس ومن تبعه هو الظاهر الموافق لحديث أنس الذي نحن في شرحه ( قد قال الناس ) وفي رواية أبي يعلى : قد قالها أناس ( ثم كفر أكثرهم ) يعني فليس هؤلاء الكفرة ممن استقاموا قوله : ( هذا حديث غريب ) وأخرجه النسائي في التفسير وأبو يعلى والبزار . وابن جرير . قوله : ( سمعت أبا زرعة يقول : روى عفان عن عمرو بن علي حديثا ) عفان هذا هو عفان بن مسلم . وهو من شيوخ عمرو بن علي الفلاس ، وروى هو عنه حديثا واحدا ، كما أن البخاري من شيوخ الترمذي وروى عنه حديثين كما عرفت في المقدمة .

                                                                                                          [ ص: 90 ]



                                                                                                          الخدمات العلمية