الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
فصل

قال الدرجة الثالثة : التخلق بتصفية الخلق . ثم الصعود عن تفرقة التخلق . ثم التخلق بمجاوزة الأخلاق .

هذه الدرجة ثلاثة أشياء .

أحدها : تصفية الخلق بتكميل ما ذكر في الدرجتين قبله . فيصفيه من كل شائبة وقذى ومشوش . فإذا فعلت ذلك صعدت من تفرقته إلى جمعيتك على الله . فإن التخلق والتصوف تهذيب واستعداد للجمعية . وإنما سماه تفرقة : لأنه اشتغال بالغير . والسلوك يقتضي الإقبال بالكلية ، والاشتغال بالرب وحده عما سواه .

ثم يصعد إلى ما فوق ذلك . وهو مجاوزة الأخلاق كلها بأن يغيب عن الخلق والتخلق . وهذه الغيبة لها مرتبتان عندهم .

إحداهما : الاشتغال بالله عز وجل عن كل ما سواه .

والثانية : الفناء في الفردانية التي يسمونها حضرة الجمع وهي أعلى الغايات [ ص: 310 ] عندهم . وهي موهبية لا كسبية . لكن العبد إذا تعرض وصدق في الطلب : رجي له الظفر بمطلوبه . والله أعلم .

التالي السابق


الخدمات العلمية