الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                              3385 3578 - حدثنا عبد الله بن يوسف، أخبرنا مالك، عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة، أنه سمع أنس بن مالك يقول: قال أبو طلحة لأم سليم، لقد سمعت صوت رسول الله- صلى الله عليه وسلم- ضعيفا، أعرف فيه الجوع، فهل عندك من شيء؟ قالت: نعم. فأخرجت أقراصا من شعير، ثم أخرجت خمارا لها فلفت الخبز ببعضه، ثم دسته تحت يدي ولاثتني ببعضه، ثم أرسلتني إلى رسول الله- صلى الله عليه وسلم- قال: فذهبت به، فوجدت رسول الله- صلى الله عليه وسلم- في المسجد ومعه الناس، فقمت عليهم، فقال لي رسول الله- صلى الله عليه وسلم-: "آرسلك أبو طلحة؟". فقلت: نعم. قال: "بطعام؟ ". فقلت: نعم. فقال رسول الله- صلى الله عليه وسلم- لمن معه: "قوموا". فانطلق وانطلقت بين أيديهم حتى جئت أبا طلحة فأخبرته. فقال أبو طلحة: يا أم سليم، قد جاء رسول الله- صلى الله عليه وسلم- بالناس، وليس عندنا ما نطعمهم. فقالت: الله ورسوله أعلم. فانطلق أبو طلحة حتى لقي رسول الله- صلى الله عليه وسلم- فأقبل رسول الله- صلى الله عليه وسلم- وأبو طلحة معه، فقال رسول الله- صلى الله عليه وسلم-: "هلمي يا أم سليم ما عندك". فأتت بذلك الخبز، فأمر به رسول الله- صلى الله عليه وسلم- ففت، وعصرت أم سليم عكة فأدمته، ثم قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم- فيه ما شاء الله أن يقول، ثم قال: " ائذن لعشرة". فأذن لهم، فأكلوا حتى شبعوا ثم خرجوا، ثم قال: "ائذن لعشرة". فأذن لهم، فأكلوا حتى شبعوا ثم خرجوا، ثم قال: "ائذن لعشرة". فأذن لهم، فأكلوا حتى شبعوا ثم خرجوا ثم قال: "ائذن لعشرة". فأكل القوم كلهم وشبعوا، والقوم سبعون-أو ثمانون- رجلا. [انظر: 422- مسلم: 2040- فتح: 6 \ 586]

                                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية