الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
مثل المنفق ماله في طاعة الله

مثل المنفق ماله في طاعة الله تعالى 45 قوله تعالى مثل الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله كمثل حبة أنبتت سبع [ ص: 12 ] سنابل في كل سنبلة مائة حبة والله يضاعف لمن يشاء والله واسع عليم كذاك الذي يتصدق بماله لوجه الله تعالى والله يضاعف لمن يشاء أي يضاعف له ثوابه في الآخرة بالتربية من واحد إلى سبعمائة وإلى سبعمائة ألف وإلى ألفي ألف إلى ما شاء الله من الإضعاف مما لا غاية له والله واسع يعني جواد بتلك الأضعاف وأضعاف الصدقة عليهم بما نووا فيها

ثم قال الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله ثم لا يتبعون ما أنفقوا منا على الله ولا أذى لصاحبها أي الفقير والمن على الله ألا يرى التوفيق منه فلهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون

ثم ذكر مثل من يمن على من يتصدق عليه بألا يرى التوفيق من الله تعالى ويؤذي الفقير فقال مثله كمثل كالذي ينفق ماله رئاء الناس ولا يؤمن بالله واليوم الآخر يعني لا يصدق بالبعث الذي فيه جزاء الأعمال فهذا منفق أنفق ماله فأبطل شركه إنفاقه وصدقته كما أبطل المن والأذى صدقة المؤمن

[ ص: 13 ] ثم ذكر مثل نفقة المصدق بالبعث المحتسب بالإيتاء يريد بها وجه الله تعالى من غير من ولا أذى فقال 45 ومثل الذين ينفقون أموالهم ابتغاء مرضات الله وتثبيتا من أنفسهم أي تحقيقا وتصديقا من قلوبهم (كمثل جنة بربوة أي بستان في بقعة مرتفعة طيبة (فأصابها وابل أي المطر الشديد (فآتت أكلها ضعفين أي أخرجت ثمرها ضعفين

التالي السابق


الخدمات العلمية