الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                وقال الذي نجا منهما وادكر بعد أمة أنا أنبئكم بتأويله فأرسلون

                                                                                                                                                                                                قرئ: "وادكر" بالدال، وهو الفصيح، وعن الحسن: "واذكر" بالذال المعجمة، والأصل: تذكر، أي: تذكر الذي نجا من الفتيين من القتل يوسف وما شاهد منه، بعد أمة : بعد مدة طويلة، وذلك أنه حين استفتى الملك في رؤياه وأعضل على الملأ تأويلها، تذكر الناجي يوسف وتأويله رؤياه ورؤيا صاحبه، وطلبه إليه أن يذكره عند الملك، وقرأ الأشهب العقيلي : "بعد إمة" بكسر الهمزة، والإمة: النعمة، قال عدي [من الخفيف]:


                                                                                                                                                                                                ثم بعد الفلاح والملك والإم ... ة وارتهم هناك القبور



                                                                                                                                                                                                أي: بعدما أنعم عليه بالنجاة، وقرئ: "بعد أمه": بعد نسيان، يقال: أمه يأمه أمها، إذا نسي، ومن قرأ بسكون الميم فقد خطئ، أنا أنبئكم بتأويله : أنا أخبركم [ ص: 292 ] به عمن عنده علمه، وفي قراءة الحسن: "أنا آتيكم بتأويله"، فأرسلون : فابعثوني إليه لأسأله، ومروني باستعباره، وعن ابن عباس : لم يكن السجن في المدينة.

                                                                                                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                                                                                                الخدمات العلمية