الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          كتاب الفرائض عن رسول الله صلى الله عليه وسلم باب ما جاء من ترك مالا فلورثته

                                                                                                          2090 حدثنا سعيد بن يحيى بن سعيد الأموي حدثنا أبي حدثنا محمد بن عمرو حدثنا أبو سلمة عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من ترك مالا فلأهله ومن ترك ضياعا فإلي قال أبو عيسى هذا حديث حسن صحيح وفي الباب عن جابر وأنس وقد رواه الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أطول من هذا وأتم معنى ضياعا ضائعا ليس له شيء فأنا أعوله وأنفق عليه [ ص: 221 ]

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          [ ص: 221 ] ( أبواب الفرائض ) بالهمز جمع فريضة أي المقدرات الشرعية في المتروكات المالية ، في شرح السنة : الفرض أصله القطع ، يقال فرضت لفلان إذا قطعت له من المال شيئا ، وفي المغرب : الفريضة اسم ما يفرض على المكلف وقد يسمى بها كل مقدر ، فقيل الأنصباء المواريث فرائض لأنها مقدرة لأصحابها ، ثم قيل للعلم بمسائل الميراث علم الفرائض ، وللعالم بها فرضي وفارض .

                                                                                                          قوله : ( من ترك مالا فلأهله ) وفي بعض النسخ فلورثته ( ومن ترك ضياعا ) بفتح الضاد ويكسر أي عيالا ، قال الخطابي : الضياع هنا وصف لورثة الميت بالمصدر أي ترك أولادا أو عيالا ذوي ضياع أي لا شيء لهم ، والضياع في الأصل مصدر ضاع ثم جعل اسما لكل ما يعرض للضياع ( فإلي ) أي مرجعه ومأواه ، أو فليأت إلي أي أنا أتولى أمورهم بعد وفاتهم وأنصرهم فوق ما كان منهم لو عاشوا فأذب المستأكلة من الظلمة أن يحوموا حوله فيخلص لورثته .

                                                                                                          [ ص: 222 ] قوله : ( هذا حديث حسن صحيح ) وأخرجه الشيخان وأحمد والنسائي وابن ماجه ( وقد رواه الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أطول من هذا وأتم ) روى البخاري في صحيحه من طريق يونس عن ابن شهاب قال حدثني أبو سلمة عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : أنا أولى بالمؤمنين من أنفسهم فمن مات وعليه دين ولم يترك وفاء فعلينا قضاؤه ، ومن ترك مالا فلورثته

                                                                                                          ( وفي الباب عن جابر وأنس ) أما حديث جابر فأخرجه أحمد وأبو داود والنسائي وابن حبان والدارقطني والحاكم ، وأما حديث أنس فلينظر من أخرجه .




                                                                                                          الخدمات العلمية