إسلام ويب - معارج القبول بشرح سلم الوصول إلى علم الأصول - متن منظومة سلم الوصول - فصل يجمع معنى حديث جبريل المشهور في تعليمنا الدين وأنه ينقسم إلى ثلاث- الجزء رقم1
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
اختيار هذا الخط
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
فصل يجمع معنى حديث جبريل المشهور في تعليمنا الدين ، وأنه ينقسم إلى ثلاث مراتب : الإسلام ، والإيمان ، والإحسان ، وبيان أركان كل منها .
اعلم بأن الدين قول وعمل فاحفظه وافهم ما عليه ذا اشتمل [ ص: 38 ] كفاك ما قد قاله الرسول إذ جاءه يسأله جبريل على مراتب ثلاث فصله جاءت على جميعه مشتمله الاسلام والإيمان والإحسان والكل مبني على أركان فقد أتى nindex.php?page=treesubj&link=28633الإسلام مبني على خمس فحقق وادر ما قد نقلا أولها الركن الأساس الأعظم وهو الصراط المستقيم الأقوم ركن الشهادتين فاثبت واعتصم بالعروة الوثقى التي لا تنفصم وثانيا إقامة الصلاة وثالثا تأدية الزكاة والرابع الصيام فاسمع واتبع والخامس الحج على من يستطع فتلك خمسة nindex.php?page=treesubj&link=28653_28733_28737_30172_30179وللإيمان ستة أركان بلا نكران إيماننا بالله ذي الجلال وما له من صفة الكمال وبالملائكة الكرام البرره وكتبه المنزلة المطهره ورسله الهداة للأنام من غير تفريق ولا إيهام أولهم نوح بلا شك كما أن محمدا لهم قد ختما وخمسة منهم أولوا العزم الألى في سورة الأحزاب والشورى تلا وبالمعاد أيقن بلا تردد ولا ادعا علم بوقت الموعد لكننا نؤمن من غير امترا بكل ما قد صح عن خير الورى من ذكر آيات تكون قبلها وهي علامات وأشراط لها ويدخل الإيمان بالموت وما من بعده على العباد حتما وأن كلا مقعد مسئول ما الرب ما الدين وما الرسول ؟ [ ص: 39 ] وعند ذا يثبت المهيمن بثابت القول الذين آمنوا ويوقن المرتاب عند ذلك بأن ما مورده المهالك وباللقا والبعث والنشور وبقيامنا من القبور غرلا حفاة كجراد منتشر يقول ذو الكفران : ذا يوم عسر ويجمع الخلق ليوم الفصل جميعهم علويهم والسفلي في موقف يجل فيه الخطب ويعظم الهول به والكرب وأحضروا للعرض والحساب وانقطعت علائق الأنساب وارتكمت سجائب الأهوال وانعجم البليغ في المقال وعنت الوجوه للقيوم واقتص من ذي الظلم للمظلوم وساوت الملوك للأجناد وجيء بالكتاب والأشهاد وشهدت الأعضاء والجوارح وبدت السوءآت والفضائح وابتليت هنالك السرائر وانكشف المخفي في الضمائر ونشرت صحائف الأعمال تؤخذ باليمين والشمال طوبى لمن يأخذ باليمين كتابه بشرى بحور عين والويل للآخذ بالشمال وراء ظهر للجحيم صالي والوزن بالقسط فلا ظلم ولا يؤخذ عبد بسوى ما عملا فبين ناج راجح ميزانه ومقرف أوبقه عدوانه وينصب الجسر بلا امتراء كما أتى في محكم الأنباء يجوزه الناس على أحوال بقدر كسبهم من الأعمال [ ص: 40 ] فبين مجتاز إلى الجنان ومسرف يكب في النيران والنار والجنة حق وهما موجودتان لا فناء لهما وحوض خير الخلق حق وبه يشرب في الأخرى جميع حزبه كذا له nindex.php?page=treesubj&link=30373_25036الشفاعة العظمى كما قد خصه الله بها تكرما من بعد إذن الله لا كما يرى كل قبوري على الله افترى يشفع أولا إلى الرحمن في فصل القضاء بين أهل الموقف من بعد أن يطلبها الناس إلى كل أولي العزم الهداة الفضلا وثانيا يشفع في استفتاح دار النعيم لأولي الفلاح هذا وهاتان الشفاعتان قد خصتا به بلا نكران وثالثا يشفع في أقوام ماتوا على دين الهدى الإسلام وأوبقتهم كثرة الآثام فأدخلوا النار بذا الإجرام أن يخرجوا منها إلى الجنان بفضل رب العرض ذي الإحسان وبعده يشفع كل مرسل وكل عبد ذي صلاح وولي ويخرج الله من النيران جميع من مات على الإيمان في نهر الحياة يطرحونا فحما فيحيون وينبتونا كأنما ينبت في هيئاته حب حميل السيل في حافاته والسادس الإيمان بالأقدار فأيقنن بها ولا تمار فكل شيء بقضاء وقدر والكل في أم الكتاب مستطر لا نوء لا عدوى ولا طير ولا عما قضى الله تعالى حولا لا غول لا هامة لا ولا صفر كما بذا أخبر سيد البشر [ ص: 41 ] وثالث nindex.php?page=treesubj&link=28855_19802مرتبة الإحسان وتلك أعلاها لدى الرحمن وهو رسوخ القلب في العرفان حتى يكون الغيب كالعيان .