الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
اختيار هذا الخط
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
462 438 - والثاني : عن nindex.php?page=showalam&ids=16397عبد الله بن أبي بكر ، عن عباد بن تميم ، عن [ ص: 234 ] nindex.php?page=showalam&ids=4804عبد الله بن زيد المازني .
وفي حديث خبيب زيادة : " nindex.php?page=hadith&LINKID=953010ومنبري على حوضي " .
10258 - واختلف العلماء في nindex.php?page=treesubj&link=30700تأويل قوله ( عليه السلام ) : " nindex.php?page=hadith&LINKID=953009ما بين بيتي ومنبري روضة من رياض الجنة " . فقال : منهم قائلون : ترفع تلك البقعة يوم القيامة فتجعل روضة من الجنة . وقال آخرون : هذا على المجاز .
10259 - قال أبو عمر : يعنون أنه لما كان جلوسه وجلوس الناس إليه يتعلمون القرآن والدين والإيمان هنالك ; شبه ذلك الموضع بالروضة لكريم ما يجتنى فيها وأضافها إلى الجنة كما قال ( عليه الصلاة والسلام ) : " nindex.php?page=hadith&LINKID=953011الجنة تحت ظلال السيوف " يعني : أنه عمل يدخل المسلم الجنة .
10260 - وكما جاء في الحديث : " الأم باب من أبواب الجنة " يريد : أن برها يقود المسلم إلى الجنة .
[ ص: 235 ] 10261 - ومثل هذا معلوم من لسان العرب .
10262 - وقد استدلت طائفة من أصحابنا بهذا الحديث على nindex.php?page=treesubj&link=25504أن المدينة أفضل من مكة ، وركبوا عليه قوله ، صلى الله عليه وسلم : " nindex.php?page=hadith&LINKID=951772موضع سوط من الجنة خير من الدنيا وما فيها " .
10263 - وخالفهم آخرون فقالوا : لا يدخل هذا الحديث في تفضيل المدينة ، وإنما ورد تزهيدا في الدنيا وترغيبا في الآخرة ، وإعلاما بأن nindex.php?page=treesubj&link=30387_29497اليسير من الجنة خير من الدنيا وما فيها .
10264 - ومعلوم أن موضع ربع سوط في الجنة خير من الدنيا وما فيها والذي فيها .
10265 - والذي أقول به في هذا الباب أن البقاع أرض الله وخلقه فلا يجوز أن يفضل منها شيء على شيء إلا بتوقيف من يجب التسليم له بنقل لا مدفع فيه ولا تأويل .
10266 - وقد ثبت عن النبي - صلى الله عليه وسلم - في هذه المسألة ما يغني عن قول كل قائل ويقطع الخلاف فيها .
[ ص: 236 ] 10276 - وذلك ما رواه nindex.php?page=showalam&ids=17423يونس بن يزيد ، nindex.php?page=showalam&ids=16581وعقيل بن خالد ، وعبد الرحمن بن مسافر ، nindex.php?page=showalam&ids=16108وشعيب بن أبي حمزة ، nindex.php?page=showalam&ids=16214وصالح بن كيسان كلهم عن nindex.php?page=showalam&ids=13283ابن شهاب ، عن أبي سلمة ، عن عبد الله بن عدي بن الحمراء أنه سمع النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو واقف بالحزورة في سوق مكة وهو يقول : " nindex.php?page=hadith&LINKID=953013والله إنك لخير أرض الله وأحب أرض الله إلي ، ولولا أن أهلك أخرجوني منك ما خرجت " .
10268 - ورواه معمر ، عن nindex.php?page=showalam&ids=12300الزهري ، عن أبي سلمة ، عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة فوهم فيه إذ جعله لأبي سلمة عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة . وخالفه أصحاب nindex.php?page=showalam&ids=13283ابن شهاب فجعلوا الحديث لأبي سلمة عن عبد الله بن عدي بن الحمراء .
10269 - وقد قال nindex.php?page=showalam&ids=14327محمد بن يحيى الذهلي : يمكن أن يكون الحديث لأبي سلمة ، عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة ، وابن عدي بن الحمراء معا .
10270 - قال أبو عمر : هو حديث حسن صحيح ثابت عند جماعة أهل العلم بالحديث ولم يأت عن النبي - صلى الله عليه وسلم - من وجه صحيح شيء يعارضه .
10271 - وقد روى محمد بن الحسن بن زبالة وهو متروك الحديث ، مجمع على ترك الاحتجاج بحديثه ، وقد انفرد بهذا الحديث عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال في حين [ ص: 237 ] خروجه من مكة " اللهم إنك أخرجتني من أحب البقاع إلي فسكني أحب البقاع إليك " .
10272 - وهذا حديث لا يصح عند أهل العلم بالحديث ولا يختلفون في نكارته ووضعه .
10273 - وقد ذكر ابن وهب في جامعه ، قال : حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك بن أنس أن آدم لما أهبط إلى الأرض ، بالهند قال : يا رب هذه الأرض أحب إليك أن تعبد فيها ؟ قال : بل مكة . فسار آدم حتى أتى مكة فوجد عندها ملائكة يطوفون بالبيت فيعبدون الله تعالى . فقالوا : مرحبا يا آدم ، يا أبا البشر ، إنا ننتظرك هاهنا منذ ألفي سنة .
10274 - وقد زدنا هذا المعنى بيانا في " التمهيد " بالآثار والأسانيد .
10275 - وحسبك بمكة أن فيها بيت الله الذي رضي لعباده على الحط لأوزارهم وغفران ذنوبهم أن يقصدوه مرة واحدة في أعمارهم ، ولم يقبل من أحد صلاة إلا باستقبال جهته بصلاته إذا كان عالما بالجهة قادرا على التوجه إليها ، فهي قبلة أهل دينه أحياء وأمواتا ، والآثار عن السلف في nindex.php?page=treesubj&link=26423فضائل مكة كثيرة جدا ، وبالله التوفيق .
10276 - وأما قوله - صلى الله عليه وسلم - في هذا الحديث : " nindex.php?page=hadith&LINKID=953010ومنبري على حوضي " فزعم بعض أهل الكلام في معاني الآثار أنه أراد - والله أعلم - أن له منبرا يوم القيامة على حوضه - صلى الله عليه وسلم - كأنه قال : ولي أيضا على حوضي أدعو الناس إلى الحوض عليه ; لأن منبره ذلك على حوضه . 50 [ ص: 238 ]
10277 - وقال آخرون : يحتمل أن يكون الله - تعالى - يعيد ذلك المنبر بعينه فيكون يومئذ على حوضه ، والقول الأول أولى ، والله أعلم .
10278 - وقد ذكرنا الآثار المتواترة في الحوض في كتاب " التمهيد " والحمد لله .
10258 - واختلف العلماء في nindex.php?page=treesubj&link=30700تأويل قوله ( عليه السلام ) : " nindex.php?page=hadith&LINKID=953009ما بين بيتي ومنبري روضة من رياض الجنة " . فقال : منهم قائلون : ترفع تلك البقعة يوم القيامة فتجعل روضة من الجنة . وقال آخرون : هذا على المجاز .
10259 - قال أبو عمر : يعنون أنه لما كان جلوسه وجلوس الناس إليه يتعلمون القرآن والدين والإيمان هنالك ; شبه ذلك الموضع بالروضة لكريم ما يجتنى فيها وأضافها إلى الجنة كما قال ( عليه الصلاة والسلام ) : " nindex.php?page=hadith&LINKID=953011الجنة تحت ظلال السيوف " يعني : أنه عمل يدخل المسلم الجنة .
10260 - وكما جاء في الحديث : " الأم باب من أبواب الجنة " يريد : أن برها يقود المسلم إلى الجنة .
[ ص: 235 ] 10261 - ومثل هذا معلوم من لسان العرب .
10262 - وقد استدلت طائفة من أصحابنا بهذا الحديث على nindex.php?page=treesubj&link=25504أن المدينة أفضل من مكة ، وركبوا عليه قوله ، صلى الله عليه وسلم : " nindex.php?page=hadith&LINKID=951772موضع سوط من الجنة خير من الدنيا وما فيها " .
10263 - وخالفهم آخرون فقالوا : لا يدخل هذا الحديث في تفضيل المدينة ، وإنما ورد تزهيدا في الدنيا وترغيبا في الآخرة ، وإعلاما بأن nindex.php?page=treesubj&link=30387_29497اليسير من الجنة خير من الدنيا وما فيها .
10264 - ومعلوم أن موضع ربع سوط في الجنة خير من الدنيا وما فيها والذي فيها .
10265 - والذي أقول به في هذا الباب أن البقاع أرض الله وخلقه فلا يجوز أن يفضل منها شيء على شيء إلا بتوقيف من يجب التسليم له بنقل لا مدفع فيه ولا تأويل .
10266 - وقد ثبت عن النبي - صلى الله عليه وسلم - في هذه المسألة ما يغني عن قول كل قائل ويقطع الخلاف فيها .
[ ص: 236 ] 10276 - وذلك ما رواه nindex.php?page=showalam&ids=17423يونس بن يزيد ، nindex.php?page=showalam&ids=16581وعقيل بن خالد ، وعبد الرحمن بن مسافر ، nindex.php?page=showalam&ids=16108وشعيب بن أبي حمزة ، nindex.php?page=showalam&ids=16214وصالح بن كيسان كلهم عن nindex.php?page=showalam&ids=13283ابن شهاب ، عن أبي سلمة ، عن عبد الله بن عدي بن الحمراء أنه سمع النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو واقف بالحزورة في سوق مكة وهو يقول : " nindex.php?page=hadith&LINKID=953013والله إنك لخير أرض الله وأحب أرض الله إلي ، ولولا أن أهلك أخرجوني منك ما خرجت " .
10268 - ورواه معمر ، عن nindex.php?page=showalam&ids=12300الزهري ، عن أبي سلمة ، عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة فوهم فيه إذ جعله لأبي سلمة عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة . وخالفه أصحاب nindex.php?page=showalam&ids=13283ابن شهاب فجعلوا الحديث لأبي سلمة عن عبد الله بن عدي بن الحمراء .
10269 - وقد قال nindex.php?page=showalam&ids=14327محمد بن يحيى الذهلي : يمكن أن يكون الحديث لأبي سلمة ، عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة ، وابن عدي بن الحمراء معا .
10270 - قال أبو عمر : هو حديث حسن صحيح ثابت عند جماعة أهل العلم بالحديث ولم يأت عن النبي - صلى الله عليه وسلم - من وجه صحيح شيء يعارضه .
10271 - وقد روى محمد بن الحسن بن زبالة وهو متروك الحديث ، مجمع على ترك الاحتجاج بحديثه ، وقد انفرد بهذا الحديث عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال في حين [ ص: 237 ] خروجه من مكة " اللهم إنك أخرجتني من أحب البقاع إلي فسكني أحب البقاع إليك " .
10272 - وهذا حديث لا يصح عند أهل العلم بالحديث ولا يختلفون في نكارته ووضعه .
10273 - وقد ذكر ابن وهب في جامعه ، قال : حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك بن أنس أن آدم لما أهبط إلى الأرض ، بالهند قال : يا رب هذه الأرض أحب إليك أن تعبد فيها ؟ قال : بل مكة . فسار آدم حتى أتى مكة فوجد عندها ملائكة يطوفون بالبيت فيعبدون الله تعالى . فقالوا : مرحبا يا آدم ، يا أبا البشر ، إنا ننتظرك هاهنا منذ ألفي سنة .
10274 - وقد زدنا هذا المعنى بيانا في " التمهيد " بالآثار والأسانيد .
10275 - وحسبك بمكة أن فيها بيت الله الذي رضي لعباده على الحط لأوزارهم وغفران ذنوبهم أن يقصدوه مرة واحدة في أعمارهم ، ولم يقبل من أحد صلاة إلا باستقبال جهته بصلاته إذا كان عالما بالجهة قادرا على التوجه إليها ، فهي قبلة أهل دينه أحياء وأمواتا ، والآثار عن السلف في nindex.php?page=treesubj&link=26423فضائل مكة كثيرة جدا ، وبالله التوفيق .
10276 - وأما قوله - صلى الله عليه وسلم - في هذا الحديث : " nindex.php?page=hadith&LINKID=953010ومنبري على حوضي " فزعم بعض أهل الكلام في معاني الآثار أنه أراد - والله أعلم - أن له منبرا يوم القيامة على حوضه - صلى الله عليه وسلم - كأنه قال : ولي أيضا على حوضي أدعو الناس إلى الحوض عليه ; لأن منبره ذلك على حوضه . 50 [ ص: 238 ]
10277 - وقال آخرون : يحتمل أن يكون الله - تعالى - يعيد ذلك المنبر بعينه فيكون يومئذ على حوضه ، والقول الأول أولى ، والله أعلم .
10278 - وقد ذكرنا الآثار المتواترة في الحوض في كتاب " التمهيد " والحمد لله .