الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        وقالوا لولا أنـزل عليه ملك ؛ يعنون : على النبي - صلى الله عليه وسلم -؛ ولو أنـزلنا ملكا لقضي الأمر ثم لا ينظرون ؛ يعني - والله أعلم - أن الآيات مما لا يقع معه إنظار؛ ومعنى " لقضي الأمر " : أي : لتم بإهلاكهم؛ و " قضي " ؛ في اللغة؛ على ضروب؛ كلها يرجع إلى معنى انقطاع الشيء؛ وتمامه؛ فمنه قوله (تعالى) : ثم قضى أجلا وأجل مسمى عنده ؛ معناه : ثم حتم بعد ذلك فأتمه؛ ومنه : الأمر؛ وهو قوله : وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه ؛ معناه : أمر؛ إلا أنه أمر قاطع حتم؛ ومنه : الإعلام؛ وقوله : وقضينا إلى بني إسرائيل في الكتاب لتفسدن في الأرض مرتين ؛ أي : أعلمناهم إعلاما قاطعا؛ ومنه : القضاء الفصل في الحكم؛ وهو قوله : ولولا كلمة سبقت من ربك إلى أجل مسمى لقضي بينهم ؛ ومثل ذلك قولك : " قد قضى القاضي بين الخصوم " ؛ أي : قد قطع بينهم في الحكم؛ ومن ذلك " قد قضى فلان دينه " ؛ تأويله : " قطع ما لغريمه عليه " ؛ فأداه إليه؛ وقطع ما بينه وبينه؛ وكل ما أحكم فقد قضي؛ تقول : " قد قضيت هذا الثوب " ؛ و " قد قضيت هذه الدار " ؛ إذا عملتها؛ وأحكمت عملها؛ قال أبو ذؤيب الهذلي :


                                                                                                                                                                                                                                        وعليهما مسرودتان قضاهما ... داود أو صنع السوابغ تبع

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية