nindex.php?page=treesubj&link=28995_20009_20011_28723_29694_31009_32630_34134_34288_34348nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=62إنما المؤمنون الذين آمنوا بالله ورسوله وإذا كانوا معه على أمر جامع لم يذهبوا حتى يستأذنوه إن الذين يستأذنونك أولئك الذين يؤمنون بالله ورسوله فإذا استأذنوك لبعض شأنهم فأذن لمن شئت منهم واستغفر لهم الله إن الله غفور رحيم nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=62إنما المؤمنون الذين آمنوا بالله ورسوله استئناف جيء به في أواخر الأحكام السابقة تقريرا لها وتأكيدا لوجوب مراعاتها وتكميلا لها ببيان بعض آخر من جنسها ، وإنما ذكر الإيمان بالله ورسوله في حيز الصلة للموصول الواقع خبرا للمبتدأ مع تضمنه له قطعا تقريرا لما قبله وتمهيدا لما بعده وإيذانا بأنه حقيق بأن يجعل قرينا للإيمان بهما منتظما في سلكه ، فقوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=62وإذا كانوا معه على أمر جامع إلخ معطوف على "آمنوا" داخل معه في حيز الصلة ، أي : إنما الكاملون في الإيمان الذين آمنوا بالله ورسوله عن صميم قلوبهم وأطاعوهما في جميع الأحكام التي من جملتها ما فصل من قبل من الأحكام المتعلقة بعامة أحوالهم المطردة في الوقوع وأحوالهم الواقعة بحسب الاتفاق كما إذا كانوا معه صلى الله عليه وسلم على أمر مهم يجب اجتماعهم في شأنه كالجمعة والأعياد والحروب وغيرها من الأمور الداعية إلى اجتماع أولي الآراء والتجارب ووصف الأمر بالجمع للمبالغة . وقرئ : "أمر جميع" .
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=62لم يذهبوا أي : من المجمع مع كون ذلك الأمر مما لا يوجب حضورهم لا محالة كما عند إقامة الجمعة ولقاء العدو بل يسوغ التخلف عنه .
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=62حتى يستأذنوه صلى الله عليه وسلم في الذهاب لا على أن نفس الاستئذان غاية لعدم الذهاب بل الغاية هي الإذن المنوط برأيه صلى الله وعليه وسلم ، والاقتصار على ذكره لأنه الذي يتم من قبلهم وهو المعتبر في كمال الإيمان لا الإذن ولا الذهاب المترتب عليه ، واعتباره في ذلك لما أنه كالمصداق لصحته والمميز للمخلص فيه عن المنافق فإن ديدنه التسلل للفرار ، ولتعظيم ما في الذهاب بغير إذنه صلى الله عليه وسلم من الجناية وللتنبيه على ذلك عقب بقوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=62إن الذين يستأذنونك أولئك الذين يؤمنون بالله ورسوله فقضى بأن المستأذنين هم المؤمنون بالله ورسوله كما حكم في الأول بأن الكاملين في الإيمان هم الجامعون بين الإيمان بهما وبين الاستئذان ، وفي "أولئك" من تفخيم شأن المستأذنين ما لا يخفى .
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=62فإذا استأذنوك بيان لما هو وظيفته صلى الله عليه وسلم في هذا الباب إثر بيان ما هو وظيفة المؤمنين ، وأن الإذن عند الاستئذان
[ ص: 198 ] ليس بأمر محتوم بل هو مفوض إلى رأيه صلى الله عليه وسلم ، والفاء لترتيب ما بعدها على ما قبلها ، أي : بعد ما تحقق أن الكاملين في الإيمان هم المستأذنون ، فإذا استأذنوك
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=62لبعض شأنهم أي : لبعض أمرهم المهم وخطبهم الملم
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=62فأذن لمن شئت منهم لما علمت في ذلك من حكمة ومصلحة
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=62واستغفر لهم الله فإن الاستئذان وإن كان لعذر قوي لا يخلو عن شائبة تقديم أمر الدنيا على أمر الآخرة .
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=62إن الله غفور مبالغ في مغفرة فرطات العباد
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=62رحيم مبالغ في إفاضة آثار الرحمة عليهم ، والجملة تعليل للمغفرة الموعودة في ضمن الأمر بالاستغفار لهم .
nindex.php?page=treesubj&link=28995_20009_20011_28723_29694_31009_32630_34134_34288_34348nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=62إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَإِذَا كَانُوا مَعَهُ عَلَى أَمْرٍ جَامِعٍ لَمْ يَذْهَبُوا حَتَّى يَسْتَأْذِنُوهُ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَأْذِنُونَكَ أُولَئِكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ فَإِذَا اسْتَأْذَنُوكَ لِبَعْضِ شَأْنِهِمْ فَأْذَنْ لِمَنْ شِئْتَ مِنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمُ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=62إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ اسْتِئْنَافٌ جِيءَ بِهِ فِي أَوَاخِرِ الْأَحْكَامِ السَّابِقَةِ تَقْرِيرًا لَهَا وَتَأْكِيدًا لِوُجُوبِ مُرَاعَاتِهَا وَتَكْمِيلًا لَهَا بِبَيَانِ بَعْضٍ آخَرَ مِنْ جِنْسِهَا ، وَإِنَّمَا ذُكِرَ الإيمان باللَّهِ وَرَسُولِهِ فِي حَيِّزِ الصِّلَةِ لِلْمَوْصُولِ الْوَاقِعِ خَبَرًا لِلْمُبْتَدَأِ مَعَ تَضَمُّنِهِ لَهُ قَطْعًا تَقْرِيرًا لِمَا قَبْلَهُ وَتَمْهِيدًا لِمَا بَعْدَهُ وَإِيذَانًا بِأَنَّهُ حَقِيقٌ بِأَنْ يَجْعَلَ قَرِينًا لِلْإِيمَانِ بِهِمَا مُنْتَظِمًا فِي سِلْكِهِ ، فَقَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=62وَإِذَا كَانُوا مَعَهُ عَلَى أَمْرٍ جَامِعٍ إِلَخِ مَعْطُوفٌ عَلَى "آمَنُوا" دَاخِلٌ مَعَهُ فِي حَيِّزِ الصِّلَةِ ، أَيْ : إِنَّمَا الْكَامِلُونَ فِي الْإِيمَانِ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ عَنْ صَمِيمِ قُلُوبِهِمْ وَأَطَاعُوهُمَا فِي جَمِيعِ الْأَحْكَامِ الَّتِي مِنْ جُمْلَتِهَا مَا فُصِّلَ مِنْ قَبْلُ مِنَ الْأَحْكَامِ الْمُتَعَلِّقَةِ بِعَامَّةِ أَحْوَالِهِمُ الْمُطَّرِدَةِ فِي الْوُقُوعِ وَأَحْوَالِهِمُ الْوَاقِعَةِ بِحَسَبِ الِاتِّفَاقِ كَمَا إِذَا كَانُوا مَعَهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى أَمْرٍ مُهِمٍّ يَجِبُ اجْتِمَاعُهُمْ فِي شَأْنِهِ كَالْجُمْعَةِ وَالْأَعْيَادِ وَالْحُرُوبِ وَغَيْرِهَا مِنَ الْأُمُورِ الدَّاعِيَةِ إِلَى اجْتِمَاعِ أُولِي الْآرَاءِ وَالتَّجَارِبِ وَوَصْفُ الْأَمْرِ بِالْجَمْعِ لِلْمُبَالَغَةِ . وَقُرِئَ : "أَمْرٍ جَمِيعٍ" .
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=62لَمْ يَذْهَبُوا أَيْ : مِنَ الْمَجْمَعِ مَعَ كَوْنِ ذَلِكَ الْأَمْرِ مِمَّا لَا يُوجِبُ حُضُورَهُمْ لَا مَحَالَةَ كَمَا عِنْدَ إِقَامَةِ الْجُمْعَةِ وَلِقَاءِ الْعَدُوِّ بَلْ يُسَوِّغُ التَّخَلُّفَ عَنْهُ .
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=62حَتَّى يَسْتَأْذِنُوهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الذَّهَابِ لَا عَلَى أَنَّ نَفْسَ الِاسْتِئْذَانِ غَايَةٌ لِعَدَمِ الذَّهَابِ بَلِ الْغَايَةُ هِيَ الْإِذْنُ الْمَنُوطُ بِرَأْيِهِ صَلَّى اللَّهُ وَعَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَالِاقْتِصَارِ عَلَى ذِكْرِهِ لِأَنَّهُ الَّذِي يَتِمُّ مِنْ قَبْلِهِمْ وَهُوَ الْمُعْتَبِرُ فِي كَمَالِ الْإِيمَانِ لَا الْإِذْنُ وَلَا الذَّهَابُ الْمُتَرَتِّبُ عَلَيْهِ ، وَاعْتِبَارُهُ فِي ذَلِكَ لِمَا أَنَّهُ كَالْمِصْدَاقِ لِصِحَّتِهِ وَالْمُمَيِّزِ لِلْمُخْلِصِ فِيهِ عَنِ الْمُنَافِقِ فَإِنَّ دَيْدَنَهُ التَّسَلُّلُ لِلْفِرَارِ ، وَلِتَعْظِيمِ مَا فِي الذَّهَابِ بِغَيْرِ إِذْنِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ الْجِنَايَةِ وَلِلتَّنْبِيهِ عَلَى ذَلِكَ عَقَّبَ بِقَوْلِهِ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=62إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَأْذِنُونَكَ أُولَئِكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ فَقَضَى بِأَنَّ الْمُسْتَأْذِنِينَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ كَمَا حَكَمَ فِي الْأَوَّلِ بِأَنَّ الْكَامِلِينَ فِي الْإِيمَانِ هُمُ الْجَامِعُونَ بَيْنَ الْإِيمَانِ بِهِمَا وَبَيْنَ الِاسْتِئْذَانِ ، وَفِي "أُولَئِكَ" مِنْ تَفْخِيمِ شَأْنِ الْمُسْتَأْذِنِينَ مَا لَا يَخْفَى .
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=62فَإِذَا اسْتَأْذَنُوكَ بَيَانٌ لِمَا هُوَ وَظِيفَتُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي هَذَا الْبَابِ إِثْرَ بَيَانِ مَا هُوَ وَظِيفَةُ الْمُؤْمِنِينَ ، وَأَنَّ الْإِذْنَ عِنْدَ الِاسْتِئْذَانِ
[ ص: 198 ] لَيْسَ بِأَمْرٍ مَحْتُومٍ بَلْ هُوَ مُفَوَّضٌ إِلَى رَأْيِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَالْفَاءُ لِتَرْتِيبِ مَا بَعْدَهَا عَلَى مَا قَبْلَهَا ، أَيْ : بَعْدَ مَا تَحَقَّقَ أَنَّ الْكَامِلِينَ فِي الْإِيمَانِ هُمُ الْمُسْتَأْذِنُونَ ، فَإِذَا اسْتَأْذَنُوكَ
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=62لِبَعْضِ شَأْنِهِمْ أَيْ : لِبَعْضِ أَمْرِهِمُ الْمُهِمِّ وَخَطْبِهِمُ الْمُلِمُّ
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=62فَأْذَنْ لِمَنْ شِئْتَ مِنْهُمْ لِمَا عَلِمْتَ فِي ذَلِكَ مِنْ حِكْمَةٍ وَمَصْلَحَةٍ
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=62وَاسْتَغْفِرْ لَهُمُ اللَّهَ فَإِنَّ الِاسْتِئْذَانَ وَإِنْ كَانَ لِعُذْرٍ قَوِيَ لَا يَخْلُو عَنْ شَائِبَةِ تَقْدِيمِ أَمْرِ الدُّنْيَا عَلَى أَمْرِ الْآخِرَةِ .
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=62إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ مُبَالِغٌ فِي مَغْفِرَةِ فُرُطَاتِ الْعِبَادِ
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=62رَحِيمٌ مُبَالِغٌ فِي إِفَاضَةِ آثَارِ الرَّحْمَةِ عَلَيْهِمْ ، وَالْجُمْلَةُ تَعْلِيلٌ لِلْمَغْفِرَةِ الْمَوْعُودَةِ فِي ضِمْنِ الْأَمْرِ بِالِاسْتِغْفَارِ لَهُمْ .