الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                        426 - مطرنا بفضل الله ورحمته ، ويتلو الآية إن شاء .

                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                        10003 م - روى ابن عيينة ، عن عمرو بن دينار ، عن ابن عباس في قوله عز وجل " وتجعلون رزقكم أنكم تكذبون " [ الواقعة : 82 ] قال ذلك في الأنواء ، وهو قول جماعة أهل التفسير للقرآن .

                                                                                                                        10004 - وروى سفيان بن عيينة ، عن إسماعيل بن أمية أن النبي - صلى الله عليه وسلم - سمع [ ص: 158 ] رجلا في بعض أسفاره يقول : مطرنا ببعض عثانين الأسد ، وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " كذبت بل هو سقيا الله - عز وجل - ورزقه " .

                                                                                                                        10004 م - قال سفيان عثانين الأسد : الذراع والجبهة .

                                                                                                                        10005 - وروي عن الحسن البصري أنه سمع رجلا يقول : طلع سهيل وبرد الليل ، فكره ذلك وقال : إن سهيلا لم يكن قط بحر ولا برد .

                                                                                                                        10005 م - وكره مالك أن يقول الرجل للغيم والسحابة : ما أخلفها للمطر .

                                                                                                                        10006 - وهذا من قول مالك مع روايتيه " إذا أنشأت بحرية " يدل على أن القوم احتاطوا فمنعوا الناس من الكلام بما فيه أدنى متعلق من أمر الجاهلية بقولهم : مطرنا بنوء كذا وكذا على ما فسرناه ، والله أعلم .

                                                                                                                        10007 - وقال الشافعي : في كتابه " المبسوط " في حديث النبي - صلى الله عليه وسلم - حاكيا عن الله - عز وجل - أصبح من عبادي مؤمن بي وكافر . . . الحديث .

                                                                                                                        10008 - قال : هذا كلام عربي محتمل المعاني .

                                                                                                                        10009 - وكان صلى الله عليه وسلم قد أوتي جوامع الكلم وإنما تكلم بهذا الكلام زمن الحديبية بين ظهراني قوم مؤمنين ومشركين ، فالمؤمن يقول : مطرنا بفضل الله ورحمته وذلك إيمان بالله ; لأنه لا يمطر ولا يعطي ولا يمنع إلا الله وحده لا النوء ; لأن النوء مخلوق لا يملك لنفسه شيئا ولا لغيره ، وإنما هو وقت .

                                                                                                                        10010 - ومن قال : مطرنا بنوء كذا يريد في وقت كذا فهو كقوله ، مطرنا في شهر كذا وهذا لا يكون كفرا .

                                                                                                                        [ ص: 159 ] 10011 - ومن قال بقول أهل الشرك من الجاهلية الذين كانوا يضيفون المطر إلى النوء أنه أمطره فهذا كفر يخرج من ملة الإسلام .

                                                                                                                        10012 - والذي أحب أن يقول الإنسان : مطرنا في وقت كذا ولا يقول بنوء كذا وإن كان النوء هو الوقت .

                                                                                                                        10013 - قال أبو عمر : النوء في كلام العرب واحد أنواء : النجوم .

                                                                                                                        10014 - وبعضهم يجعله الطالع وأكثرهم يجعله الساقط .

                                                                                                                        10015 - وقد سمى منازل القمر كلها أنواء ، وهي ثمان وعشرون منزلة قد أفردت لذكرها جزءا ، وقد ذكرها الناس كثيرا .

                                                                                                                        10016 - وقد أوضحنا القول في الأنواء في " التمهيد " .

                                                                                                                        10017 - وأما قوله - صلى الله عليه وسلم - في حديث ابن عيينة ، عن عمرو بن دينار ، عن عتاب بن حنين ، عن أبي سعيد الخدري أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : " لو أمسك الله القطر على عباده خمس سنين ثم أرسله لأصبحت طائفة من الناس به كافرين ، يقول : مطرنا بنوء المجدح " فمعناه كمعنى حديث مالك هذا .

                                                                                                                        10018 - وأما المجدح فإن الخليل زعم أنه نجم كانت العرب تزعم أنها تمطر به .

                                                                                                                        [ ص: 160 ] 10019 - فيقال : أرسلت السماء بمجادح الغيث .

                                                                                                                        10020 - ويقال : مجدح ومجدح بالكسر والضم .

                                                                                                                        10021 - حدثنا أحمد بن محمد بن أحمد ، قال : حدثنا أحمد بن الفضل ، قال : حدثنا أحمد بن الحسن ، قال : قال : حدثنا يحيى بن معين ، قال : حدثنا يحيى بن زكريا ، عن عبد العزيز بن صهيب ، عن أنس بن مالك قال : قال رسول الله ، صلى الله عليه وسلم : " ثلاث لن يزلن في أمتي التفاخر بالأنساب والنياحة والأنواء " .

                                                                                                                        10022 - يعني : النياحة على الموتى والاستمطار بالنجوم .




                                                                                                                        الخدمات العلمية