الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
462 [ 309 ] أبنا الربيع، أبنا الشافعي، أبنا إبراهيم، حدثني أبو عمران إبراهيم بن الجعد، عن أنس شبيها به وزاد عليه: "ولكم فيه خير من دعا فيه بخير وله قسم أعطيه، وإن لم يكن له قسم ذخر له ما هو خير له منه، . وزاد فيه أيضا أشياء.

التالي السابق


الشرح

موسى بن عبيدة بن نشيط بن عبيد بن الحارث، أبو عبد العزيز الربذي منسوب إلى الربذ، مولى بني عامر بن لؤي، يضعف في الحديث، تكلم فيه أحمد بن حنبل وغيره [ ص: 538 ]

ومعاوية بن إسحاق بن طلحة، سبط طلحة بن عبيد الله التيمي القرشي.

سمع: سعيد بن جبير.

وسمع منه: الثوري، وشعبة.

وعبد الله بن عمير: إما عبد الله بن عمير الذي يروي عنه ابن أبي ذئب، أو عبد الله بن عمير أخو عبد الملك بن عمير، والله أعلم.

وإبراهيم بن أبي الجعد، ويقال: ابن الجعد.

روى عنه: الحسن بن عبيد الله النخعي.

والحديث مذكور في الكتب في فضائل الجمعة بروايات مختلفة عن أنس بن مالك، وممن أخرجه حميد بن زنجويه أورده في الترغيب بإسناده عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أتاني جبريل وفي يده كالمرآة البيضاء... وذكر الحديث.

وتشبيه الجمعة بالمرآة البيضاء من الإشارات فيه أن المرآة تحفظ عن الشوائب المكدرة ليبقى صفاؤها فيرى الإنسان بالنظر فيها نفسه فيرتاح به، وكذلك الجمعة حقها أن تصفى عن الشواغل المانعة من القيام بوظائفها ليرى الإنسان بما عمل فيه ما يرتاح بها في الآخرة [ ص: 539 ]

وقوله: فيها وكتة الوكت: الأثر اليسير، يقال: وكتت البسرة إذا ظهر فيها بعض الإرطاب، والوكتة كالنكتة، وفي كثير من الروايات: فيها كالنكتة السوداء.

ثم في رواية حميد: قلت: فما هذه النكتة السوداء فيها يا جبريل؟ قال: هذه الساعة تقوم في يوم الجمعة كأنه أشير به إلى أهوال ذلك اليوم وظلماته، وفي بعض الروايات: فقلت: يا جبريل: ما هذه النكتة السوداء؟

قال: هذه الساعة التي في يوم الجمعة، لا يوافقها مسلم يسأل الله فيها خيرا إلا أعطاه إياه
وعلى هذا فالتشبيه من حيث أن السواد والبياض النقي يستحسن في المنظر.

وقوله: لا يوافقها مؤمن إلا استجيب له هكذا أطلق في هذه الرواية وفصل الاستجابة في غيرها؛ فقال: لا يوافقها فيه مسلم يسأل الله فيها خيرا إلا أعطاه إياه أو ذخر له مثله يوم القيامة أو صرف عنه من السوء مثله وإلى هذا يرجع قوله في الرواية الثانية من الكتاب: من دعا فيه بخير وله قسم أي: حظ ونصيب أعطيه... إلى آخره.

والوادي الأفيح: الواسع.

وفي الخبر على اختلاف الروايات أن الجمعة تسمى يوم المزيد؛ لأنه يزاد في نعمة أهل الجنة في كل جمعة، ولعل ذلك على سبيل التقدير بالأسبوع في الدنيا كما قيل في قوله تعالى: ولهم رزقهم فيها بكرة وعشيا ويجوز أن يريد بالمزيد: الرؤية، كما في قوله تعالى: ولدينا مزيد وفي بعض روايات الحديث ما يفهم ذلك [ ص: 540 ]

وقوله: "وهو اليوم الذي استوى فيه ربكم على العرش" الكلام في الاستواء وتنزيله مشهور وليس هذا موضعه، وقد يحمل ذلك على إتمام المخلوقات فيه على ما ورد في الخبر: أنه خلق يوم الأحد كذا ويوم الاثنين كذا إلى يوم الجمعة.




الخدمات العلمية