الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                        معلومات الكتاب

                                                                                                        نصب الراية في تخريج أحاديث الهداية

                                                                                                        الزيلعي - جمال الدين عبد الله بن يوسف الزيلعي

                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                        ( ومن جن في رمضان كله لم يقضه ) خلافا لمالك رحمه الله ، هو يعتبره بالإغماء . ولنا أن المسقط هو الحرج ، والإغماء لا يستوعب الشهر عادة فلا حرج ، والجنون يستوعبه فيتحقق الحرج . ( وإن أفاق المجنون في بعضه قضى ما مضى ) خلافا لزفر والشافعي رحمهما الله ، هما يقولان : لم يجب عليه الأداء لانعدام الأهلية ، والقضاء مرتب عليه وصار كالمستوعب . ولنا أن السبب قد وجد وهو الشهر ، والأهلية بالذمة ، وفي الوجوب فائدة وهو صيرورته مطلوبا على وجه لا يحرج في أدائه ، بخلاف المستوعب لأنه يحرج في الأداء فلا فائدة ، وتمامه في الخلافيات ، ثم [ ص: 34 ] لا فرق بين الأصلي والعارض ، قيل : هذا في ظاهر الرواية .

                                                                                                        وعن محمد رحمه الله أنه فرق بينهما ، لأن إذا بلغ مجنونا التحق بالصبي فانعدم الخطاب ، بخلاف ما إذا بلغ عاقلا ثم جن ، وهذا مختار بعض المتأخرين .

                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                        الخدمات العلمية