الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        [ ص: 270 ] وقوله : فإن يكفر بها هؤلاء ؛ أي : الذين قد كفروا؛ ويكفرون؛ ممن أرسلت إليه؛ فقد وكلنا بها قوما ليسوا بها بكافرين ؛ أي : قد وكلنا بالإيمان بها؛ وقيل في هذه ثلاثة أقوال؛ قيل : يعني بذلك الأنبياء الذين جرى ذكرهم آمنوا بما أتى به النبي - صلى الله عليه وسلم - في وقت مبعثهم؛ وقيل : يعني به الملائكة؛ وقيل أيضا : يعني به من آمن من أصحاب النبي وأتباعه؛ وهو - والله أعلم - يعني به الأنبياء الذين تقدموا ؛ لقوله - تبارك وتعالى - : أولئك الذين هدى الله فبهداهم اقتده ؛ أي : الأنبياء الذين ذكرناهم الذين هدى الله؛ فبهداهم اقتده ؛ أي : اصبر كما صبروا؛ فإن قومهم قد كذبوهم؛ فصبروا على ما كذبوا؛ وأوذوا؛ فاقتد بهم؛ وهذه الهاء التي في " اقتده " ؛ إنما تثبت في الوقف؛ تبين بها كسرة الدال؛ فإن وصلت قلت : " اقتد " ؛ قل لا أسألكم ؛ قال أبو إسحاق : والذي اختار من أثق بعلمه أن يوقف عند هذه الهاء؛ وكذلك في قوله : فيقول هاؤم اقرءوا كتابيه إني ظننت أني ملاق حسابيه ؛ وكذلك لم يتسنه ؛ وكذلك وما أدراك ما هيه ؛ وقد بينا ما في " يتسنه " ؛ في سورة " البقرة " ؛

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية