الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          969 حدثنا أحمد بن منيع حدثنا الحسين بن محمد حدثنا إسرائيل عن ثوير هو ابن أبي فاختة عن أبيه قال أخذ علي بيدي قال انطلق بنا إلى الحسن نعوده فوجدنا عنده أبا موسى فقال علي عليه السلام أعائدا جئت يا أبا موسى أم زائرا فقال لا بل عائدا فقال علي سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ما من مسلم يعود مسلما غدوة إلا صلى عليه سبعون ألف ملك حتى يمسي وإن عاده عشية إلا صلى عليه سبعون ألف ملك حتى يصبح وكان له خريف في الجنة قال أبو عيسى هذا حديث حسن غريب وقد روي عن علي هذا الحديث من غير وجه منهم من وقفه ولم يرفعه وأبو فاختة اسمه سعيد بن علاقة

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          قوله : ( عن ثوير ) بضم المثلثة مصغرا ابن فاختة بمعجمة مكسورة ومثناة مفتوحة سعيد بن [ ص: 38 ] علاقة بكسر المهملة الكوفي ضعيف رمي بالرفض من الرابعة ( عن أبيه ) سعيد بن علاقة الهاشمي مولاهم أبو فاختة الكوفي مشهور بكنيته ، ثقة من الثالثة .

                                                                                                          قوله : ( أخذ علي ) أي : ابن أبي طالب رضي الله تعالى عنه ( إلى الحسن ) أي : ابن علي رضي الله تعالى عنه ( غدوة ) بضم الغين : ما بين صلاة الغدوة وطلوع الشمس ، كذا قاله ابن الملك ، والظاهر أن المراد به أول النهار ، وما قبل الزوال ( إلا صلى عليه ) أي : دعا له بالمغفرة ( حتى يمسي ) من الإمساء ( وإن عاده ) إن نافية بدلالة إلا ، ولمقابلتها ما ( عشية ) أي : ما بعد الزوال أو أول الليل ( وكان له ) أي : للعائد ( خريف ) أي : بستان ، وهو في الأصل الثمر المجتنى أو مخروف من ثمر الجنة فعيل بمعنى مفعول . قوله : ( هذا حديث غريب حسن ) وأخرجه أبو داود والنسائي ( واسم أبي فاختة ) هو والد ثوير كما عرفت .

                                                                                                          [ فائدة ] :

                                                                                                          قال أبو بكر بن العربي تكرار العيادة سنة لما كان النبي صلى الله عليه وسلم يفعل بسعد بن معاذ حين ضرب له خيمة في المسجد ليعوده من قريب ، قال ويعاد المريض من كل ألم دق أو جل ، ويعاد من الرمد ، وقد روي أن زيد بن أرقم عاده رسول الله صلى الله عليه وسلم من رمد أصابه ، وما روي عن أبي هريرة مرفوعا لا يعاد من وجع العين ، ولا من وجع الضرس ، ولا من الدمل فليس بصحيح . انتهى كلامه محصلا .




                                                                                                          الخدمات العلمية