الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          باب ومن سورة النصر

                                                                                                          3362 بسم الله الرحمن الرحيم حدثنا عبد بن حميد حدثنا سليمان بن داود عن شعبة عن أبي بشر عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما قال كان عمر يسألني مع أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فقال له عبد الرحمن بن عوف أتسأله ولنا بنون مثله فقال له عمر إنه من حيث تعلم فسأله عن هذه الآية إذا جاء نصر الله والفتح فقلت إنما هو أجل رسول الله صلى الله عليه وسلم أعلمه إياه وقرأ السورة إلى آخرها فقال له عمر والله ما أعلم منها إلا ما تعلم قال أبو عيسى هذا حديث حسن صحيح حدثنا محمد بن بشار حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن أبي بشر بهذا الإسناد نحوه إلا أنه قال فقال له عبد الرحمن بن عوف أتسأله ولنا أبناء مثله

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          ( ومن سورة الفتح ) وتسمى سورة النصر أيضا مدينة وهي ثلاث آيات .

                                                                                                          قوله : ( أخبرنا سليمان بن داود ) بن الجارود أبو داود الطيالسي ( عن أبي بشر ) اسمه جعفر بن [ ص: 208 ] إياس . قوله : ( كان عمر ) أي ابن الخطاب ( يسألني مع أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ) في رواية البخاري في التفسير : كان عمر يدخلني مع أشياخ بدر . وفي روايته في علامات النبوة : كان عمر بن الخطاب يدني ابن عباس ( فقال له عبد الرحمن بن عوف ) الزهري أحد المبشرة ( ولنا بنون مثله ) أي مثل ابن عباس في السن لا في الفضل والقرابة من النبي صلى الله عليه وسلم ( إنه من حيث تعلم ) أي من أجل أنك تعلم أنه عالم وكان ذلك ببركة دعاء النبي صلى الله عليه وسلم : اللهم فقهه في الدين وعلمه التأويل ( فسأله عن هذه الآية ) أي فسأل عمر ابن عباس عن معنى هذه الآية إذا جاء نصر الله أي نبيه صلى الله عليه وسلم على أعدائه والفتح أي فتح مكة ( إنما هو أجل رسول الله صلى الله عليه وسلم أعلمه إياه ) أي يجيء النصر والفتح ودخول الناس في الدين علامة وفاة النبي صلى الله عليه وسلم . أخبر الله رسوله بذلك ( ما أعلم منها ) أي من هذه السورة ( إلا ما تعلم ) وفي رواية البخاري في التفسير : ما أعلم منها إلا ما تقول . وفي الحديث فضيلة ظاهرة لابن عباس وتأثير لإجابة دعوة النبي صلى الله عليه وسلم أن يعلمه التأويل ويفقهه في الدين ، وفيه جواز تحديث المرء عن نفسه بمثل هذا لإظهار نعمة الله عليه وإعلام من لا يعرف قدره لينزله منزلته وغير ذلك من المقاصد الصالحة لا للمفاخرة والمباهاة ، وفيه جواز تأويل القرآن بما يفهم من الإشارات ، وإنما يتمكن من ذلك من رسخت قدمه في العلم ولهذا قال علي رضي الله عنه : أو فهما يؤتيه الله رجلا في القرآن .

                                                                                                          قوله : ( هذا حديث حسن صحيح ) وأخرجه البخاري .

                                                                                                          قوله : ( أتسأله ولنا ابن مثله ) وفي رواية البخاري ولنا أبناء مثله .

                                                                                                          [ ص: 209 ]



                                                                                                          الخدمات العلمية